في أبعد البحار، وفي أعمق المحيطات، كانت هناك سفينة ذات مظهر أسود، طاقمها مرعب، كل أعضائها أقوياء ويمتلكون قوى غريبة. منهم من يمتلك القدرة على التحكم بالحيوانات، ومنهم من يستطيع التحكم بالعواصف، والكثير من الأشخاص ذوي القدرات العجيبة يجتمعون في سفينة واحدة، سفينة العنقاء، تحت قيادة بيلي ساراتو، يبحرون من أجل الوصول إلى جزيرة ريونيون ("جزيرة الأحلام") والحصول على أعظم الكنوز.
فجأة، دلو من الماء يوقظ بيلي الذي كان معلقا رأسا على عقب من حلمه الجميل، وصوت مزعج قادم من عند باب الزنزانة التي كان مسجونًا فيها يلفت انتباهه. لقد كان صوت الحارس وهو يقول:
"بيلي، يا أيها الحيوان! استيقظ! اليوم هو يوم إعدامك!"
قال بيلي في نفسه: (نسيت... نسيت أن اليوم هو يوم إعدامي! حين أفكر في سبب الذي جعلني في هذا المكان، أضحك على نفسي). قالها و هو مبتسم
........ قبل يومين .........
«..في قرية لوتن..»
قرية لوتن هي قرية قديمة بيوتها مبنية من الخشب البيوت كانت تحمل طابع البيوت القديمة شوارع عادية ، تشتهر هذه القرية بزراعة الأرز ، في حانة هوليس، كان الكثير من أهل القرية يحيطون بالحانة، يسدون باب المدخل و آخرون ينظرون من نافذة من الخارج ، وكلّهم ينظرون إلى شخص جالس في طاولة مغمى عليه في الحانة وهو يأكل الطعام، بحيث كان وجهه في طبق الطعام. كانت أصوات الأشخاص تتوالى بالتساؤل، أحدهم يقول: "هل هذا الشخص ميت؟"، وآخر يقول: "ماذا حصل؟"، وآخر يقول: "ماذا يحدث هنا؟". قال صاحب الحانة: "لقد كان هذا الغريب يأكل الطعام، وفجأة سقط وجهه على طبقه، وهو الآن لا يتنفس أو يتحرك". صوت يأتي من خلف الأشخاص الواقفين عند مدخل الحانة: "دعوني أمر، دعوني أمر". بدأ الأشخاص يفسحون له الطريق من أجل أن يدخل، كان عجوزًا أصلع، له لحية وذقن ذات لون أبيض ، يرتدي ملابس المزارعين و يمسك بعصاه بيده، ويقول: "ما الذي يحدث هنا؟". رد عليه صاحب الحانة بتفاجؤ: "العمدة هينكس؟!". ثم بدأ صاحب الحانة يشرح للعمدة ما حدث. وضع العمدة يده على ذقنه وبدأ يفكر في حل لما حدث، وفجأة قطع تفكيره صراخ شخص من خارج الحانة يقول: "يا أيها العمدة، إنها مصيبة!". ثم فسح الأشخاص الطريق للشخص الذي كان يصرخ بالخارج: "ثم قال يا أيها العمدة إن جنود مملكة ليو زارد قريبون من دخول قريتنا". توتر العمدة من كلام هذا الشخص، ثم قال: "يا أهل القرية، عودوا إلى منازلكم، ولا تدعوا أحد من عائلتكم يخرجون، واجلبوا حق الضريبة التي تدفعونها من أجل الإبقاء على حياتكم". هرع أهل القرية إلى منازلهم، ثم جلب رجال القرية نقودًا إلى عمدة القرية ودخلوا إلى منازلهم خوفًا على حياتهم. ثم بعد لحظات، دخل جنود يرتدون أذرعًا ويحملون سيوفًا ودروعًا ويمتطون أحصنة. كان العمدة ومعه شخص فقط من كانوا في أحد شوارع القرية ينتظرونهم. وبعد دقائق، وصل الجنود إلى العمدة. تحدث أحد الجنود وقال: "هل نقود الضرائب موجودة يا أيها العجوز؟". كان وجه العمدة يحمل تعابير حادة تملؤها الغضب أشار العمدة بيده إلى كيسين ممتلئين بنقود. نظر الجندي إلى أحد الجنود الذي معه وأمره بأن يحمل الكيسين، ثم قال الجندي الذي كان يتكلم قائلًا: "يا أيها العمدة، سوف يتم رفع الضرائب على كل سكان الجزيرة، فبدلًا من دفع 10 آلاف على الفرد الواحد، سوف تدفعون 100 ألف للفرد الواحد في الشهر القادم". انصدم العمدة من كلام الجندي وقال: "نحن لا نملك النقود الكافية لندفع كل هذا المبلغ، فمحاصيلنا الزراعية لم تنتج الكثير وليس لدينا أي شيء نحصل على المال منه". نزل الجندي من حصانه و توجه نحو العمدة ثم فجأة، قام الجندي بضرب العمدة على وجهه بدرعه و أسقطه أرضا ، وبدأت الدماء تنزل من رأس العمدة. ثم هرع الشخص الذي كان يقف مع العمدة إلى العمدة، ثم قال: "أيها العمدة، هل أنت بخير؟". ثم قال الجندي موجّهًا كلامه للعمدة: "لا يهمني ما تقوله، إن لم تقوموا بدفع في شهر القادم فسوف نقتلكم ونحرق القرية كلها ، أنت تعرف القوانين جيدا اليس كذالك ؟ " ، نظر العمدة إلى الجندي و هو مرتبك ثم بدأ الجنود يمشون ويتجاوزون العمدة الساقط على الأرض. وحين كانوا يقتربون من الخروج من القرية، قال أحد الجنود موجّهًا كلامه للقائد: "يا أيها القائد، هل نأخذ بعض الطعام والشراب من هذه الحانة؟". رد عليه القائد: "نعم افعلوا هذا". نزل بعض من الجنود من على أحصنتهم وتوجهوا نحو الحانة.
رأى صاحب الحانة الجنود الذين يتجهون نحو حانته من النافذة، ثم خاف صاحب الحانة من أن يروا الشخص الموجود الذي كان شبه جثة ووجهه على طبق، ثم قام بوضعه في صندوق ضخم و أغلق عليه ظنًّا منه أنه قد مات. ثم أتى جنود الملك ليأخذوا الطعام بالقوة من صاحب الحانة، ثم أخذوا بعض الطعام و الصندوق الذي كان فيه الشخص و أخذوه معهم إلى القصر في طريقهم إلى القصر كان جنود يأخذون النقود من كل قرية في طريقهم و بعد وقت وصلوا إلى القصر ثم وضعوا الصناديق في غرفة حفظ اللحم.
في قصر مملكة ليو زارد
خرج الشخص من إحدى الصناديق وقال:
"أين أنا؟"
(غرف حفظ اللحم) ((كانت هذه العبارة مكتوبة على الباب ))
ارتعش جسده ثم قال : "تبا! إنها غرفة باردة!"
حاول هذا الشخص فتح الباب، لكنه كان مغلقًا. لذا فكر وفكر، ثم قال في نفسه: (صحيح قد تكون خطوة خطيرة لحياتي وقد تجعل رقبتي في حبال المشنقة أو يتم قطع رأسي، لكن هذا لا يهم، أنا جائع جدا !).
بدأ هذا الشخص يضرب الباب بقوة ويقول:
"أنا عالق هنا، ساعدوني!"
بعد هذا، فتح له أحد الطباخين الباب وقال له:
"ما الذي تفعله هنا يا أيها الغبي؟ قم بلباس مثل ملابس الطباخين وقدم بعض المساعدة لرفقائك في المطبخ."
قام بلبس ملابس الطباخين، وأخبروه بأن يأخذ الطعام إلى قاعة استقبال الملك. ثم حمل الطعام وبدأ يمشي ليذهب إلى قاعة الملك.
دخل إلى إحدى الغرف ثم قال :
"هل هذه قاعة استقبال الملك؟"
"اخرج يا أيها الغبي! أنت دخلت إلى الحمام!"
دخل غرفة أخرى.
"هل هذه قاعة استقبال الملك؟"
"اخرج يا أيها المنحرف! هذه قاعة تغيير الملابس!"
وهكذا كان، في كل مرة يدخل فيها لغرفة ما ويسمع الشتائم ويخرج منها.
وفي هذه الأثناء، في قاعة استقبال الملك، كان الملك ليغن، ملك مملكة ليو زارد، يغلي غضبًا بسبب تأخر الطعام.
"أين طعامي يا أيها الحمقى؟"
رد عليه أحد الجنود:
"إنه قادم يا سيدي."
الملك: "ألا يمكنني أنا الاعتماد على أحد في هذا القصر؟ أحضروا الطعام بسرعة، وإلا قمتُ بقتلكم يا أيها الجنود الأغبياء!"
خرج أحد الجنود من القاعة ليقوم بإحضار الطعام، ليرى شخص يدخل ويخرج من إحدى الغرف وفي يده الطعام، ثم صاح عليه وقال: "يا أيها الطباخ الغبي، أحضر الطعام إلى هنا!"
الشخص: "الطعام ليس لك يا ذو الوجه القبيح! فهو لغرفة استقبال الملك."
الجندي: "هذه هي قاعة استقبال الملك يا أيها المغفل!"
بعد هذا، دخل هذا الشخص وفي يده أطباق مغطاة من أعلى، وقال للملك:
"تفضل طعامك يا أيها الملك."
بعد أن نزع الملك الغطاء عن الأطباق، و قال:
"لماذا الطعام قليل يا أيها الطباخ؟"
الشخص: "أعذرني يا أيها الملك، لقد جعت في الطريق لذا قمتُ بأكل منه القليل، أنا آسف."
الملك: "أتستهزئ بي يا أيها الآخرق؟ يا أيها الحراس، قوموا برميه في السجن وقوموا بإعدامه غدًا على مرأى أهل القرى كلهم!"
قام الجنود بإمساك بالشخص من يديه.
الشخص: "إعدام... سجن...؟"
وحين كان الجنود يخرجون الشخص من قاعة استقبال الملك، قال الملك بصوت مسموع: "ما هو اسمك يا أيها الشقي؟"
رد عليه الشخص : "أنا اسمي بيلي ساراتو القرصان، الشخص الذي سيجد جزيرة ريونيون الأسطورية!"
بدأ الملك يضحك، ثم قال: "يا لك من قرصان غبي!" ثم أمر جنوده بأن يأخذوه.
بعد هذا، تم الإمساك ببيلي وأخذه إلى سجن. قاموا بربط رجله وتعليقه من رجليه، فكان رأسه في الأسفل ورجله في الأعلى.
صرخ بيلي قائلًا: "...يا أيها الحمقى...انزلوني!"
ظل بيلي معلقًا ليوم كامل هكذا، وكان يتم إنزاله لشرب الماء في بعض الأحيان. وبعد مرور ذاك اليوم، دخل الحارس وأيقظه من حلمه الجميل وقال إن اليوم موعد إعدامه.
قام الحارس بإنزاله، وبعد أن قام بإنزاله، سقط الحارس على الأرض ولم يتحرك بعد هذا.
قام بيلي بتحريك جسد الحارس وقال له:
"أنت انهض! ما الذي حدث لك؟ أمامنا إعدام لننفذه!"
بعد هذا، خرج من الزنزانة وبدأ يتجول في القصر، وكان الأشخاص ملقين على الأرض وكأن شيء ما قام بإفقادهم وعيهم. بدأ يتجول لإيجاد المخرج إلى أن رأى شخصًا يرتدي رداءً أسود ويخفي وجهه، فقال له:
"أووي، أيها الغريب! ما الذي حدث هنا؟"
فرد عليه وقال:
"نال كل شخص فيهم ما يستحقه." ثم اختفى.
(فلاش باك - بيلي، 6 سنوات)
تقع قرية شيلا الصغيرة على جزيرة منعزلة، تحيط بها مياه البحر الزرقاء الصافية. بيوت القرية متواضعة، مبنية من الخشب ، أسطحها من القش. تُحيط بالقرية أشجار النخيل الكثيفة، وتُوفر ظلالًا منعشة في حرارة الشمس الحارقة. يُطل ميناء صغير على البحر، حيث تُرسى قوارب الصيد الخشبية. يُعرف أهل القرية ببساطتهم وكرم ضيافتهم. رائحة البحر المالحة، ونسيم الهواء العليل، يُضفيان على القرية سحرًا خاصًا. في قلب القرية، تقع حانة "شانكير"، حانة صغيرة ودافئة، تُشعّ بالدفء والراحة. أجواء الحانة مريحة، يُضحك الزبائن، وتُسمع أصواتٌ مرحة. رائحة الطعام اللذيذ، تملأ المكان. يجلس بيلي في ركن هادئ، يتناول طعامه ببطء، عيونه تتابع حديث عجوز وابنته في الطاولة المجاورة له . يُلاحظ بيليّ تعابير العجوز، وجهه مُتجعد، عيونه تُشعّ حكمةً، بينما يُروي القصة بصوتٍ هادئ، يُضفي على كلماته سحرًا خاصًا. يُلاحظ بيليّ اهتمام ابنته، عيونها الكبيرة تُحدق في وجه أبيها، مُستغربةً من أحداث القصة.
يروي العجوز قصته: "يا ابنتي، في جزيرة بعيدة تُدعى ريونيون، تُحكى أساطير عن كنوز ثمينة، ونساء جميلات، وأشهى المأكولات... وأطباق شهية لا تُقاوم! ولكن... يقال أن هناك مخلوقًا أسطوريًا في تلك الجزيرة."
يسترق بيلي السمع على حديثهما، عيونه المُتسعة تُظهر فضوله، وفمه المُفتوح قليلاً يُظهر دهشته. يُفكر: (لحم... كنوز... مخلوق أسطوري! هذا يبدو رائعًا!)
شد بيليّ شجاعته واقترب من العجوز، ُظهر في عيونه الفضول والشجاعة. ُلاحظ العجوز بيلي ثم ابتسم له
"سيدي، هل يُمكنني الاستماع إلى قصتك؟" سأله بيليّ قائلا
اُشار العجوز له بالجلوس: "نعم تفضل."
جلس بيلي بجانب العجوز ،
ثم قال عجوز و هو يحاول يتذكر : " أين كنا ، اه صحيح لقد تذكرت "
بدأ العجوز يتحدث قائلا : " قبل خمسين عامًا، كان هناك قرصانٌ شهير يُدعى يوهان أرشيوزان، كان يُلقب بـ"الصقر" لسرعته وقسوته في الهجوم. كان يوهان، رجلًا طويلًا معتدل ، بشعر أسود متوسط ، وعيون رمادية ثاقبة، يُخفي وراء ابتسامته الباردة قلبًا قاسياً لا يعرف الرحمة. (ُلاحظ بيليّ تغيرًا طفيفًا في تعابير وجه العجوز، مُشيراً إلى قسوة يوهان). اشتهر يوهان بنهب السفن في محيط غامض يدعى ب "المحيط القاتل"، ذلك الجزء المُظلم والغامض من المحيط، حيث تختفي السفن دون سبب، وتُروي الأساطير عن وحوش البحر والعواصف العنيفة المتواجدة هناك ، ( كان بيليّ يُحدق بدهشة في وجه العجوز، مُتخيلًا مشاهد المحيط القاسي). كان يوهان يمتلك فريقًا من القراصنة المُدربين بشكلٍ جيد، والذين كانوا يُتبعونه و يطيعون أوامره لدرجة أنهم كانوا سوف يتخلون عن حياتهم لو طلب منهم هذا .
أردف العجوز كلامه قائلا : " يُقال إنه أخفى كنزًا ضخمًا، يُقدر بنحو 4.5 مليار بيري، ثروة هائلة تُمكن من شراء ممالك كاملة، في مكان ما على جزيرة ريونيون الغامضة. (اتسعت عيون بيليّ بدهشة، مُتخيلًا كمية الكنز الضخمة). كان يوهان يُخطط لإخفاء كنزه في مكانٍ سريّ لا يستطيع أحد إيجاده، مكانٍ يُحمي كنزه من أيدي الأعداء والطامعين لذا وضعه في جزيرة ريونيون
تم القبض على يوهان في جزيرة فينورد، جزيرة صغيرة وتشتهر بسجونها القاسية، في السابع من يوليو عام 730، وسط حشد هائل ، كان يوهان هادئًا ومُسيطرًا على نفسه، حتى في لحظة القبض عليه. يُروى أنه كان يرتدي قلادة تحمل شفرة مكونة من 17 سطرًا. ألقاها وسط الحشد وهو يصرخ: "اعثروا على كنزي! من يحل هذه الشفرة سيجد كنوزي الثمينة!" ، بعد أشهر من اعتقاله، في ساحة كبيرة في مدينة مارينيال تم جلب يوهان إلى هناك من أجل تنفيذ حكم الإعدام عليه حضر الكثير من الأشخاص لمشاهدة إعدامه كانت الحراسة مشددة من طرف البحرية و الحكومة كان الناس يحيطون بالمكان و كانوا ينتظرون وصول يوهان إلى منصة الإعدام و بعد لحظات وفد من جنود و بينهم يوهان الذي كان مقيد بسلاسل كان يمشي بفخر و اعتزاز و الإبتسامة تعلو وجهه كان الجنود على اسطح المحيطة بالساحة يوجهون بنادقهم نحو يوهان كانت الحراسة من كل مكان بعد لحظات وصل يوهان إلى مكان تنفيذ الإعدام ثم جاء شخص من البحرية يحمل ورقة و ثم بدأ في قرائتها كان يقول كلاما يصف فيه الجرائم و الأشياء التي قام بها يوهان و في آخر الكلام قال " حكم عليك بالإعدام "، تقدم جنديان يحملان سيفان نحو منصة الإعدام من أجل تنفيذ الحكم نهض أحد من الملوك الذين حضرو لمشاهدة الإعدام من شرفة الشخصيات المهمة ثم قال : " ما هي آخر كلماتك يا أيها القرصان ؟ " موجها كلامه ليوهان ، نظر يوهان إليه بإبتسامة ثم انزل رأسه و نظر إلى الحشود الغفيرة التي تنظر إليه ثم قال : " لقد تركت شيء أعظم ورائي ، فقط من يستحق إيجاده سوف يعثر عليه ، تنهد قليلا ثم صرخ قائلا ريونيون...تشهد على هذا " و فجأة ساد صمتٌ مُطبقٌ للحظة، في تلك اللحظة أعط جندي إشارة للجنديان، تحرّكَ الجنديان بسرعة، غرسا سيوفهما في صدر يوهان، فانهمرت الدماءُ على منصة الإعدام ، لم يصرخ من الالام ، بل همسٌ خافتٌ خرج من بين شفتيه، كأنّه يهمس سرّاً للرياح و كأنه يقول : "البحرُ... لا... ينسى...ملكه " تعالت أصوات بين صرخاتٍ مُختلطةٍ بين الحزن والفرح بين الحشود الغفيرة. صرخاتٌ من أشخاصٍ حزينين على مقتل القرصان الشهير، وأخرى من أشخاصٍ فرحين لانتهاء عهد القراصنة الظالم. . انفجرت ردودُ الأفعال. بعضُ الحشد انفجر بصرخاتٍ مُندهشة، بينما آخرون أبدوا حماساً وانفعالاً عظيماً
مات يوهان واقفا و الإبتسامة على وجهه في مشهد مهيب ، مات مُصرًّا على أن كنزه سوف يُبقى سرًا أبديًا. ( كانت الدهشة تعلوا ملامح بيلي )
ثم أكمل العجوز كلامه : " و بعد مرور 3 سنوات من إعدام يوهان ، يأتي الحدث الذي أثار حيرة القراصنة حين قامت البحرية بإلقاء القبض على القرصان الذي يدعى سيبستيان، أحد قراصنة طاقم يوهان. في سجن " مارين بريسن " نفى سيبستيان كل ما قاله قائده، مُصرًا على أنه كذب. لكن زميله في الزنزانة سمعه يتحدث في نومه، مُكررًا جملة واحدة:
"أيها القائد، أرجوك أخبرني بمكان جزيرة ريونيون، أرجوك!"
بعد يومين، عُثر على جثة سيبستيان ملقاة على الأرض الباردة لزنزانته، غارقة في دماءٍ . تم اتهام زميله في الزنزانة ، لكن سرعان ما تمت تبرأته بعد العثور على رسالة مختبئة في سترة سيبستيان. رسالة مكتوبة بخط يد سيبستيان، حروفٌ واضحةٌ رغم الارتجاف الذي يُلاحظ في بعضها. (كان بيليّ يُظهر القليلً من الفضول).
الحراس، بأيديهم الخشنة والأصابع المُتسخة، فتحوا الرسالة وقرأوها الكلمات كانتٌ قويةٌ وواضحةٌ تُنطق بصوتٍ صامتٍ من ورقٍ مُتّسخٍ: "إلى ممالك الثلاث وكلابهم، لن أمنحكم شرف إعدامي. كل ما قلته عن القائد كان تضليلًا لأجل إيجاد الكنز، لكنكم لن تدعوني وشأني، لذا سأقتل نفسي. ستجدون هذه الرسالة، لكنها ستُنشر، وسينطلق عصر جديد للقراصنة!" ( تغيّرت ملامح العجوز إلى مزيج من الحزن والإعجاب وهو يقول هذا).
. أراد الحراس ، إرسال الرسالة في اليوم الموالي إلى ملك مملكة فيوريس،
في زنزانة سيبستيان، كان هناك رجل يدعى شيدوري زميل سيبستيان في زنزانة ، قد سمع كل شيء. كان رجلٌ يُحاط به الغموض والخوف
عندما حل منتصف ليل و في لحظةٍ سريعةٍ ومُفاجئة، هرب شيدوري من زنزانته ، بسرعة البرق، تسلل بين الحراس بمهارة، وقتل من يُقف في طريقه بلا رحمة، بضرباتٍ سريعة ودقيقة ثم حرر سجناء آخرين وَأخذ الرسالة ، عمت الفوضى في ذاك السجن ، هرب تشيدوري و نشر محتوى الرسالة ، الرسالة انتشرت كالبرق، و انتقلت من بين جزيرة إلى جزيرة و من محيط إلى أخرى وأشعلت حماس القراصنة، دفعتهم للإبحار لإيجاد جزيرة ريونيون ، وهذه يا فتى قصة القرصان الذي جعل العالم يدور رأسا على عقب و الذي أطلق عليه عدة الألقاب و لكنه اشتهر ب " الملك المتوج للقراصنة " و " كاتب التاريخ "
أنهى العجوز القصة ، لاحظ بيليّ الهدوء الذي حلّ على الحانة بعد انتهاء القصة حيث كان كل من في الحانة قد انسجم مع سماع القصة بعد لحظات عاد الضجيج في الحانة. كان وجه بيليّ مزيجاً من الدهشة والإعجاب.
"هذه قصة رائعة، يا عم! لقد قررت، أنا من سأجد جزيرة ريونيون، وأصبح أعظم قرصان في التاريخ!" صرخ بيليّ بحماس، و عيونه تُشعّ بالطموح.
ضحك العجوز من كلامه ، كان وجهه يُظهر مزيجاً من التعجب والترفيه من كلام بيلي قائلا له : " لا تتسرع، يا فتى! الكلام سهل، والفعل صعب." يمسك العجوز كأس النبيذ الذي كان أمامه.
ثم يصر بيلي قائلا ّ: "سترى بنفسك!" ثم يُضيف سؤال مهم للعجوز قائلا : "يا أيها الجد ما هو الجدار الفولاذي الذي يتحدث عنه القراصنة المتواجدون هنا؟"
يُجيب العجوز، ويُشير بيده نحو نافذة الحانة التي تُطل على البحر: " هناك بعيد يوجد الجدار الجليدي، يا أيها فتى العالم الذي نعيش فيه فسيح و واسع ، يُحيط بعالمنا جدارٌ عملاق، تراه أحياناً في أيام الضباب الكثيف، ومن يتجاوزه يصل إلى العالم الذي ذهب إليه يوهان، ووضع فيه كنوزه." ُلاحظ العجوز انبهار بيليّ، ثم اضاف بابتسامة قائلا : "قصة مُخيفة بعض الشيء، أليس كذالك؟"
"هل هناك من استطاع تجاوزه؟" يسأل بيليّ بفضول، كانت عيونه تُحدق في وجه العجوز.
"قلة قليلة. كثيرون فشلوا حتى في الوصول إلى نقطة نيمو." أجابه العجوز بصوتٍ هادئ
ثم سأل بيليّ : "وما هي نقطة نيمو؟"
رد عليه العجوز قائلا " نقطة نيمو هي أبعد نقطة وصل إليها الإنسان عن اليابسة في البحر ، بعيدة عن اليابسة ، وقريبة من الفضاء. لم يستطع الكثير تجاوزها." اجاب العجوز، كان العجوز يلاحظ انبهار على وجه بيليّ. ثم اضاف العجوز بابتسامة طفيفة: "مكانٌ مُخيفٌ فعلًا، فأشرس القراصنة لم يستطيعوا الوصول إلى ذاك المكان ."
قال بيلي متسائلا : " و ما هو الفضاء ؟ "
ثم أضاف العجوز مع ابتسامة صغيرة : "كان أجدادنا يُدركون الفراغ الهائل فوقنا، و كانوا يُسمونه "الفضاء" . لم يُدركوا كيف هو بالضبط، ولكنهم رأوا النجوم تُحرك السماء، والشمس و القمر يحددان تغيير مُسار النهار و الليل. أعتقد أن فكرة "الكون" كانت واضحة لهم من خلال مُراقبة الظواهر الطبيعية و تغير الفصول."
أضاف بيلي بفضول: "ولكن كيف عرفوا أنه يوجد شئ فوق السماء؟"
ابتسم العجوز و قال: "ربما لم يُؤمن بذلك جميع الناس، ولكن بعض الحكماء كانوا يُدركون أن النجوم بعيدة جداً عن اﻷرض، و كان ذلك مُستحيل من الخيال أن تُحمل على مُساحة صغيرة مثل السماء. كانوا يُدركون أن هناك فراغٌ هائلٌ فوقنا، و اطلقوا عليه إسم "الفضاء".
أضاف بيلي: "فكرة مثيرة للاهتمام، لكن كيف يعرفون أن نقطة نيمو قريبة من الفضاء؟"
أجاب العجوز: " الأساطير تُخبرنا أن الفضاء قريبٌ من نقطة نيمو، و أن النجوم تُصبح أقرب من المعتاد في هذه المنطقة. ربما كانت هذه أسطورة فقط، لكن بعض البحارة القدامى يُؤكدون أن السماء تُصبح سوداء بشكل غير عادي عند الوصول إلى نقطة نيمو، و أن النجوم تُصبح أكثر سطوعاً، و أن الشعور بالعزلة و الخوف يُصبح أقوى في هذه المنطقة. "
ابتسم بيلي و قال: " هذا مُثير للاهتمام ، أعتقد أن الفضاء يُصبح أقرب إلى نقطة نيمو بسبب عدم وجود أي شئ بينها و بين النجوم. "
أومأ العجوز برأسه و قال: " ربما من يدري . "
سأل بيلي بفضول :"وماذا عن المخلوق الأسطوري في ريونيون؟" ّ
أجاب العجوز : "يُقال إنه وحشٌ يحكم الجزيرة، وحشٌ قويّ ومُخيف، يقال أن يوهان لم يستطع الوصول إلى أعماقها لأنه خسر أمام هذا الوحش."
اُضاف بيليّ بملامح تملؤها الدهشة : "أعظم قرصان يُهزم من طرف وحش؟"
اُجاب العجوز: "الأساطير لا تُؤكّد، الحقيقة تتواجد مع من عاش تلك الأحداث. لكن القصص تُروى لتُحذر من المخاطر " قال هذا بابتسامة حكيمة، مشيرا إلى نادال من أجل أن يجلب كأس نبيذ أخر..
بعد هذا جلب له النادل كأس النبيذ ، أمسك العجوز بكأس النبيذ
ثم أضاف العجوز، متأملاً كأس النبيذ : "أما عن نقطة نيمو، فلم تكن خرائطنا القديمة دقيقة بما يكفي لتحديدها بدقة، لكن البحارة القدماء، عبر رحلاتهم الطويلة وخبرتهم في قراءة النجوم، لاحظوا مناطق في المحيط الهادئة بشكل غير عادي، بعيدة عن مسارات الرياح الموسمية المعتادة. هذه المناطق الهادئة، التي وصفوها بأنها "مناطق الصمت"، كانت بعيدة كل البعد عن أي أرض. مع مرور الوقت، وبتجميع تقارير البحارة عبر أجيال، تبلورت صورة هذه المنطقة المعزولة، التي أصبحت تُعرف لاحقاً بنقطة نيمو. يُعتقد أن هذا الفراغ الذي يبدأ عند نقطة نيمو، هو سبب اختفاء العديد من السفن والبحارة عبر التاريخ ، الملك القراصنة يوهان كان واحد من القراصنة الذين تجاوزو نقطة نيمو و ذهب إلى العالم الأخرى أو كما يسميها القراصنة " الحد الشبحي المميت " ."
« العودة إلى الوقت الحالي »
بعد أن اختفى ذاك الشخص الغريب بدأ بيلي يتجول في القصر
" يا ترى أين المخرج ؟ " قائلا في نفسه
بدأ بيلي يصرخ و يقول :
" أووي يا أيها الحمقى هناك سجين هارب امسكو به قبل أن يخرج "
" هه اليست تلك قاعة إستقبال الملك " قال متسائلا
دخل إلى القاعة ثم قال :
" هل يسمح للسجين بدخول ؟ "
وجد الكثير من الجنود واقعين على الأرض و كان الملك ايضا بينهم و لكنه بدا له انه يتحرك فقام بتحريكه وقال له :
" أيها الملك هل تعرف مكان المطبخ ؟ "
رد عليه و قال : " يا أيها الأحمق هل ترى أنني في حالة تسمح لي بسماع كلامك الغبي . "
بيلي : " حسنا ماذا نفعل ؟ ، انا جائع " « صوت معدته قد أكد كلامه للملك »
الملك بصوت متعب : " حسنا سوف اريك مكان المطبخ بشرط أن تحملني معك و ثم تقوم باخراجي من القصر "
بيلي : " حسنا "
بعد هذا قام بيلي بإسناد الملك على كتفه و حمله و ذهب إلى المطبخ و أكل حتى شبع ثم خرجا من القلعة فقال بيلي للملك : " ماذا الان يا أيها الملك ؟ "
الملك : " خذني إلى قرية لوتن إنها ليست بعيدة عن هنا ، و لا تكترث إن مت في طريق ، فقط قم بإيصالي إلى هناك "
بيلي : " و ما الذي اجنيه من اخذي لك إلى هناك"
الملك :" حين تصل بي إلى هناك سيمنحك أهل القرية الكثير من الطعام "
لمعت عينا بيلي و قال بسعادة : " طعام ... حسنا فلننطلق ما الذي ننتظره ؟"
بعد هذا بدأ يمشيان و بعد مدة دخلا إلى القرية و كان الملك قد فقد الوعي حين كانا في منتصف الطريق و بعد أن دخلا إلى القرية بدأ الناس يتهامسون فيما بينهم و ينظرون لهم و احدهم كان يقول : " ما الذي جاء بالملك الفاسد إلى هنا ؟ " و اخر يقول : " اللعنة الشيطان قد جاء إلى القرية مرة أخرى "
قام بيلي بوضع الملك على الأرض و قال :
" يا سكان القرية لقد جلبت لكم الملك إلى هنا كما وعدته و الان أين الطعام الذي أخبرني عنه "
جاء رجل غريب يرتدي ملابس تبدو و كأنها ملابس جندي من الجنود القدماء و قال له بصوت و ملامح صارمين : " أنا عمدة هذه القرية ، ما الذي تريده يا أيها الغريب ؟ "
التفى أهل القرية بهم
تكلم بيلي قائلا : " لقد نام الملك على كتفي حين كنا على الطريق و قد اخبرني أن احضره إلى هنا "
العمدة : " ما الذي تقصده ؟ "
صوت قادم ما بين الحشود الذين التفو به و بالعمدة
" هل أنت متأكد أن الملك نائم ؟ "
افسح أهل القرية الطريق للشخص الذي تحدث من أجل المرور ،كان شخص عجوز يرتدي نظرات و معطف أبيض طويل
العمدة : " ما الذي تعنيه يا طبيب فينسر "
طبيب : " دعني اتفحصه "
بدأ طبيب يتفحص الملك بإستعمال أدواته و المعدات الطبية
ثم نظر طبيب لبيلي و قال : " لقد مات "
نظر بيلي إلى طبيب و هو يبتسم و هو يقول : " صحيح صحيح لقد مات ..." وهو يضع يده خلف رأسه
ثم نظر بيلي إلى طبيب مرة و قد جاءته لحظة إدراك ثم صرخ من خوف قائلا : " مات ... لا تمزح لايمكن أن يموت استيقظ يا ايها العجوز الخرف سوف يعدمونني هم هذه المرة ولست أنت "
بدأ بيلي يصفع الملك من أجل أن يستيقظ ثم أمسك العمدة بيد بيلي و قال : " توقف " ثم ارتسمت ملامح السعادة على وجهه هو و أهل القرية و فرحو جميعا و ثم قال العمدة :
" و اخيرا لقد إنتهى كابوس الملك الظالم " قالها و عيونه تنهمر منهما الدموع
نظر العمدة إلى بيلي ووضع يده على كتفه و الإبتسامة تعلو وجهه ثم قال : " يا ايها الفتى شكرا لك لا أعلم كيف جعلته يموت و لكنك انقذتنا من هذا الوحش ، كيف يمكننا أن نكافئك ؟ "
نظر بيلي إلى العمدة ثم قال : " الكثير من الطعام لكي اقوم بسد جوعي "
العمدة : " احضرو لبطلنا الأكل و استعدو للإحتفال "
بعد هذا جلب أهل القرية لبيلي الكثير من الطعام لذيذ و حين حل ليل بدأ أهل القرية الإحتفال و بعد مرور يومان من الإحتفال كان بيلي جالس في القرية في إحدى الحانات و يأكل الطعام ، دخل شخص غريب له شعر متوسط ذو لون أبيض و كانت له ملامح باردة و عينان رماديتان و يرتدي سترة زرقاء طويلة و يضع سيفا طويلا على ظهره
وضع سيفه على طاولة بيلي ثم جلس في المقعد المقابل لطاولة بيلي بدأ بيلي ينظر إليه و الأكل في فمه و قال له :
" نبنهبتهي" « قال كلاما غير مفهوم بسبب الطعام الذي في فمه»
صرخ الغريب قائلا له :
" كل الطعام الذي في فمك ثم تحدث يا أيها الأحمق "
بعد أن تناول بيلي ما كان في فمه قال : " لقد قلت لك ما الذي تريده ؟ "
الشخص الغريب : " أنت من جلب الملك إلى هنا اليس كذالك ؟ "
بيلي : " نعم ، من يسأل ؟ "
الشخص الغريب : " أنا هو تاكاشي ياماتو "
بيلي : " تاكاشي إسم غريب "
تاكاشي : " اهذا ما جذب انتباهك يا أيها المغفل "
بيلي : " ما الذي تعنيه ؟ "
تاكاشي : " ألم تسمع بإسمي من قبل ؟ "
فجأة دخل العمدة مقاطعا حديثهم وهو خائف ويصرخ :
" - مُطارِد الأرواح الملعون في القرية "
قال بيلي متسائلا : " -مُطارِد الأرواح الملعون أين هو ؟ ، ما هي وظيفته ؟ "
العمدة : " هو يقتل القراصنة كشبح و يأخذ رؤوسهم إلى البحرية من أجل أخذ المكافآت التي تم وضعها على رؤوسهم و يقتل البحرية في بعض الأحيان حين يقومون بإزعاجه و يدمر القرى التي يمر بها"
وقف بيلي ثم قال : " هذا مخيف إنتظر لحظة انا قرصان ، مصيبة يجب علي الهرب " قالها بيلي وهو ممسك برأسه في حالة هرع و خوف
نظر تاكاشي إلى بيلي و قام بإمساك بكتفه و قال له : " اجلس يا ايها الأحمق أنا هو شخص الذي يتحدث عنه "
جلس بيلي : " لكنك لا تبدو كامُطارِد الأرواح الملعون أنت تشبه المزارعين " قالها و هو غير متفاجئ و بتهكم
تاكاشي : " يا لك من شخص مغفل ، كما أنه لا حاجة لي بقتلك لقد جئت لاسئلك فقط " قالها بغضب
بيلي : " عن ماذا ؟ "
تاكاشي : " هل أنت من قتل الملك ؟ "
بيلي : " لست أنا ، في الحقيقة ربما أكون أنا لا أدري "
تاكاشي : " لا تخف فأنا لا أهتم إن كنت قد قتلته فهو كان شخص مقرف ، و لكن ما يحيرني كيف قتلته ؟ "
بعد هذا أخبر بيلي تاكاشي بما حدث
بعد سماع تاكاشي لكلام بيلي قال : " هكذا إذن ، لقد إنتهى عملي هنا سأرحل "
بيلي : " انتظر "
تاكاشي : " ماذا ؟ "
بيلي : " إنضم إلى طاقمي "
قال تاكاشي و ملامح الاستغراب : " أنضم إلى طاقمك ما الذي تعنيه ؟ "
بيلي : " أن تصبح قرصان تابع لي و أن نبحر معا في قارب واحد "
قال تاكاشي وهو منزعج : " أنا اعلم ما الذي يعنيه هذا يا أيها المغفل "
بيلي : " إذن لماذا تسأل ؟ "
رد تاكاشي بتهكم و بنبرة ساخرة : " هه لا تهتم ، لماذا سأنضم إلى ضعيف مثلك و أنت تبدو كمهرج و ليس قرصان "
بيلي غاضبا : " أنا قرصان يا ذو الرأس الغريب "
تاكاشي متسائلا : " ما دمت تقول انك قرصان أين طاقمك ؟ ، أين سفينتك ؟ ، أين اسلحتك ، سيفك ، بيندقيتك ؟ ، هل تجيد القتال حتى ؟ "
بيلي : " ليس لدي شيء سوى سيفي الذي تركته عند حداد القرية و لكن مستقبلا سوف أضم أقوى طاقم قراصنة على الإطلاق و ستكون لدي أروع سفينة و سوف أبحر إلى خارج جدار الفولاذي و أجد أرض الأحلام ريونيون ، و أما عنك فلا احتاجك تبدو ضعيفا و سوف تعيقني فقط " نهض بيلي من كرسيه و بدأ يمشي من أجل الخروج من الحانة
تحدث تاكاشي قائلا : " هه ضعيف مثلك لن يصمد في البحر طويلا "
رد عليه بيلي غاضبا : " ايها ..."
قاطع تاكاشي كلام بيلي وقال :
" لدي عرض لك سننفذ مبارزة الإنضمام و إن نجحت سوف أنضم إليك و إن خسرت تتخلى عن هدفك و حلمك ، ما رأيك ؟ "
بيلي بتساؤل : " مبارزة الإنضمام ، و ما هي مبارزة الإنضمام ؟ "
تاكاشي منصدما من رده : " كيف تصف نفسك بأنك قرصان و أنت لا تعرف مبارزة الإنضمام ، مبارزة الإنضمام يقوم بها قائد حين يريد ضم عضو ما إلى طاقمه و هي ان يتقاتل القائد مع الشخص الذي يريد ضمه لفريقه و إن فاز القائد يضم ذاك الفرد إلى طاقمه و إن خسر يقتل القائد و يحل ( أي يتم تفكيك ) طاقم القائد المقتول و يذهب كل عضو في طريقه و هذا حسب إحدى قوانين المنتشرة بين القراصنة "
قال بيلي : " هذا يبدو جميلا و مخيفا ، هل ستقتلني إن خسرت ؟ "
رد تاكاشي بثقة : " قتلك سيكون مضيعة للوقت هزيمتك ستكون كافية بالنسبة لي "
بيلي : " حسنا فلنبدأ القتال " رد بيلي بحماس
تاكاشي : " فلنذهب إلى مكان بعيد عن القرية ، لكي لا نسبب أي فوضى في القرية "
بيلي : " حسنا ، فلنذهب "
بدأ القتال في منطقة مهجورة بعيدة عن القرية. استلّ تاكاشي سيفه، يُشعّ بريقاً قاتماً تحت أشعة الشمس. بضربة سريعة ومدوية، وجه ضربة قوية نحو رأس بيلي، مستهدفاً إياه بضربة قاضية. لكن بيلي، ببراعة مُذهلة، خفض رأسه في اللحظة الأخيرة، متفادياً الضربة. في نفس اللحظة، وجه لكمة قوية نحو بطن تاكاشي، لكن تاكاشي تصدى لها بيده اليسرى، مُصدراً صوتاً أجشاً. قفز كلاهما إلى الخلف، مستعدّين للجولة القادمة.
"لست سيئاً، يا أيها الأحمق!" قال تاكاشي، صوته يُخفي بعض الإعجاب.
"سَتكون ذراعي اليمنى!" ردّ بيلي بثقة، عيونه تُشعّ حماساً.
"سأُنهي أمرك في الضربة القادمة!" صرخ تاكاشي، مُندفعاً نحو بيلي بسرعة البرق.
هجمة تاكاشي كانت مُرعبة، ضربةٌ قويةٌ تُهدد بقطع بيلي إلى نصفين. لكن بيلي، بسرعة فائقة، انحنى إلى الأسفل، متفادياً الضربة بشقّ الأنفس. بضربة سريعة، ركل بيلي قدم تاكاشي، مُختلاً توازنه. استغلّ بيلي الفرصة، ووجه ضربة قوية إلى يد تاكاشي التي تحمل السيف، مُرسلاً سيف تاكاشي عاليا حيث طار نحو السماء. ضربة أخرى قوية على صدر تاكاشي، ألقته أرضاً. بدأ سيف تاكاشي يدور في السماء، كان السيف يسقط نحو رأس تاكاشي قادم بسرعة
لكن بيلي، بسرعة فائقة، أمسك السيف قبل أن يصطدم برأس تاكاشي.
كانت ملامح صدمة على وجه تاكاشي مختلطة بالصدمة و الرهبة
مدّ بيلي يده نحو تاكاشي، الذي كان مُستلقيًا على الأرض.
" أنا اعترف لقد خسرت أمامك ، من اليوم، أنا وسيفي في خدمتك، يا كابتن." قالها تاكاشي، بصوت يُخفي بعض الاحترام والإعجاب.
"سأعتمد عليك." أجاب بيلي، مع ابتسامة عريضة تُزين وجهه.
"لكن أرجو ألا تنسى أنني سأكون زميلك فقط." قال تاكاشي، مُذكّراً بيلي بموقعه.
"زميل؟ أنت الآن صديقي، ليس زميلي فقط." ردّ بيلي باستغراب ، صوته يُعبّر عن مشاعره الصادقة. ابتسم تاكاشي، ابتسامة هادئة لكنّها صادقة، تُظهر بعض الرضى والسعادة لبداية فصلٍ جديدٍ في حياته،
كان هذا أول فرد من طاقم بيلي.
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon