The Forgotten Princess of the Violet Shadows
الفصل الاول
كان النسيم ناعمًا كأنّه يحمل همسات لا تُقال، وبتلات الزهور ترفرف حولها بينما قدماها العاريتان تلامسان الأرض الندية. ركضت "إلينا" بلا وعي، بلا تفكير، فقط ركضت... ممسكة بيد فتى يسبقها بخطوة، يركض كأنّه يعرف إلى أين، بينما قلبها كان فقط يريد الهرب.
صوته لم يُسمع، ووجهه لم يُرَ. كلّما حاولت أن تنظر إليه، كانت الظلال تغطي ملامحه، كأنّها محجوبة عنها بإرادة مجهولة.
– "انتظر!"
صاحت، ولكن الفتى لم يلتفت.
– "مَن أنت؟! لماذا تهرب؟!"
لم يجب. ظل يركض، وهي خلفه تتشبث بيده.
الزهور من حولهما كانت تتراقص، بيضاء وزرقاء وأرجوانية... لكن الألوان بدت باهتة، كما لو أنها على وشك أن تذبل.
وفجأة... توقف.
أفلت يدها.
استدار الفتى مبتعدًا ببطء...
– "لا... لا تتركني هنا! انتظر!!"
ركضت نحوه، لكن الأرض بدأت تتلاشى تحت قدميها، والضوء يخبو شيئًا فشيئًا...
– "لا تذهب... أرجوك..."
ومع سقوط أول دمعة، انطفأ كل شيء.
صوتٌ خشن، غاضب، مزّق بقايا الحلم:
– "انهضي، أيتها الكسولة!"
استيقظت "إلينا" على وقع رذاذ ماء بارد يُسكب على وجهها. شهقت بعنف وهي تفتح عينيها، ثم شحب وجهها حين رأت خادمة عجوز تقف فوقها، تحمل دلو ماء بيد، وممسحة باليد الأخرى.
– "هذا ليس فندقًا للنبلاء الكسالى! لديكِ طابق كامل لتنظفيه قبل الإفطار، ألا يكفي أنك تأكلين بقايا موائدنا؟!"
ألقت الممسحة قربها بضربة قوية، فارتطم الخشب بصدر "إلينا"، لكنها لم تصدر صوتًا. فقط حدقت بالسقف، وقطرات الماء تنساب على وجهها.
تمتمت في نفسها، بصوت بالكاد يُسمع:
– "كان حلمًا جميلًا... تمنّيت لو لم ينتهِ."
– "من كان ذاك الفتى...؟"
أغمضت عينيها للحظة، كأنّها تحاول سحب بقايا الحلم من داخل عقلها.
لكن الطرق على الباب اشتد:
– "تحركي، قبل أن تأتي السيدة وتراكِ على هذا الحال... لن ترحميكِ هذه المرة."
جلست "إلينا" ببطء، الم في جسدها وكأنها لم تكن نائمة... بل كانت تُجلد في الحلم والحقيقة على حدٍ سواء.
نظرت إلى يديها، كانت هناك بقع زرقاء قديمة من الضرب.
"خمسة عشر عامًا..." فكرت.
"خمسة عشر عامًا في هذا المنزل... ولم أنل فيه يومًا واحدًا كإنسان."
رفعت الممسحة، ونهضت ببطء... لتبدأ يومًا آخر من القهر.
بينما في داخلها... كان الحلم لا يزال يتردد، كأغنية لم تكتمل.
...
The Forgotten Princess of the Violet Shadows
الفصل الثاني:
صوت طرق الكؤوس الفضية، وضحكات متعالية على مائدة الفطور. كانت رائحة الخبز الساخن والمربّى تملأ القاعة، لكن ذلك لا يعني شيئًا لـ"إلينا"... لأنها لم تكن تجلس على الطاولة، بل كانت تجثو على الأرض بجانب الباب، تنظر بصمت إلى أفراد عائلتها وهم يلتهمون الطعام كوحوش مدللة.
– "هل نظّفتِ الطابق الثالث؟"
جاء الصوت باردًا، من "السيدة فيلنسترا"، أمها بالاسم فقط.
– "أنا..."
تلعثمت إلينا، وعيناها تنظران إلى الأرض.
– "أجيبي، أيتها الحمقاء الصغيرة!"
ارتفعت يد السيدة وصفعتها بقوة قبل أن تكمل جملتها.
تأرجح جسد إلينا قليلًا من قوة الضربة، لكن لم تسقط. تعودت.
ضحك أحد إخوتها، وقال بسخرية: – "ربما كانت تحلم مرة أخرى أنها أميرة... أيتها النكرة، حتى الخادمات الحقيقيات لسن كسولات مثلكِ."
أرادت أن تصرخ... أن تقول: أنا من دمكم!
لكنها تعلم أن الصراخ لا يُسمع في هذا المنزل، بل يُدفن تحت الكدمات.
– "وأين اختفى الخبز المحشو الذي قد وُضِع الليلة الماضية؟"
قالت الأخت الكبرى وهي تنهض فجأة.
– "أرغفة كاملة اختفت... ألن تخبرينا، إلينا؟"
– "لم ألمس شيئًا، أقسم أنني لم..."
قاطعتها الأخت وهي تدفعها نحو الأرض:
– "سرقتِه، أليس كذلك؟ هذا ما أنتِ عليه دائمًا، حقيرة جائعة!"
– "حتى الكلاب تعرف ولاءها... أما أنتِ فعار."
– "أُحضِروا الحبل."
قال الأب دون أن يرفع صوته.
كل شيء سكن...
نظرت إلينا حولها، وجهها شاحب، قلبها ينبض بجنون.
– "ماذا...؟ لا، لا أرجوكم..."
– "أنا لم أسرق شيئًا... صدقوني...!"
لكن لا أحد ينظر في عينيها.
أُمسكت من ذراعيها وسُحبت إلى الحديقة الخلفية.
صرخاتها تلاشت بين ضحكات الإخوة وأوامر الأب.
ربطوها إلى جذع الشجرة القديمة... تلك التي طالما حلمت بتسلقها، لا أن تموت تحت ظلها.
ضربوها.
أهانوا اسمها.
ودفنوا كرامتها... ثم، في لحظة هدوء مرعب، رفع الأب خنجرًا صغيرًا.
– "أشعر بالخزي أن يكون هذا الدم من دمي."
كانت تنظر لهم، الدموع في عينيها، لكن ليس خوفًا... بل دهشة.
– "هكذا إذًا... تنتهي حياتي؟"
السماء فوقها كانت صافية. الزهور هناك في الحقل كانت تتمايل...
كما في الحلم.
لكن الفتى لم يكن هنا هذه المرة...
ثم... سقط الخنجر.
وساد الظلام.
...
The Forgotten Princess of the Violet Shadows
الفصل الثالث:
كان الصمت هو كل ما تسمعه…
لا صرخات، لا ألم، لا هواء.
إلينا فتحت عينيها ببطء، لتجد نفسها مستلقية فوق أرض بيضاء نقية لا حدود لها…
لا سماء، لا شمس، لا ظلال… فقط ضوء هادئ يحيط بها كحضن دافئ من العدم.
جلست بتردد، تنظر حولها بعينين مرتعشتين.
– "أين... أنا؟"
كان صوتها خفيفًا، وكأن الريح تبتلعه.
فجأة... خطوات خفيفة تُسمع من بعيد.
من بين الضباب الأبيض، ظهرت سيدة تمشي بهدوء شديد، عباءتها طويلة بيضاء تنساب كالدخان، وجهها مخفي إلا من فم وأنف صغيرين... وابتسامة هادئة، حزينة.
إلينا تراجعت قليلًا بخوف:
– "من أنتِ؟ ما الذي يحدث؟"
اقتربت السيدة منها أكثر، صوتها ناعم وعميق كهمسة في حلم:
– "لا تقلقي... لن يؤلمك شيء بعد الآن."
– "أنا... هل... هل أنا..."
ترددت إلينا وهي تضع يدها على صدرها.
– "أجل، يا صغيرتي..."
قالتها السيدة وهي تركع أمامها وتنظر لعينيها من خلف العباءة البيضاء.
– "لقد انتهى كابوسك... أنتِ ميتة الآن."
ارتجفت شفتا إلينا، عيناها اغرورقتا بالدموع.
– "إذا كنتُ ميتة… فلماذا ما زلتُ أشعر بالألم؟"
مدّت السيدة يدها ولمست خد إلينا برفق.
لم تكن يدًا باردة… بل دافئة، كأنها من نور.
– "الألم لا يختفي فورًا، لكنه سيتلاشى…
ستُمنحين حياة جديدة، حيث لا أحد يضربك،
ولا أحد يناديكِ بخادمة...
ستبدئين من جديد، باسم جديد، بقدرٍ مختلف."
همست إلينا بصوت خافت:
– "هل... هل سأكون سعيدة؟"
ابتسمت السيدة وقالت:
– "ذلك يعتمد عليكِ، يا إلينا… لكن، هذه المرة، سيكون لكِ من يمد يده لا ليؤذيك… بل لينقذك."
ثم وقفت وبدأت تتراجع وسط الضباب.
قبل أن تختفي، نظرت إليها مرة أخيرة:
– "استعدّي… فالزمن بدأ يُعيد نفسه. ستعودين… لكن كـ طفلة."
ثم...
حلّ السكون مرة أخرى.
وفجأة…
شعرت إلينا بشيء يسحبها إلى الخلف، إلى الظلام... ثم نور قوي… ثم صرخة...
ثم — أنفاس طفل صغير تُولد من جديد.
...
The Forgotten Princess of the Violet Shadows
الفصل الرابع:
ركضت إلينا…
قدماها الحافيتان تخترقان الطين البارد، وصوت أنفاسها المتقطعة يتردد في الهواء الملبد بالضباب.
كل شيء حولها مظلم…
كأنها فُقدت في عالم لا تشرق فيه الشمس.
كانت ترتجف… لا تدري من ماذا تهرب، لكنها تركض.
ركض الطفلة التي خرجت من كابوس طويل، تبحث عن مأوى... عن حضن... عن أحد لا يؤذيها.
فجأة—
اصطدم جسدها الصغير بشيء صلب… قوي… دافئ.
تراجعت متماسكة بخوف، وعيناها مغمضتان كمن ينتظر الضرب.
– "آسفة… أرجوك… لا تضربني… لم أكن أقصد… لن أكررها، أعدك…"
قالتها بصوت مكسور، وبدأت تنحني بأدبٍ مؤلم، تنفّستها مختنقة، يدها ترتجف فوق صدرها.
رفعت عينيها للحظة—
عيون بلون الليل، وهيئة طويلة تلبس معطفًا داكنًا يتماوج مع الرياح... وجه هادئ، صارم، وعيناه تراقبانها دون أن يتكلما.
لكن إلينا صرخت، وبدأت تركض من جديد، أسرع، وكأنها تهرب من ظلّه...
– "توقفي!"
صوته جهوري، عميق… لا غاضب، لكن يحمل هيبة لا تُرد.
إلينا تجاهلت، استمرت تركض حتى أوشكت قدماها على الانهيار.
أنفاسها ارتفعت… رأسها بدأ يدور… ثم فجأة— توقفت.
جسدها الصغير لم يحتمل أكثر، وجثت على الأرض تبكي، تتوسل للفراغ:
– "أرجوكم… لا أريد العودة هناك… لا أريد… لا أريد…"
اقترب الرجل بخطى هادئة…
لم تكن خطوات قاسية، بل موزونة، كأن الأرض تحترمه.
وحين وصل إليها، رآها تنهار كليًا…
عيناها تغمضان ببطء، جسدها يتهاوى، ووجهها شاحب، صغير، مليء بالكدمات القديمة…
ويديها الزرقاوين ترتجفان من البرد القارس.
ركع أمامها…
لمس جبينها بأنامله الطويلة… باردة كالثلج.
تنهد بخفوت، ثم همس لنفسه:
– "ما الذي تفعلينه هنا… وحدك؟"
نظر حوله، لا أثر لأحد.
ثم… بحركة واحدة، حملها بين ذراعيه، وضمها برفق.
ورغم أن وجهه كان جامدًا كالصخر، إلا أن عينيه حملتا شيئًا آخر…
شفقة؟ حزن؟ اهتمام؟
لفّ معطفه حول جسدها النحيل، وهمس بصوت لا تسمعه:
– "لن أتركك هنا."
ثم وقف، وحملها معه نحو المجهول…
نحو البداية.
...
The Forgotten Princess of the Violet Shadows
الفصل الخامس:
بوابات القصر فُتحت على مصراعيها...
صوت حوافر الخيل ووقع خطوات الحرس كأنها تعلن وصول شيء استثنائي.
كان الليل قد بدأ يسدل ستائره، حين ترجل الدوق من حصانه الأسود الفاخر، حاملاً بين ذراعيه جسدًا صغيرًا مغمى عليه.
ثوبه الطويل تمايل خلفه، وخصلات شعره تلتمع تحت أضواء المشاعل.
الخدم والحراس اصطفّوا عند المدخل، وكل منهم يحمل ذات النظرة:
دهشة... ثم صمت.
كانت الطفلة بين ذراعيه شاحبة، متسخة، ترتجف، ومع هذا... كان يحملها وكأنها شيء ثمين.
– "أين مدبرة شؤون القصر؟"
قالها بصوت منخفض لكنه نافذ، فتقدمت امرأة بعمر الأربعين، توجّهت نحوه بانحناءة سريعة.
– "حضرتك الدوق…"
– "حضري غرفة العلاج. فورًا. وأخبري الطبيب أن يأتي دون تأخير."
قالها دون أن ينظر لأحد، ومشى داخلاً كأنه لا يرى من حوله.
انطلقت مدبرة القصر تركض وهي تصرخ بالأوامر للخدم.
أما هو، فدخل إلى جناح جانبي من القصر، حيث أعدّت إحدى الغرف الفاخرة المخصصة للضيوف.
كان كل شيء هناك نظيفًا، دافئًا، مضاءً بشموع طويلة على جدران من الرخام الرمادي.
وضع الطفلة برفق على السرير، ثم وقف بجانبها… يراقبها بصمت.
أنفاسها لا تزال ضعيفة، ووجنتاها محمرّتان من الحمى.
دخلت المدبرة بهدوء بعد دقائق، وانحنت بانضباط:
– "سيدي…"
– "إن احتاجت شيئًا، فليحضروه فورًا."
قالها وغادر الغرفة، تاركًا المدبرة والخدم يتولون المهمة.
في ممرات القصر، بدأت الهمسات:
– "من هذه الطفلة؟"
– "ألا تظنون أن منظرها… فقير؟ مشردة تقريبًا!"
– "ومع هذا حملها بنفسه… لم يفعل ذلك لأحد من قبل."
– "ربما وجدها في الغابة… لكن لماذا يهتم بها؟"
همسات، وأسئلة، وعيون لا تفهم ما حدث، ولا تجرؤ على طرح السؤال بصوتٍ مسموع أمام الدوق.
لكن في قلوبهم...
أمرٌ ما تغيّر في هذا القصر الليلة.
في داخل الغرفة، كانت إلينا مستلقية بهدوء...
بشرتها بدأت تستعيد لونها، وجسدها الدافئ الآن مغطّى بأغطية ناعمة، لم تشعر بها يومًا.
وبينما يواصل الطبيب علاجه…
فتحت إلينا عينيها ببطء، وعيناها تلمعان تحت ضوء الشموع.
– "أين… أنا؟"
همست بصوت ضعيف، لكن أحدًا لم يرد…
...
The Forgotten Princess of the Violet Shadows
الفصل السادس:
– "أين... أنا؟"
همست الطفلة وهي تحدّق بالسقف المزخرف، عيناها الزرقاوان تومضان تحت الضوء الخافت للشموع، وصوتها بالكاد يُسمع.
المدبرة كانت قد انتهت لتوّه من لف ضماداتها، فتنهّدت وهي تحدّث الخادمات بصوت منخفض:
– "جسدها متعب... هزيل. يبدو أنها بقيت لأيام دون طعام دافئ. الحمى بدأت تهدأ، لكنها تحتاج للراحة والغذاء."
أومأت إحدى الخادمات برأسها، ثم اقتربت من السرير وقالت بلطف وهي ترتب الغطاء حولها:
– "لا تقلقي يا صغيرة، أنتِ في مكان آمن الآن... لا حاجة لأن تنهضي."
لكن إلينا كانت ما تزال تنظر إليهم جميعًا بخوف...
عيناها لا تغفلان أي حركة، ونَفَسها ضحل، مرتبك.
ومع مغادرة الجميع الغرفة، بقيت وحيدة...
صوت الريح الباردة بالخارج يلامس زجاج النوافذ، بينما تنظر إلى السقف بتنهيدة مرتجفة.
"هل هذه... حياة جديدة حقًا؟"
همست في نفسها،
"هل رحمني الله حقًا... أم أن هذا مجرد حلم آخر؟ حلم سينكسر حين أفتح عيني مجددًا؟"
رفعت يدها الصغيرة نحو الضوء، كأنها تتحقق من وجودها.
كانت أصابعها مرتجفة، جلدها ما زال باردًا رغم دفء الغرفة.
وفجأة...
طَرق خفيف... ثم فُتح الباب.
دخل رجل طويل، بثوب أسود أنيق، وخلفه خادمتان تحملان صينية طعام وملابس دافئة.
عيناه وقعتا على الطفلة فورًا...
وحين التقت نظراتهما، اتسعت عينا إلينا بخوفٍ عميق.
اعتدلت قليلاً، حاولت الانسحاب في السرير، وهمست بارتباك: – "آسفة... آسفة... لم أقصد شيئًا، أقسم أنني فقط... فقط كنت نائمة... لا تؤذِني..."
ارتجف صوتها، وتشبّثت بالغطاء كأنها تحمي نفسها منه.
لكن الرجل لم يتقدم خطوة واحدة.
وقف بهيبته الكاملة عند طرف السرير، ثم قال بنبرة ثابتة، لا قسوة فيها ولا لين: – "لا عليكِ. لن يؤذيكِ أحد هنا."
سكت لحظة، ثم تابع: – "كيف حالكِ الآن؟"
ترددت قليلاً، ثم تمتمت وهي تطرق رأسها: – "أنا... أشعر بالدفء. شكراً... سيدي."
أومأ ببطء، ثم اقترب خطوتين إضافيتين، وسأل: – "ما اسمكِ؟ ومن أين أتيتِ؟"
رفعت عينيها إليه، ثم نظرت للأرض مجددًا، وقالت: – "أنا... لا أعلم."
– "لا تعلمين؟"
هزّت رأسها ببطء، وأضافت بصوت متقطع: – "لا أتذكر شيئًا... ليس لي اسم، ولا بيت... أرجوك لا تطردني."
سادت لحظة صمت طويلة بينهما.
كان كاليان ينظر مباشرة في عينيها … يبحث فيهما عن شيء.
رعبها؟ أم صدقها؟
لكنه لم يقل شيئًا عن ذلك.
أخيرًا، قال بهدوء: – "حسنًا… إذًا ستبقين هنا. ولن يمسّكِ أحد بسوء. هذا وعد."
رفّت عيناها بدهشة، ثم غطّتها الدموع سريعًا، لكنها لم تجرؤ على البكاء بصوت.
التفت نحو الخادمات وقال دون أن ينظر لهن: – "دلّوها إلى الحمّام، وأحضِروا لها طعامًا جيدًا. ثم… اتركوها ترتاح."
وخرج من الغرفة دون كلمة إضافية.
أما إلينا...
فبقيت تنظر إلى الباب المغلق، ويدها ما تزال ترتجف على الغطاء.
أكان ذلك… أول حنان تتلقاه منذ زمن؟
أم فقط لمسة عابرة من رجلٍ غامض؟
...
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon