NovelToon NovelToon

REBELLLON

الفصل الأول: ما وراء السور

في قلب مدينة "أوريان"، حيث تتلألأ القصور في ضوء الغروب، وتمتلئ الشوارع بالعطور، كانت "كايرا" تقف على حافة أحد الأبراج العالية، تنظر بصمت نحو الأفق. بدا كل شيء ساكنًا وهادئًا، لكن قلبها لم يعرف السكون منذ زمن. خلف عينيها الرماديتين، كانت الحرب تدق أبواب عقلها دون هوادة.

"السور الفاصل" بدا لها أقرب من أي وقت مضى، ذلك الجدار الرمادي العالي الذي يفصل بين عالمين لا يجتمعان… عالم الأغنياء الذي تعيش فيه، وعالم الفقراء الذي لم تعرفه إلا من خلال التقارير والمهام السرية.

كايرا لم تكن فتاة عادية. نشأت في عائلة من القتلة المأجورين، وتعلمت كيف تمسك بالخنجر قبل أن تعرف كيف تبتسم. طاعتها للأوامر كانت مطلقة، حتى جاء اليوم الذي استلمت فيه مهمة مختلفة… اغتيال طفل.

ترددت عيناها على الشاشة الصغيرة المتصلة بمعصمها، حيث ظهرت صورة طفل صغير، لا يتجاوز عمره العاشرة، بشعر فوضوي وابتسامة خجولة. لم يكن هذا هدفًا. كان تحذيرًا… أو بالأحرى، رسالة دموية تبعثها الدولة لترهب العالم السفلي.

"طفل..." همست بصوت خافت، كأنها تتذوق المرارة في الحروف. "هل بلغ بهم الانحطاط هذا الحد؟"

في تلك اللحظة، اقترب منها شاب بملابس ناصعة البياض، يحمل وردة زرقاء صغيرة.

"كايرا، لا تذهبي... لست مضطرة لهذا بعد الآن. تعالي معي، يمكننا أن نعيش بعيدًا عن كل هذا."

كان "ليان"، ابن أحد كبار المستشارين في الحكومة. وسيم، هادئ، لكنه دائمًا بدا لها هشًّا، كأنه لم يعرف يومًا كيف يقف في وجه الظلم. حاول مرارًا أن يقنعها بترك طريقها، لكنها لم تكن تبحث عن حياة مريحة، بل عن معنى… عن عدالة لا تشتريها القصور.

نظرت إليه ببرود وقالت: "الحياة التي تقترحها عليّ… تشبه الموت، لكنها ببطء."

ثم استدارت وقفزت من أعلى البرج، لتختفي في سماء المدينة، تاركة خلفها أثرًا من الريح وليانًا يتأمل فراغًا لا يملأه شيء.

---

في الطرف الآخر من العالم… خلف السور.

كل شيء بدا كأن الحياة قررت أن تنسحب منه. بيوت من الحديد الصدئ، أطفال يبحثون في القمامة عن لقمة، وأمهات يطهون على نار من الكرتون والذكريات. هناك كانت "فالينتيرا" الأخرى، النسخة التي لا يتحدث عنها أحد.

هبطت كايرا بهدوء بين الأزقة، تتفحص المكان بعيني قاتلة… لكنها كانت تشعر بشيء غريب، شيء لم تفهمه في البداية: شفقة.

تقدمت ببطء وسط الحطام والخراب، حتى سمعت صراخًا في أحد الأزقة. ركضت نحو الصوت، فوجدت ثلاثة أطفال مطاردين من طرف رجال مسلحين يرتدون دروعًا سوداء. وبينهم، شاب يحمل بندقية قديمة، يقف بثبات أمامهم، يوجه سلاحه إلى السماء… ويطلق.

رصاصة واحدة… وأسقطت طائرة مراقبة كانت تحوم في الأعلى.

تبادلت كايرا النظر معه لثوانٍ. عيونه كانت مختلفة… لا خوف فيها، لا استسلام… فقط تصميم نقي.

قبل أن تنطق بكلمة، اختفى بين الدخان.

---

بعد دقائق، وبينما كانت تتقدم نحو أحد الأنفاق، ظهر لها وجه فجائيًا من الظلال.

"هااااه! خوفتك؟"

شاب رفيع، شعره مبعثر، يبتسم بعينين تلمعان بالجنون.

"اسمي فينو! خبير المقالب! ملك الفوضى! والعضو الرسمي في المقاومة!" قالها بفخر وكأنه يعلن عن اختراع تاريخي.

خلفه خرجت فتاة قصيرة، عضلاتها بارزة، ووجهها يغلي غضبًا.

"فينووو! أقسم إنك لو خربت علينا المهمة هذه، سأطعمك السلاح!" صرخت وهي تلوّح بمفتاح ربط ضخم.

"هذه تيلا، دائمًا تصرخ… بس تحبني، صدقيني." همس فينو وهو يغمز لكايرا.

كايرا، التي لم تعرف الضحك منذ سنوات، لم تستطع منع نفسها من رسم ابتسامة خفيفة.

في قلب هذا الجحيم… لأول مرة شعرت أن هناك شيئًا حيًّا يتحرك بداخلها.

---

وفي مكان بعيد، رجل عجوز وقف فوق سطح أحد المباني المحطّمة. معطفه طويل، ووجهه مخفي جزئيًا بظل قبّعته. راقب المشهد بصمت.

"الفتاة وصلت…" همس لنفسه. "والرياح تغيّرت."

كان ذلك الرجل، هو ڤارين كولدرا… الذئب الرمادي، العقل الذي اختفى لعشر سنوات، وها هو يعود… لأن وقت السكون انتهى.

الفصل الثاني: "عيون من نار"

منذ أن عبرت "كايرا" السور لأول مرة، تغيّر كل شيء.

لم يكن الأمر مجرّد مهمة كما اعتادت، ولم يكن الهدف مجرّد اسمٍ على شاشة...

كان العالم السفلي أكثر من "حفرة" كما كانوا يصفونه في الأعلى.

كان هناك نبضٌ... ألمٌ حي... ووجوه لا تنسى.

---

استفاقت كايرا باكرًا، في غرفة صغيرة داخل ملجأ المقاومة.

الضوء الخافت يتسرّب من ثقب في الجدار، والهواء محمّل برائحة المعدن والنار.

جلست على السرير الحديدي، تتأمل بندقيتها المركونة بجانب الحائط.

كانت نظيفة، كأنها مستعدّة دائمًا... عكس ما بداخلها.

رنّ الباب طرقًا خفيفًا.

– "أنتِ مستيقظة؟"

كان الصوت هادئًا، ذكوريًا، ثابتًا... رايزل.

– "ادخل."

فتح الباب ودخل، يحمل في يده قطعة خبز محمص وكوبًا من مشروب ساخن.

– "جئت لكِ بالإفطار... وأخبار."

جلست بصمت، عيناها على وجهه...

ذلك الوجه الذي بدا عليه التعب، لكن القوة تفيض منه في كل حركة.

– "ڤارين كولدرا يريد مقابلتك."

ارتجفت أنفاسها.

– "الذئب الرمادي؟"

– "نعم. رأى طريقة قتالك... قال إنه يرغب في اختبارك."

---

في قاعة مظلمة تحت الأرض، كان ينتظرهم.

جالسًا على كرسي خشبي مهترئ، ظهره منحني قليلًا، يده مغطاة برباط جلدي، وعينه اليسرى مطفأة.

لكن عينه الأخرى... كانت تلمع كأنها تحمل كل تاريخ الحرب.

نظر إلى كايرا دون أن يقول شيئًا.

– "اقتربي."

تقدّمت بثبات.

– "أنتِ من عالم القتلة. مَن الذي علّمك؟"

– "عائلتي."

– "خطأ."

– "عفواً؟"

– "عائلتك علّمتك كيف تقتلين، لا كيف تنجين."

سكت لثوانٍ، ثم نهض ببطء، وأخرج سكينًا صغيرة.

– "هل تعرفين ماذا أفعل بهذه؟"

– "تقتل بها؟"

– "لا. أعيش بها."

في تلك اللحظة، فهمت أن هذا العجوز لم يكن أسطورة بلا سبب.

كان أكثر من مقاتل… كان نحاتًا يصنع المحاربين من الرماد.

– "ستتدربين تحت يدي. ستتعلمين كيف تقاتلين بدون صوت… وبدون تردّد."

– "ولماذا اخترتني؟"

اقترب منها، نظر في عينيها مباشرة.

– "لأنك الوحيدة… التي تنظر بعينيها كأنها تحترق من الداخل."

---

مع مرور الأيام، بدأ التدريب.

كان قاسيًا، بلا رحمة.

لم يكن يهتم بسرعة يدها، بل بسرعة قرارها.

كان يجعلها تقف ساعات على قدم واحدة، فقط لتتعلم التوازن النفسي قبل الجسدي.

ويكرر دومًا:

> "الذين ينجون… ليسوا الأقوى. بل الأهدأ."

وهي، رغم الألم… لم تتراجع.

---

في مساء أحد الأيام، بينما كانت تنظف سلاحها، دخل رايزل وجلس بجانبها.

– "تبدين أقوى… وأكثر تعبًا."

– "لا أدري إن كنت أقترب من الحقيقة… أم أضيع أكثر."

– "أنتِ فقط تنزعين الغلاف، وتكتشفين نفسكِ من جديد."

نظرت إليه، صمتت قليلًا، ثم همست:

– "لم أعد أكره هذا المكان… لم أعد أخاف من الشعور."

---

في مكان آخر، كان "ليان" يشاهد تقريرًا على شاشة رقمية.

ظهرت صورة كايرا في أسفل الشاشة، مع وسم: "منشقة مشتبَه بها".

ابتسم ابتسامة مشوّهة، ثم همس:

– "إذا لم تكوني لي… فلن تكوني لأحد."

وفي عينيه… كان الحقد قد اشتعل.

ملخص أحداث القصة حتى الآن:

في عالم منقسم يُدعى فالينتيرا، تفصل "السور الفاصل" بين طبقتين من البشر:

الجانب الراقي: قصور، أمان، مال، وتقنيات متطورة،

والجانب السفلي: فقر، دمار، ومعاناة لا تنتهي.

من هذا العالم الراقي، خرجت كايرا، فتاة قصيرة القامة بشعر أبيض وعيون حمراء، تنتمي لعائلة من القتلة المأجورين.

تلقت مهمة غريبة من الدولة: اغتيال طفل صغير من الجانب السفلي… فبدأ الشك يتسلل إلى قلبها.

وعند عبورها السور، صُدمت بالواقع: أطفال يبحثون عن الطعام في النفايات، أمهات يحتمين من الطائرات، و"قمع" يُمارس بلا رحمة.

هناك، قابلت فتى المقاومة رايزل، القنّاص المحترف، ثم التقت بشخصيتين مضحكتين من المقاومة:

فينو: مهرّج المجموعة دائمًا

تيلا: قصيرة، عنيدة، دائمًا تصرخ في فينو

وسط هذه الفوضى، ظهر ڤارين كولدرا، المعروف بـ"الذئب الرمادي"، مقاتل عجوز أسطوري وجاسوس سابق، قرر أن يدرّب كايرا بنفسه بعد أن رأى في عينيها "نارًا لم تخمد بعد".

بدأت كايرا تدريباتها القاسية معه… وبدأت ترى العالم والناس والحياة بشكل مختلف.

ومن بعيد، كان ليان، الشاب الثري الذي يعشقها بجنون، يراقب تحركاتها… وقد بدأ يتحول إلى عدوّ مظلم بدافع الغيرة والخيبة.

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon