NovelToon NovelToon

إبتسامتي ليست إجابه

(طفولة ليان قبل الحادث وبعد الحادث )

1-قبل الحادث الولد الذي يسمع الألوان

في يوم جميل حيث تتراقص الازهار وتحلق الفرشاة علي النسيم وصوت صفير القطار .

ينتقل المشهد لضحكات في الهواء ، كان **ليان** يضحك وهو يركض خلف فراشة صفراء في حديقة المنزل، صرخ بأعلى صوته:

**"أمي! الفراشة تُغني مثل البيانو!"**

كانت أمه تبتسم من شرفة المطبخ، بينما كانت أخته **نور** تتظاهر بعدم الاهتمام وهي تقرأ كتابًا تحت شجرة التوت. لكنها لم تستطع إخفاء فضولها، فنادته:

**"يا كذاب! الفراشات لا تُغني!"**

أدار ليان وجهه نحوها، عيناه الواسعتان تشعان ببراءة:

**"بلى! أنا أسمعها… صوتها مثل قطرات المطر على النافذة!"**

كانت هذه هي **عالم ليان** قبل الحادث:

- **الأصوات** لها ألوان (جرس المدرسة أزرق، تذكر ضحكة أبيه ذهبية).

- **الوقت** يُقاس عنده بأغاني أمه (كان يعرف أن العصر قد حلَّ عندما تبدأ بترديد "لعبة الألوان").

- حتى **الخوف** كان جميلًا… فحين كان يخاف من الظلام، كانت نور تُشغل له مصباحها النجمي وتقول: **"الظلام مجرد لحن حزين… وغدًا سيعزف مقطوعة جديدة."

وفي ليله هادءه ، كان ليان جالسًا مع أمه أمام البيانو العتيق.

– اسمع جيدًا يا حبيبي... هذه النغمة تُسمى 'أغنية الفراشة'، كان أبي يعزفها لي عندما كنت في عمرك .

> ضغطت أصابعه الصغيرة على المفاتيح السوداء والبيضاء، بينما كانت عيناه تشعان فرحًا.

ليان لم يكن يعرف أن هذه ستكون آخر مقطوعة يسمعها بوضوح في حياته.

وفي يوم ممطر، تأخرت أمه عن إحضاره من المدرسة.

كانت الفراشات قد اختفت، والسماء صارت رمادية.

سمع صوت فرامل حادة… ثم **انفجارٌ أبيض**.

استيقظ في المستشفى، لكن شيئًا ما كان **مختلفًا جدًا**:

- **الأصوات** لم تعد ملونة… كانت **ضبابية**، كأن أحدًا يضغط على زر "تشويش" في راديو العالم.

- **النور** يؤلم عينيه… النظارات التي وُضعت على أنفه جعلت كل شيء يبدو مسطحًا، كرسوم متحركة سيئة.

لكن الأسوأ… كان **الاسم**.

حين نادته ممرضة: **"ليان… هل تسمعني؟"**

لم يدرك أنها تناديه **إلا بعد ثوانٍ**… وكأن دماغه يُترجم الاسم من لغة غريبة.

قال الطبيب لأهله:

**"لديه تلف في الفص الصدغي الأيمن… قد لا يعرف أن هذا اسمه عندما تطلقونه عليه."**

. لم يفقد ليان فقط **وضوحَ الأصوات** أو **حِدَّةَ الأبصار**... بل فقد شيئًا كان يظنه بسيطًا: **حفظ الأسماء**.

في اليوم الأول الذي عاد فيه إلى المدرسة، وقفت المُعلِّمة أمامه وسألته:

**"ليان، هل تتذكر اسمي؟"**

نظر إليها، رأى فمها يتحرك، لكن كلماتها وصلته **مُقطَّعة**... حاول أن يتذكر، رأى صورةً مبهمةً في رأسه: **وردة؟ قلم؟ شيء أزرق؟** لكن الاسم كان **كالحجر الأملس**... لا يُمسك به.

فجأة، **انفرجت شفتاه بابتسامةٍ واسعة**، وقال:

**"يَا صَدِيْقِي!"**

ساد الصفُّ صمتٌ قصير، ثم انفجر الجميع **بالضحك**.

---

**لماذا كلمت "يَا صَدِيْقِي"؟**

- **لأنها الكلمة الوحيدة** التي تذكَّرها عندما أحسَّ بالضغط.

- أمه كانت ترددها له دائمًا: *"لا تخف يا صديقي، أنا هنا"*.

- أصبحت **بديلًا آمنًا**... فكل من حوله الآن هم "أصدقاء"، حتى لو ضربوه.

---

**كيف يتفاعل المحيطون مع هذه العادة؟**

- **المُعلِّمة**: تحاول تصحيحه في البداية (*"أنا ليست صديقتك، أنا مُعلِّمتك"*)، ثم تستسلم وتُسجِّل اسمَها في دفتره بصورةٍ (ترسم شمسًا بجانب اسمها).

- **الأطفال**: يسخرون (*"هذا أحمق، حتى اسمه لا يعرفه!"*)، ويختبرونه عمدًا (*"أنت تعرفني؟ ماذا أسمي؟"*)... وهو يبتسم ويقول: *"يَا صَدِيْقِي!"* كأنها لعبة.

- **نور**: تغضب عندما يناديها بذلك (*"أنا أختك، ليس 'صديقي'!"*)، لكنها لاحقًا تفهم أنها **الطريقة الوحيدة** التي يعبّر بها عن أنها **مهمةٌ له**.

---

يعود ليان إلي المنزل

وفي تلك اليلةٍ الماطرة، وقفت أمه تبكي أمامه:

**"ليان... قل اسمي. فقط مرة واحدة."**

نظر إليها، رأى دموعها **كخطوط مائية** عبر نظارته... حاول جاهدًا، لكن كل ما خرج منه كان:

**"يَا صَدِيْقَتِي..."**

احتضنته بقوة، همست في أذنه:

**"لا يهم... أنا سأكون كل الأسماء لك."**

في اليوم التالي ، كان ليان يظن أن الأمر **مؤقت**.

لكن عندما عاد إلى المدرسة، اكتشف أن:

- الأطفال يضحكون عندما لا يرد على نداء المعلم.

- حتى **نور** بدأت تناديه **ببطء**، كأنها تُحدث روبوتًا: **"ليـــــان… غـــــداء."**

وفي لحظة يأس، اكتشف **الابتسامة**.

ذات يوم، ضربه أحد الأولاد وسأله: **"أصم؟ أبكم؟"**

فجأة… **انفرت شفتاه من تلقاء نفسها**. ابتسم!

الولد ظن أنه يسخر منه، فابتسم هو الآخر وتركه.

ومنذ ذلك اليوم، كلما سمع صوتًا غير واضح (حتى لو كان سبابًا)… **يبتسم**.

أصبحت الابتسامة **إشارة المرور الوحيدة** التي يعرفها:

- **يبتسم عند الخوف**.

- **يبتسم عند الألم**.

- **حتى عندما نادته أمه ذات ليلة وبكى لأنه لم يعرف أنها تناديه… ابتسم في الظلام**.

الإبتسامه التي تكسرني

 **المدرسة لم تعد مكانًا للتعلم... بل أصبحت متاهة من الظلال والضجيج.**

في رأس ليان، كل خطوة في الممرات تجعله يشعر أن **أحدًا يضحك عليه**. الأصوات تتداخل ك**إذاعات مفتوحة كلها في وقت واحد**:

- *"انظروا! إنه الأصم!"*

- *"لماذا يبتسم هكذا؟ هل هو مجنون؟"*

- *"لا تضيع وقتك معه... عقله فارغ."*

ليان لا يسمعهم بوضوح، لكنه **يشعر بالحرارة في وجنتيه** كلما اقتربوا.

**الابتسامة التي لا يفهمها أحد**

المشكلة ليست فقط أن ليان **لا يتحكم بابتسامته**... المشكلة أن الجميع **يفسرونها خطأً**:

- عندما يكسرون نظارته (للمرة الثالثة هذا الأسبوع)، **يبتسم**.

  - *"إنه يضحك! يعني يعجبه ذلك!"*

- عندما يدفعونه أرضًا، **يبتسم**.

  - *"انظروا! لا يشعر حتى بالألم!"*

لكن الحقيقة...

**الابتسامة هي صرخة جسده الصامتة.**

- عضلات وجهه تتشنج من الخوف.

- أسنانه تضغط على بعضها كي **لا يصرخ**.

**طقوس القسوة**

مجموعة المتنمرين بقيادة **مازن** (الطفل القوي الذي يعتقد أن إيذاء ليان يجعله رجلًا) يصنعون له **عذابًا يوميًا**:

يقتربون منه ويصرخون بأسمائهم في أذنه:

*"ماذا أسمي؟ تذكر أو سأضربك!"*

ليان يتجمد، **قلبه يدق كالطبول**... ثم يقول:

*"يَا... صَدِيْقِي؟"*

فينفجرون ضحكًا ويبدأون **دورة الإيذاء المعتادة**.

**البيت: الملجأ الذي لا يحمي**

في تلك الليلة، بينما كان ليان يمر قرب المطبخ، **لم يسمع نقرًا... بل شعر بذبذبات غريبة تهتز في الهواء**. توقف عند الباب نصف المفتوح، فرأى ظل أمه **يتمايل كشجرة في عاصفة**—يديها ترسم أشكالًا في الفراغ، **كمن يحاول الإمساك بظل**.

كانت **تقلد حركات اليوتيوب بتركيز مرهق**، عضلات وجهها مشدودة، **كأنها تحاول فك شفرة العالم الصامت الذي يعيش فيه**. ثم رأى دفترها يسقط من على الطاولة، **فتجمدت أصابعها فجأة كما لو أن أحدًا كسر شريط فيديو**.

على الصفحة المفتوحة، كُتب:

*"كيف أقول له أنني أخاف ألا أعرف ما يؤلمه؟"*

أغلق ليان الباب بهدوء، **كأنه يدفن آخر محاولة للتواصل**. الهواء في المطبخ **توقف عن الاهتزاز**، وكأن الأم والابن **أصبحا جزيرتين تبتعدان في بحر واحد**.

**السماعات المكسورة**

في يوم بارد، خطفوا سماعته (التي كلفت شهر معاش أبيه المتوفى) ورمَوها في بركة ماء.

ليان ينظر إليها تغرق... **ويبتسم**.

لكن هذه المرة، الابتسامة **مختلفة**... فيها شيء **مُظلم**.

**الانهيار في الحمام**

في طريق العودة إلى المنزل، وجد نفسه **وحيدًا في الحمام المدرسي**.

نظر في المرآة:

- **رأى ابتسامته**... واسعة، مزيفة، ك**قناع ملتصق بوجهه**.

- حاول إزالتها **بأصابعه**، لكنها لم تتحرك.

- فجأة... **دمعة تسقط**.

  لأول مرة منذ الحادث، **الابتسامة تختفي**.

  نظر إلى نفسه وقال بصوت مكسور:

  *"أنا... لست بخير."*

**نور: الحضن الذي أنقذه**

نور رأته من الباب (كانت تتبعه خوفًا عليه كما تفعل كل يوم).

دخلت، احتضنته **بصمت**... ثم همست:

*"كفى... لا تبتسم إذا كنت تريد أن تصرخ."*

ليان اهتز ك**زجاج مكسور**، وانفجر في بكاء هيستيري.

في تلك اللحظة، **سقط القناع أخيرًا**.

**الدفتر الأسود: الكلمات التي لم تُنطق**

بعد ذلك اليوم، لم يتكلم ليان كثيرًا، لكنه وجد طريقة جديدة:

- **دفتر أسود صغير** يكتب فيه كل ما لا يستطيع قوله:

  - عندما يسأله أحد: *"ما اسمك؟"*... يفتح الدفتر ويكتب: **"ليان"** بخط كبير.

  - عندما يضربه مازن... يكتب: **"كفى"** ويُريهم إياه.

لكن الغريب أن الكتابة جعلته **أكثر وضوحًا للآخرين**، بينما هو يشعر أنه **أكثر وحدةً من قبل**.

ليان يحول تذكر كلمه جديد يقول بنبره غي مفهومه

**"أختي": الكلمة الوحيدة التي تمسك به ليان**

بين كل الأسماء التي نسيها، بقي اسم واحد **محفورًا في قلبه**:

- **نور**.

  لم يعد يناديها *"يا صديقي"*... الآن يقول: *"أخْتِي"* بنبرة غريبة كأن الكلمة **مفتاحٌ لمملكة مفقودة**. ، كأنه الكلمة **الوحيدة التي تذكره بأنه إنسان**.

في الليل، كان يزحف إلى غرفتها، يكتب لها رسائل قصيرة:

*"أخْتِي... اليوم كاد قلبي يتوقف."*

*"أخْتِي... لماذا لا أستحق اسمًا مثل الباقين؟"*

نور تقرأ الرسائل **وتخبئها تحت وسادتها**... كأنها تحاول أن **تحفظه من الضياع**.

[نتابع]

صديقه و مكيده

بينما كان ليان شرد الذهن ينظر يجد فتاة جديده تعرف عن إسم لم يستطع سمع ما تقوله ولكن ليان تجهل الأمر ونظر لدفتره.

ياسمين تصل إلى المدرسة مثل **إعصار وردي**:

- شعرها أشعث، ملابسها غير متناسقة، **تصرخ** بدل أن تتكلم.

- في اليوم الأول، ترى ليان من بعيد... **تتعرف عليه من نظارته السميكة.

تقترب منه، لكنه يتحول كالظل ويختفي خلف الأعمدة.

لكن ياسمين ليست من النوع الذي يتراجع.

---

تنظر له من بعيد "لماذا تهرب مني؟"

تقطعه في الفناء، ترفع يديها كأنها تستسلم:

"لن أؤذيك! اكتب لي في دفترك... ما اسمك؟"

ليان يرتجف، يفتح الدفتر الأسود ويكتب:

"ل.ي.ا.ن"

تنظر إلى الحروف، ثم تفعل شيئًا غريبًا:

- تضع يدها على قلبها وتقول: *"أنا... ياسمين".

- ثم تأخذ قلمه، تكتب على كفها: "ي.ا.س.م.ي.ن".

لكن ليان يهرب مرة أخرى.

---

. لماذا يخاف منها؟

- لأنها تراه حقيقيًا... لا كـ "طفل معاق" أو "أضحكة المدرسة".

- لأنها تتكلم ببطء (حركة شفتيها واضحة)، مما يجعله **يفهمها دون جهد.

- والأخطر... لأنها لا تضحك عندما يبتسم.

في أحد الأيام، تسقط نظارته بالخطأ...

ياسمين تلتقطها، لكن بدل أن تعيدها له، تنظر في عينيه مباشرة:

"أنت لست مجرد دفتر أسود... أنت إنسان يختفي خلفه."

ليان ينتزع النظارة منها ويركض.

---

عندا العوده إلي المنزل

وفي تلك الليلة، يكتب لنور:

*"أخْتِي...

اليوم كلمتني فتاة.

لم أكن أعرف ماذا أفعل.

أخاف أن تصير مثل الباقين...

أو أخاف أن... أحبها ثم تذهب."

نور تقرأ الرسالة وتحتضنه بقوة.

هي تعرف أن هذه هي المرة الأولى منذ الحادث...

التي يخاف فيها ليان من شيء جميل

منذو تلك الليله و ليان يشعر بشعور جيد أصبح *يتنفس عبر الصفحات، كل كلمة يكتبها هي رئة جديدة ، كل حرف هو دليل أنه ما زال موجودًا.

لكن مازن يراقب من بعيد... وقد سئم من أن ليان لم يعد يبكي.

في يوم ممطر، بينما كان ليان يكتب في زاوية المدرسة، اقتحم مازن ومجموعته المكان:

- **"ما هذا؟ مذكرات العاشق الأصم؟"

- انتزع الدفتر من يديه، وقلّب الصفحات بسخرية.

- ليان تجمد... ثم فعل شيئًا لم يفعله من قبل: **قفز لمحاولة استعادته.

مازن ضحك: "أوه! أخيرًا تشعر بشيء!"

ثم مزق الصفحات واحدة تلو الأخرى.

---

ليان يشاهد أجزاء نفسه تتحول إلى قصاصات مبللة على الأرض:

- رسائله لنور...

- محاولاته لكتابة اسم "ياسمين" دون أخطاء...

- حتى كلمة "أمي" التي كان يتدرب على رسمها بحب.

لم يبتسم هذه المرة.

سقط على ركبتيه، يداه ترتجفان كعصفور مكسور الجناحين.

---

ياسمين رأت كل شيء من نافذة الفصل.

انفجرت.

- دخلت مثل إعصار، دفعت مازن بقوة حتى سقط على الأرض.

- أمسكت بقميصه وصاحت في وجهه:

"أنت لست قويًا.. أنت جبان! تضرب طفلًا لا يستطيع حتى الصراخ!"

الصف كله صامت... لم يسمعوا أحدًا يصرخ بهذه القوة من قبل.

مازن حاول الرد، لكن ياسمين سبقته:

- أخذت قصاصات الدفتر الممزق من الأرض.

- وضعتها في يد ليان، ثم أغلقت أصابعه عليها.

- نظرت إليه وقالت: "هذه كلماتك... لا يحق لأحد أن يسرقها."

---

بعد الحادثة، أخذهما المعلم إلى المكتبة ليهدأوا.

ياسمين جلست أمام ليان، انتظرت.

أخيرًا، فتح الدفتر الممزق وكتب:

"لماذا تدافعين عني؟"

قرأت السؤال، ثم فعلت شيئًا غير متوقع:

- أخذت قلمه، وكتبت على ظهر يده:

"لأنك الوحيد الذي يراني... لا أحد ينظر إلي كما تفعل."

ليان لم يفهم... حتى أشارت إلى *نظارته:

"عندما تنظر لي من خلالها... أشعر أنني غير مخفية."

---

نور رأت ليان من بعيد وهو يُمسك بيد ياسمين بينما تمشي به إلى الباص.

لم يمسك يد أحد منذ الحادث.

لكن بدل أن تفرح... خافت.

- لأنها تعرف: الحب أحيانًا يكون مؤلمًا مثل الكره.

- لأنها رأت كيف نظر إليها ليان عند الباب... كأنه يقول "أنا آسف" دون كلمات.

في تلك الليلة، كتبت له رسالة:

"أخي الصغير...

كنت أتمنى أن أحميك من كل شيء...

حتى من السعادة."

وضعتها تحت وسادته... وهي تعرف أنه سيفهم.

بعد أيام من حادثة تمزيق الدفتر، لاحظت ياسمين أن ليان يتجنب الكتابة عنها.

سألته بلغة الإشارة التي بدأا يتعلمانها معًا:

"لماذا لا تكتب اسمي؟"

فتح الدفتر المُرمم، وكتب بخط مرتعش:

"أخاف أن يُمزقك كما مُزقت صفحاتي."

لكن القدر لم يُعطِهما وقتًا...

---

وفي يوم عاصف، جاء أحد أتباع مازن إلى ليان وهو يلوح بدفتر جديد:

"هذا لك... تعالَ خذه!"

ليان شَمَّ الفخ ، لكنه رأى ياسمين تتبع الصبي بفضول...

فجرى خلفها ، يداه ترتجفان كعصفور يحذّر من عاصفة**.

---

في ساحة المدرسة الخلفية (حيث لا كاميرات)، كان مازن ينتظرهما مع خمسة أولاد.

- أمسكوا ياسمين ودفعوها إلى الحائط.

- ألقوا الدفتر الجديد في بركة ماء قذرة.

- ثم أخرج مازن سماعة ليان القديمة المكسورة (التي احتفظ بها كغنيمة)، وهمس:

"اليوم... سأجعلك تسمع صوت عظامك وهي تنكسر."

قفزت ياسمين مثل نمرة، عضت يد الذي يمسكها، وصرخت:

"ليان! اهرب!"

لكنه هذه المرة... لم يهرب.

- حاول دفع مازن بعيدًا عنها، لكن أحد الأولاد ضربه بقوة على رأسه من الخلف.

- سقط على وجهه ، نظارته تحطمت ، ودمه اختلط بالتراب.

- ثم حدث المشهد الذي لم يره أحد من قبل :

ليان يضحك.

ضحك وهو ينزف، ضحك والدموع تغسل الدم على خديه ، ضحك حتى بدا كشبح مجنون .

مازن تجمد: "ما خطبك؟! توقف!"

لكن الضحك تحول إلى أنين، ثم إلى عواء...

وأخيرًا، صُراخٌ أشبه بزئير وحشٍ طُمر حيًّا سنواتٍ تحت الأرض:

"كفى!!!!!!!!"

بينما هرب المتنمرون خوفًا من الصوت المفاجئ، زحف ليان إلى الحائط، يداه تتحسسان الهواء.

ياسمين أمسكت بكتفيه، لكنه رفع وجهه الدامي وقال:

"أخْتِي... أين أنت؟"

لقد نسي اسمها مرة أخرى... لكنه هذه المرة نادى عليها بالكلمة الوحيدة التي تمسك بها.

ياسمين أدركت أن **الضربة جعلته يفقد النظر مؤقتًا.

احتضنته، وأخذته إلى المكان الوحيد الذي يعرف أنه آمن:

"سنذهب إلى نور... هي تعرف ما يجب فعله."

---

عندما فتحت نور الباب ورأت أخاها مكسورًا، داميًا، لكنه أخيرًا... حقيقيًا،

سقطت على ركبتيها، وبكت لأول مرة منذ موت أبيها.

أخذت قطعة قماش نظيفة وضغطت على جرح رأسه، بينما همست:

"لا بأس... الآن أنت حر."

ليان لم يبتسم... لأنه لم يعد مضطرًا.

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon