NovelToon NovelToon

عهد الدم

لولا خطأك لما قتلتك !"كاملة"

رواية: عهد الدم

تحت سماء غارقة بالمطر والضباب، كانت "ليان" تركض بكل ما أوتيت من قوة. أنفاسها تتقطع، قدماها تنزلقان فوق الإسفلت المبتل، والخوف يعصف بقلبها الصغير.

صرخات الرجال خلفها كانت تتعالى، وكلما نظرت خلفها، شعرت أن الموت يقترب أكثر فأكثر.

وفي لحظة بدت فيها النهاية حتمية، ظهر أمامها شخص غريب.

طويل القامة، عريض الكتفين، ملامحه قاسية كحد السيف، لكن عينيه... كان فيهما شيء يبعث الطمأنينة.

اندفع نحو مطارديها دون تردد.

وفي لحظات، كانوا يتلوَّون على الأرض، يصرخون من الألم، بينما هو يقف هناك، يتنفس بهدوء، كأن العنف جزء طبيعي من كيانه.

قال بصوت منخفض أجش:

– "هل أنتِ بخير؟"

أومأت برأسها، ولم تعرف لماذا شعرت برغبة بالبكاء وهي تنظر إليه.

اسمه كان "ريان"، هذا ما عرفت لاحقًا.

لم يكن بطلًا، بل قاتلًا مأجورًا يعمل لصالح منظمة سرية تسيطر على المدينة من خلف الستار.

لكن ليان، تلك الفتاة الوحيدة المكسورة، وجدت في ريان ملاذًا.

تحت ظله، عاشت للمرة الأولى إحساس الأمان، وتعلمت كيف تكون قوية، وكيف تقاتل، وكيف تخفي دموعها خلف نظرة باردة.

اشتعل الحب بينهما كالنار: عنيفًا، سريعًا، ومؤلمًا.

كان يعدها بأنه سيترك هذا العالم القذر لأجلها. كان يرسم لها أحلامًا جديدة، مليئة بالحرية والسعادة.

لكن السعادة لم تكن مكتوبة لفتاة مثل ليان.

ذات ليلة، وبينما كانت تعبث بحاسوبه الخاص بحثًا عن شيء بسيط، وجدت ملفًا مخفيًا...

ملفًّا يحوي صورًا... صورًا لعائلتها.

وسط الأوراق، وجدت تقريرًا يثبت أن ريان نفسه كان منفذ عملية اغتيالهم قبل سنوات، بأوامر من سيده.

تجمَّد الدم في عروقها.

الحقيقة ضربتها كصفعة قاسية: الرجل الذي أحبته... هو ذاته الذي قتل كل من كانت تحبهم.

ابتلعت ألمها بصمت.

أخفت الملف، وابتسمت له تلك الليلة كأن شيئًا لم يحدث.

لكن في داخلها، وُلد شيء جديد...

رغبةٌ جامحةٌ لرؤية دمه يسيل تحت قدميها.

**

مرَّت أسابيع وهي تخطط بصبرٍ قاتل.

وفي الليلة الأخيرة، بعد معركة دموية ضد رجال المنظمة، كان ريان ينزف، بالكاد يقوى على الوقوف.

سقط أرضًا أمامها، ابتسامة مكسورة على شفتيه، يده تمتد نحوها طلبًا للنجدة.

همس بصوت متهدج:

– "ليان... دعينا نهرب بعيدًا... نبدأ من جديد..."

اقتربت منه، وعيناها تلمعان بشيء مخيف.

انحنت فوقه، وهمست له بصوت كالسم:

– "نبدأ من جديد؟ مع قاتل عائلتي؟"

اتسعت عيناه بالرعب، لكنه كان أضعف من أن يدافع عن نفسه.

ببطءٍ مدروس، أخرجت مسدسًا صغيرًا من تحت معطفها، وضعته فوق قلبه مباشرة.

قالت بابتسامة باردة:

– "وداعًا... حبيبي."

ثم ضغطت الزناد.

شقت الرصاصة صدره، وتناثر دمه فوق وجهها، لكنها لم تغمض عينيها.

شعرت بسعادة غريبة، بحرية مطلقة، كأنها نزعت قلبها القديم وزرعت قلبًا جديدًا لا يعرف الرحمة.

**

وقفت فوق جثته ببرود، أزاحت خصلات شعرها المبللة عن عينيها، وأطلقت تنهيدة راحة.

كل شيء قد انتهى.

استدارت، وخطواتها تتلاشى وسط المطر، دون أن تنظر خلفها.

لم تعد ليان تلك الفتاة الضعيفة التي تحتاج إلى حب أو حماية.

الآن، أصبحت سيدة نفسها...

وسيدة الدَّمِ

ـ "أنا لستُ ملاكًا... ولم أعد ضحية. أنا النار التي تحرق، واليد التي تكتب نهاية الخائنين

ـ "بعض الجراح لا تُشفى، وبعض الخيانات لا تُغتفر... وأنا اخترت أن أكون الخاتمة

قالت هذا وهي تحاول تهدئة نفسها ثم عادت فوق جثته وقالت : على الأقل لم أمت خائنة ...

> "وهكذا انتهت رحلة ليان... لا كبطلة، ولا كضحية، بل كظل آخر ابتلعه عالم لا يرحم أولئك الذين يحلمون بالنجاة.

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon