NovelToon NovelToon

Salvation From The Shadows

رائحة الموت

في وسط المحيط الشاسع، هناك جوهرة منسية. تلك الجوهرة هي قرية معزولة تُدعى "سكودا"، تنتشر فيها الحقول، وتعج بأصوات حيوانات المزارع وزقزقة العصافير. يستيقظ أهلها على خرير المياه وصياح الديك، وكأنها قطعة من الجنة نُسيت في عالمنا.

لكن كل هذا الجمال تحطم ذات يوم حين انتشرت إشاعة عن مشاهدة أجسام سوداء اللون، شحيحة الملامح، ذات هيئة مرعبة تشبه وحوش الأساطير. ومنذ ذلك الحين، أصبحت تُعرف سكودا بـ"قرية الظلال الملعونة".

بدأ الرعب يتسلل حين لاحظ الفلاحون موت مواشيهم بطرق بشعة؛ تُفرغ من دمائها بالكامل، والكلاب الحارسة تُباد كما لو كانت أوراقًا في مهب الريح. تكررت الحوادث، فقرر بعض المزارعين السهر ليلاً لمعرفة ما يجري. رأوا من بعيد شيئًا أسود اللون، بعيون لامعة، وملامح مشوهة، يراقبهم في صمت كأنه يتلذذ بخوفهم، ثم يرحل.

أطلق أهل القرية على هذه الكائنات اسم "الظلال".

وكان في القرية شاب يُدعى "أريس فوجو"، يعمل خارجها منذ صغره. وذات ليلة، عاد إلى منزله بعد يوم طويل من العمل. شمّ رائحة غريبة تنبعث من بيته، ورأى النوافذ مفتوحة على غير العادة، فارتجف قلبه. دخل المنزل بخطوات حذرة، تسبقها أنفاس متقطعة، ليجد والديه ملقيين على أرضية المطبخ. الدماء تُغرق الأرض، ووجه والدته شاحب كالياسمين الذي ذبل فجأة، بينما والده يلفظ أنفاسه الأخيرة.

ركض أريس نحوه، جاثيًا على ركبتيه، صرخ بقلبٍ متحطم: "أبي! أمي! ما الذي حدث؟!"

فتح والده عينيه بصعوبة، وبصوت ضعيف متحشرج قال: "اهرب... اهرب يا بني..."

شهق أريس وأمسك يد والده المرتجفة، محاولًا أن يثبته، أن يُبقيه حيًا، لكن صوت التنفس اختفى. مات بين يديه. مات ودماؤه على يدَي ابنه، وكأن الحياة قررت أن تترك له تذكارًا من الألم.

نظر أريس إلى الدماء، عيناه جاحظتان، لا يصدق. بدأ قلبه ينبض بجنون، وفجأة أطلق صرخة، كأنها مزقت سكون الليل. بكى كمن فقد روحه، وعاد عقله يرجع به إلى الوراء، إلى ضحكات والدته في المطبخ، إلى لمساتها وهي تُربّت على شعره، إلى عناقها حين كان يبكي.

تمتم: "من سيواسيني الآن بعدكما؟ من سيقول لي إنني لست وحيدًا؟"

ثم سمع صوتًا آتيًا من الغرفة الجانبية. التف، وإذا بكائن أسود اللون، مُغطى بالدماء، يخرج ببطء من الظل، كأن الشرّ نفسه اكتسى هيئة. ارتعد جسده، ثم التقط سكينًا من الأرض، واندفع بطعنة عميقة في صدر الكائن. صرخ الظل صرخة شيطانية، وكأنها نداء إلى آخرين.

فهم أريس أنه لم يعد آمنًا. خرج مسرعًا في الشوارع، يصرخ والسكين بيده: "أين أنتم؟ هل من أحد؟! أرجوكم!"

لكن ما رآه كان أسوأ مما تخيله. نوافذ البيوت مُلطخة بالدم، والجثث ممددة في الطرقات. رأى أفواجًا من الظلال تركض نحوه. ركض، ركض حتى اختنقت رئتاه، وكلما مرّ ببيت، زاد الألم.

وصل إلى غابة "أميداس"، وهي تقع شرق سكودا، حالكة الظلام، لا يُسمع فيها سوى عواء الذئاب، وصوت الغربان المشؤوم. الأشجار بدت كوحوش ملتوية. استمر بالجري حتى فقده الظل.

انهار مستندًا إلى جذع شجرة، وهو يبكي بحرقة، كأن كل دمعة تسقط كانت تحمل روحًا رحلت. تمتم بوعد: "سأنتقم... لأجل أمي، لأجل أبي، لأجل الجميع."

نام وهو يبكي، حتى طلعت عليه شمس اليوم التالي. بحث عن الطعام، وبينما كان يسير في الغابة، وجد آثار أقدام غريبة، ليست لحيوان ولا إنسان، لكن بجانبها آثار بشرية.

تردد، لكنه قرر تتبعها. سمع صوت صراخ فتاة: "ابتعد عني أيها الظل اللعين!"

ركض نحو الصوت، ليجد فتاة ذات شعر بني وعيون زرقاء، محاصَرة من قِبل ظل. أخرج سكينه، وانقضّ عليه بطعنة قاتلة. سقط الكائن أرضًا.

قال لها وهو يلهث: "هل أنتِ بخير؟"

ردت وهي تحاول الوقوف: "شكراً لك... لكن قدماي تؤلماني."

رآها تنزف، فحملها على ظهره، وسار بها حتى عاد إلى نفس الشجرة التي نام عندها.

سألها: "ما اسمك؟ وماذا حدث؟"

قالت بصوت مرتجف: "أنا يوكي أسّاكا. كنت أتمشى مع جدتي في الحديقة ليلاً، فهجموا علينا. لم تستطع جدتي الهرب... قتلوها. وعندما عدت لأهلي، وجدتهم موتى. هربت حتى وصلت إلى هنا. ثم أنقذتني."

نظر إليها أريس طويلاً، وقال: "أنا أريس فوجو. عدت من عملي فوجدت كل شيء قد دُمّر... عائلتي، منطقتي... كل شيء."

نظرا لبعضهما، واتفقا على الانتقام. أريس صنع رمحًا بدائيًا، ويوكي جمعت طعامًا. لكن أثناء تناولهما، هاجمهما ظلان. قتل أحدهما بالرمح، بينما هرب الآخر بعد أن سمع نداء غريبًا.

سألها أريس: "هل نتبعه؟"

قالت: "أظنها فرصة لا تُعوّض."

تبعا الظل، حتى وجداه يدخل مع آخرين في بوابة سوداء ضخمة، تفوح منها رائحة الموت. قال أريس: "هذه فرصتنا لنعرف من أين يأتون."

ترددت يوكي و قالت: "لكن قد نحاصر بالداخل..."

وقبل أن يُكملا، سمعا صوتًا ضخمًا خلفهما. التفتا، فإذا بظل عملاق يتجه نحوهما وتعلوه نوايا القتل. لم يجدا مهربًا، إلا الدخول إلى البوابة السوداء...

("انتهي الفصل الأول")

("خريطة الفصل الأول").

عالم خلف السواد

دخل أريس و يوكي البوابة السوداء، فوجدا عالمًا جديدًا حالك السواد، تنبعث منه روح الحقد والكراهية، يعلوه القمر المكتمل والنجوم التي كأنها تراقبهما من بعيد. الأرض كانت مليئة بالدماء الحمراء، مشهد صادم جعل أريس ويوكي يتوقفان في ذهول. قال أريس بهمس وهو ينظر حوله:

"احذري... أظن أننا دخلنا إلى المكان الخطأ."

سارا قليلًا، وفجأة علت على وجهيهما ملامح الصدمة والرعب؛ فقد وجدا كومة من جثث الظلال ممزقة، تبدو كجبل من كثرتها، والدماء تحيط بها، والشؤم يتغلغل في أجوائها، كأنها صورة من الجحيم نفسه.

تراجعا بخطوات مترددة، الصدمة ما زالت تسيطر عليهما، وكأنهما دخلا إلى الجحيم بأقدامهما. حين نظرا إلى البوابة خلفهما، لم يجداها.

قالت يوكي بعينين محمرتين ودموع تنهمر على وجنتيها:

"لقد حُبسنا... سيكون مصيرنا مثل أهلنا."

أريس لم يرد، لم يستطع الكلام من هول ما رأى، فمن يستطيع احتمال هذا المنظر؟ خصوصًا وهم في عمر لا يتعدى السابعة عشرة.

فجأة، سمع أريس صوتًا قادمًا من بعيد، فتمتم لنفسه:

"لقد سمعت هذا الصوت من قبل..."

ثم تذكّر. نعم... إنه صوت الظلال التي نهشت لحم أهله وأهل قريته ولم تُبقِ أحدًا منهم.

أمسك بيوكي سريعًا وقال لها أن تصمت، واختبآ خلف صخرة كبيرة تحجب رؤيتهما. لكن حين التفت إليها وجدها قد أُغمي عليها من شدة الموقف.

حاول إيقاظها، لكن تأخره كشف أمرهما. هاجمتهم الظلال قافزة نحوهم.

هبّ أريس للدفاع عنها، أخرج سكينه وبدأ القتال، كانت يده ترتجف، فقال لنفسه:

"اهدأ يا أريس... تستطيع فعلها كما فعلتها من قبل."

قبض على السكين بقوة وقال في سره:

"هيا... تعالوا!"

بدأت المعركة. كلما قتل ظلًا، أُصيب بجروح، لكنه استمر. نظر في أعينهم الحمراء، فوجدها مليئة بالخوف والقتل.

ظل يقاتل، حتى حاول أحد الظلال مهاجمة يوكي بينما كان منشغلًا بظل آخر، لكن أريس لمح ذلك في اللحظة الأخيرة، فرمى السيف الذي صنعه في الغابة، فأصاب الظل وقتله بضربة قاتلة.

استيقظت يوكي، وتمنت لو أنها لم تستيقظ؛ الدماء تحيط بها، والظل الميت بجانبها، وأريس غارق في الدماء يقاتل في صمت، كأنه ينتظر موته بصبر.

نهضت يوكي، سحبت السيف من الظل، وبدأت تطعن أعداءها واحدًا تلو الآخر. أنهيا المعركة معًا، وجلسا وسط الدماء، ينظران إلى الجثث بنظرات حزينة وساخرة في آن.

أصيب أريس إصابات بالغة، ونزف كثيرًا. أسرعت يوكي لإسعافه باستخدام أوراق الأشجار الطويلة حتى توقف النزيف. أسندا ظهريهما إلى الصخرة، وقالا معًا، وهما يلهثان:

"لقد فعلناها!"

قال أريس:

"لِمَ لا نرتاح عند هذه الصخرة قبل أن نكمل طريقنا؟"

ردّت يوكي:

"لا أريد الراحة في مكان مشؤوم كهذا، مليء بالدماء ورائحة الجثث العفنة التي أوشكت الحشرات على التهامها."

قاما للمغادرة، لكن قبل أن يبتعدا، هاجم ظل يوكي من الخلف. لم تكن الضربة السابقة قاتلة. أطاح بها أرضًا، وقبل أن يجهز عليها، سمع أريس صفيرًا، ثم رأى سهمًا مشتعلًا يخترق الظل بدقة، فأطلق الظل صرخة مروعة وسقط ميتًا.

أسرع أريس نحو يوكي، فوجدها بخير. نظر حوله ليرى من أنقذهما، فوجد رجلًا مقنعًا يحمل قوسًا، يلوح له من بعيد، ثم اختفى كأنما تبخر في الهواء.

سأل أريس نفسه:

"هل هذا بشري؟ كيف أتى إلى هنا؟ ولماذا ساعدنا؟"

ظل يفكر في هذه الأسئلة بينما ساعد يوكي على النهوض، وتوجها معًا للبحث عن مكان يحميهما.

رأيا كهفًا في البعد، فتمنيا أن يكون آمنًا. حين دخلاه وجداه نظيفًا، كأن أحدًا كان يسكنه. خرج أريس لجمع الخشب، صنع بابًا بسيطًا، أشعل نارًا، وبدأ في مداواة جروحه.

خلدا إلى النوم، وعقلهما مثقل بالأسئلة:

"ماذا سنفعل غدًا؟ ومن ذلك الرجل المقنع؟"

كوابيس الكهف ووجه الظل

استيقظ أريس على صوت أنفاس متقطعة وصدى خافت يتردد داخل الكهف، كأن أحدًا يبكي من مكان بعيد. فتح عينيه بتثاقل، فوجد يوكي تجلس عند مدخل الكهف، يلفها الظلام، ووجهها نصف غارق في ظل القمر، وعيناها شاردتان نحو الفراغ.

اقترب منها بهدوء وهمس: "ما بكِ؟ لم تنامي؟"

ردّت بصوتٍ مرتجف: "كلما أغمضت عيني... أرى قريتنا تحترق. أمي تصرخ، وأنا عاجزة. أراك تسقط أمامي، والظلال تجرّك بعيدًا... وأنا لا أستطيع الحركة."

ساد الصمت لوهلة، ثم جلس بجوارها. لم يجد أريس الكلمات الكافية ليخفف عنها، فكل ما رأته... رآه هو أيضًا. كل لحظة، كل صرخة، كل جسد ممزق لا يزال محفورًا في عقله كأنها حدثت الآن.

قال وهو ينظر نحو السماء الملبدة بالغيوم: "أحيانًا أشعر أن الموت كان أهون مما عشناه."

أجابت بصوت خافت: "لكننا أحياء... وهذا ما يكرهه الظل، أليس كذلك؟"

لم يجب، بل أدار وجهه نحو الداخل وعاد إلى النار التي أوشكت على الانطفاء. كانت جمراتها الحمراء كأنها عيون تراقبه في صمت. ألقى بعض الأخشاب التي جمعها أمس، فاشتعلت من جديد، وانتشر الدفء في المكان، لكن بردًا خفيًا ظل ينهش داخله.

فجأة، همس صوت في أذنه. صوت يعرفه، لكنه لا يستطيع تحديد مصدره: "أنت السبب... أنت من تركهم يموتون."

تسارعت أنفاسه، وجحظت عيناه، وفجأة وجد نفسه في ظلامٍ دامس. لا يوكي، لا كهف، لا نار. فقط صدى صوته الداخلي يتردد: "أنت السبب... أنت السبب..."

ثم خرج من الظلام وجه... كان وجهه هو، لكن بعينين سوداوتين وفمٍ مشوه يبتسم بسخرية. قال له الوجه: "أنا أنت... عندما تفقد إنسانيتك."

صرخ أريس، فاستفاق فجأة ليجد يوكي تهزه برعب: "أريس! كنت تصرخ! ما بك؟!"

تنفس بصعوبة، وأخذ ينظر حوله ليتأكد أنه في الكهف. قطرات العرق تغطي وجهه، وقلبه ينبض كطبل حرب.

قالت يوكي وهي تمسك بيده: "أظن أن هذا الكهف ليس عاديًا... إنه يهاجم عقولنا."

لم يجب. اكتفى بالنظر إلى النار. لكنها لم تشعره بالأمان. شيء ما في هذا المكان... يختبرهم.

ثم فجأة، سمعا صوت خُطى بالخارج. شدّ أريس سكينه، وشدت يوكي سيفها. توقف الصوت عند مدخل الكهف، ثم ظهر ظل طويل يحمل قوسًا على ظهره.

كان هو... المقنّع.

وقف بلا حركة للحظة، ثم رفع يده ببطء كأنما يقول: "أنا لست عدوا."

دخل بهدوء، جلس على الأرض دون أن ينطق، ثم مدّ يده وأشعل نارًا صغيرة بأدواته الخاصة.

قال بصوت أجش، لكنه غير مهدد: "رأيتكما تقاتلان. كان يجب أن أتأكد أنكما على قيد الحياة."

سأله أريس بنبرة حذرة: "من أنت؟ ولماذا تساعدنا؟ وكيف دخلت إلى هذا المكان؟"

أجاب وهو يرمق النار: "أنا... مثلكما. فقدت كل شيء. لكني كنت هنا قبلكما بكثير."

ثم صمت لثوانٍ قبل أن يضيف: "هذا العالم لا يقتلك بسيف أو مخلب... بل بالوهم. يدخل إلى رأسك، يزرع الخوف، ويجعل منك واحدًا من الظلال... دون أن تشعر."

نظرا إليه بدهشة وخوف، لكنه أكمل: "الكوابيس التي رأيتماها؟ مجرد بداية. هذا الكهف يُعرف باسم كهف العيون الميتة. كل من دخله، رأى أسوأ ما بداخله... ومات أو تحوَّل."

ارتجفت يوكي، وقالت: "ولماذا تساعدنا إذًا؟ ما مصلحتك؟"

ابتسم المقنع بسخرية، وقال: "ربما تظنونني ملاكًا، لكنني لست كذلك. فقط... رأيت فيكما ما كنت عليه يومًا. لم أستطع أن أترككما."

ثم وقف، وقال بصوت أكثر جدية: "غدًا ستبدأ الرحلة الحقيقية. استعدا. هذا المكان ليس سوى البداية. هناك... ما هو أسوأ."

ولوّح بيده، ثم خرج من الكهف، واختفى كما جاء. كأن الأرض ابتلعته.

سأل أريس نفسه بصوت خافت: "هل هو بشري حقًا؟ ولماذا ساعدنا؟ وما الذي يعنيه بأنه كان هنا قبلاً؟"

لم تجب يوكي، بل اكتفت بالنظر إلى النار، وعيناها ممتلئتان بالدموع. ثم همست: "أنا خائفة يا أريس... لا أريد أن أفقدك."

ضمّها إليه وقال: "لن أفقدك أيضًا. ما دمنا نقاتل، سنبقى بشرًا."

في اليوم التالي، جمعا أغراضهما القليلة، وخرجا من الكهف الذي لم يعد يشعرهما بالأمان. سارا في الغابة السوداء، كان كل شيء ساكنًا بشكل مريب، كأن الحياة اختبأت.

وبينما كانا يمشيان، رأيا في الأفق كهفًا آخر، لكنه كان مضاءً من الداخل، كأن فيه نارًا أو شيئًا يتحرك.

ترددا، لكن التعب والجوع لم يتركا لهما خيارًا.

قال أريس: "إن كان هناك خطر، سنواجهه. وإن كانت فرصة... فقد ننجو."

دخلا ببطء، وكل خطوة داخلهما توترًا أكبر. الكهف كان دافئًا، وجدرانه منقوشة بعلامات غريبة. وفجأة... سمعا صوتًا يأتي من الداخل:

"أخيرًا... وصلتما."

نظر أريس إلى يوكي، ثم تشددا بأسلحتهما. من قال هذه الجملة... لم يكن إنسانًا.

ولأول مرة، لم يكونا متأكدين إن كانا سيخرجان أحياء.

نهاية الفصل الثالث.

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon