في صباحٍ مشمس، وبين التلال الخضراء، كانت هناك قرية صغيرة تنام بسلام بين أحضان الطبيعة.
في أحد منازلها القديمة، عاش جد وجدة مع حفيديهما "سارة" و"عمر".
كان الطفلان معروفين بفضولهما الكبير وحبّهما للاستكشاف، لا يهدأ لهما بال حتى يكتشفا شيئًا جديدًا كل يوم.
في تلك الليلة، وبينما كان القمر يضيء نافذتهما، دخلت الجدة بهدوء وقالت بابتسامة:
— "هل تريدان سماع قصة قبل النوم؟"
قال عمر متحمسًا: "طبعًا!"
ردت سارة: "نحب قصصك يا جدتي، خصوصًا إذا كانت غامضة!"
ضحكت الجدة وقالت:
— "إذن اسمعا جيدًا... هذه القصة عن مدينة لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها. يقولون إنها مليئة بالأسرار، وكل من دخلها... لم يعد أبدًا."
اتسعت أعين الطفلين، وسكنا في أماكنهما. لم تكن قصة الجدة ككل مرة، بل شعرا أن هناك شيئًا حقيقيًا خلف كلماتها...
في اليوم التالي، استيقظا وهما يفكران بتلك المدينة الغامضة. بحثا في الإنترنت، ثم قررا الذهاب إلى المكتبة الصغيرة في القرية.
راحا يفتشان بين الكتب القديمة، حتى وجدا كتابًا مغطى بالغبار، وعنوانه: "المدينة التي اختفت..."
فتحت سارة الكتاب بسرعة، وبدأت تقرأ بصوت مرتجف:
> "تقول الأسطورة إن هناك مدينة في أعماق الغابة، محاطة بالأشجار الكثيفة، وكل من حاول دخولها... اختفى."
صمت عمر وقال: "هل تعتقدين أنها حقيقية؟"
ردت سارة بعيون لامعة: "لن نعرف إلا إذا ذهبنا هناك!"
في الليل، تسللا إلى الغرفة، وحضّرا حقيبة صغيرة: طعام، ماء، بوصلة، مصباح، وحبل.
وفي الصباح، غادرا المنزل بخفّة، وسلكا الطريق المؤدي إلى الغابة المجاورة...
كل شيء كان يبدو طبيعياً... حتى سمعا صوتاً غريبًا خلف الأشجار، صوتًا لم يشبهاه من قبل...
وفجأة...
الفصل الثاني: البوابة التي لا تُفتح🌌
كان الصوت يقترب...
خطوات خفيفة… تكسير أغصان… همسات مجهولة بين الأشجار.
توقفت سارة فجأة وهمست:
— "هل سمعت ذلك؟"
أشار عمر بيده أن يختبئوا خلف شجرة كبيرة. أمسك بيدها، وانخفضا بين الأعشاب الطويلة.
مرت لحظات من الصمت. لا أحد ظهر. لا شيء تحرّك.
تنفسا بارتياح، ثم تابعا طريقهما داخل الغابة، متتبعين الخريطة الصغيرة التي رسموها في دفاترهم.
بعد ساعة تقريباً من المشي، بدأت الأشجار تزداد كثافة، والضوء يقلّ.
وفجأة… ظهرت أمامهم بوابة حجرية عملاقة، مغطاة بالطحالب، نصفها مكسور، ونصفها مغلق بسلاسل صدئة.
كان هناك نقش قديم على الصخور، كتب عليه بلغة غريبة، لكن بين الحروف ظهرت جملة واضحة:
> "من يعبر… لا يعود."
ارتجف عمر وقال: "يمكن نرجع؟ لسه ما دخلنا كثير..."
لكن سارة تقدمت بهدوء، ولمسَت الحجر.
في تلك اللحظة... اهتزت الأرض تحت أقدامهم!
وسُمِع صوت خافت، كأنه صرير باب قديم يُفتح ببطء…
بدأت البوابة تنفتح لوحدها.
فتحا عيونهما بدهشة… وخلف البوابة، ظهرت طريق ضيقة مغطاة بالضباب، تتجه نحو المدينة الغامضة…
قالت سارة بصوت مرتجف:
— "المدينة حقيقية…"
ردّ عمر:
— "لكن… هل نحن مستعدان لما سنجده هناك؟"
أخذا نفساً عميقاً… وتقدما خطوة واحدة…
ودخلا من خلال البوابة…
🕯️ يتبع في الفصل الثالث...
الفصل الثالث: أصوات تحت الأرض🌁
دخل عمر وسارة عبر البوابة...
بمجرد أن تخطّيا العتبة، أُغلقت البوابة خلفهما بصوت مرعب يشبه الصدى داخل قبر مغلق.
ارتجف الطفلان، ونظرا خلفهما، لكن لا طريق للعودة.
كانت المدينة أمامهما... لكنها ليست كما تخيّلا.
بيوت متهالكة... شوارع فارغة... هواء بارد يلفح وجهيهما...
ولم يكن هناك أحد.
لكن... شيء ما كان يراقب.
تقدما بين المباني، بحذر شديد، يمسكان بأيدي بعضهما.
فجأة، توقفت سارة وقالت:
— "سمعت ذلك؟"
كان هناك همس… صوت خافت قادم من تحت الأرض…
انحنى عمر نحو الأرض، ووضع أذنه عليها…
وفجأة… سمع صوتًا واضحًا جدًا:
> "ارجعوا… قبل فوات الأوان..."
قفز إلى الوراء، وقال مرتجفًا:
— "في أحد… في الأرض!"
ركضا نحو بناء قديم يشبه المكتبة.
الباب كان مفتوحًا كأن أحدًا ينتظرهم…
دخلوا، والداخل كان مظلمًا، مليئًا بالغبار والكتب الممزقة.
لكن ما جذب نظر سارة كان شيئًا آخر…
📜 مذكرات قديمة على الطاولة، مكتوبة بخطٍ متعجّل وكأن صاحبها كان يكتب وهو خائف.
فتحت سارة الصفحة الأولى، وكان مكتوبًا:
> "أنا آخر من بقي في المدينة… إن كنت تقرأ هذا، فأنت في خطر..."
وفجأة… انطفأ المصباح في يد عمر.
صار كل شيء ظلامًا.
وسُمِع صوت خطوات… بطيئة… قادمة من أعلى السلالم…
صوت شيء ينزل من الطابق الثاني… شيء لم يكن إنسانًا…
تجمّدا في مكانهما… لا يستطيعان الصراخ…
والصوت يقترب…
🕯️ يتبع في الفصل الرابع...
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon