NovelToon NovelToon

محجوز بين عالمين

بداية هطول المطر وضوء خافت

كايتو: بدأت أواعد رين منذ أيام الثانوية، كانت كل شيء بالنسبة لي. وها نحن اليوم في الجامعة، نحتفل بأول يوم لنا فيها. قررنا أن نذهب إلى أول مكان تواعدنا فيه... مدرسة إيما الثانوية. وها أنا ذا، أنتظرها.

رين: آه، كايتو! هل انتظرت طويلاً؟

كايتو: لا، لقد وصلت لتوّي.

(كايتو في نفسه)

"آه... انظري إلى زيها، إنه رائع! كم يليق بشعرها الأحمر الطويل وتلك العيون السوداء... أشعر وكأنني أواعد ملاكًا."

رين: كايتو؟ كايتو، هل أنت معي؟

كايتو: آه، نعم، نعم.

رين: إذن، كيف أبدو؟

كايتو: جميلة.

رين (بخجل): شكرًا... إذن، لنذهب.

كايتو: نعم.

رين: آه... هذا يذكرني بالأيام الخوالي... نحن الثلاثة.

كايتو: تقصدين ميساكي؟

رين (بحزن): نعم... فمنذ أن ذهبت إلى سيول، لم نلتقِ كثيرًا.

كايتو: هذا طبيعي، فهي كانت الأولى على المدرسة، وأرادت إكمال دراستها هناك. أنت تعرفين الجامعات في سيول.

رين: هه، انظر من يتكلم! صاحب أضعف علامات في صفنا! على الأقل أنا كنت في المركز الخامس، ولم أشتكِ.

كايتو: ها! لكني أخذت المركز العاشر في سنتي الأخيرة!

رين: بفضلي أنا وميساكي! لولانا، ما كنت لتصل حتى إلى المركز الأخير!

كايتو: ماذا؟! أنا لم أرسب قط في حياتي!

رين: نعم، نعم... وماذا عن تلك الاختبارات التي أعددناها لك وقتها؟

كايتو: كانت صعبة جدًا! لقد أعددتماها لتخسراني الرهان وتشتريا الكعكات!

رين (تضحك): بالضبط! لأنك كنت تستحق ذلك.

رين: انظر... أليست تلك مقاعدنا؟ هذا يعيد الذكريات...

كايتو: نعم...

رين: وتلك الكلمات على الجدار؟ حين حاولت الغش في امتحان الرياضة...

كايتو: آه، نعم... وقتها أخذني المدرس لمكان آخر وأجريت الامتحان هناك.

رين: كيف نجحت وقتها؟

كايتو: همم... لازلت أملك بعض الخدع في جعبتي!

رين: كعادتك...

كايتو: لكني تغيرت كثيرًا.

رين: نعم، فلنكمل.

كايتو: أم نكمل؟

رين: ها قد وصلنا... صخرة العهد.

كايتو: تلك التي اعترفتُ عندها لأول مرة...

رين: نعم... لقد تلعثمت كثيرًا قبل أن تقولها.

كايتو: كنت أستجمع شجاعتي لأخبرك...

رين: لكن... على حساب شخص آخر.

كايتو: ماذا؟

رين: لا شيء... هل نعود؟

كايتو: نعم.

في صباح اليوم التالي

كايتو: آه... هل حلّ الصباح؟

(يشغل التلفاز، ويذهب ليغسل وجهه)

المذيع: ننقل لكم خبر حادث سير وقع في الشارع الجنوبي شمال مدرسة إيما، وقد تم نقل المصابة إلى المستشفى المجاور.

(كايتو يشعر بقشعريرة، ويتوقف عن الحركة)

كايتو (بصوت داخلي): لا أعلم ما الذي انتابني... فجأة وجدت جسدي يتحرك تلقائيًا نحو هناك، فقط لأتأكد أنها ليست هي... كنت أرجو وأرجو... لأنه إن كانت هي... لا أعلم ما الذي سيحدث لي...

وصلت إلى الغرفة، ويداي تفتحان الباب... وبعد أن رأيتها، أيقنت أنني ربما لا أستطيع أن أتحرك، ولا أن أتكلم... كل ما فعلته هو أن أمسكت يدها، ونظرت في وجهها، وبكيت بصمت.

بعد الحادث، ذهبنا إلى جنازة رين...

ودعتُ عائلتها... وعدت إلى المنزل، لم أستطع النوم، ولا الأكل، لأسبوعٍ كامل...

ثم جاءني حلم...

رين (في الحلم): آه... استيقظت أخيرًا؟ أرى أنك لم تتناول طعامًا منذ الأزل! خذ، كُل. تعلم... أنت تحزنني عندما لا تهتم بصحتك. أنت تعلم أن الفتاة تحب أن يهتم حبيبها بمظهره وصحته!

أه... أتريد صحنًا آخر؟ حسنًا، تفضل... بالهناء.

هيه، كايتو... هل أخبرتها؟ أم لم تخبرها بعد؟ كما تعلم... هي يجب أن تعلم.

كايتو (بعد أن استيقظ): آه... أكان حلمًا، رين؟

(يلتفت، ويأخذ بعض الطعام)

كايتو (وهو يأكل): سأخبرها... إن كان هذا ما تريدينه، سأفعل.

لكن... أرجوك، عودي إليّ في حلمي مجددًا...

فأنا لا أشعر أنني حي... دون صوتك.

حين لمست الذكريات

بعد أن راودني الحلم، بدأت أمسك بهاتفي وأحاول الاتصال، لكن لم يكن هناك جدوى،

فأخذت القطار لسيول، وبينما أنا في القطار بدأت أغفو لبعض الوقت، فراودني حلم، ونحن في الإعدادية:

رين: آه، انظري إلى ذاك الفتى، يبدو عابسًا منذ الصباح، ما باله؟ حسنًا، قررت أن أجعله سعيدًا اليوم. هاي كايتو، صحيح؟ أنا رين.

كايتو: آه، مرحبًا رين.

رين: ماذا تفعل؟

كايتو: أنا أتأكد من وجود زي الرياضي.

رين: لماذا؟ ليس لدينا تربية بدنية اليوم.

كايتو: للتغلب على صديق لي، دائمًا يهزمني، وأريد هزيمته.

رين: أهذا ما يزعجك إذًا؟

كايتو: نعم، إني أكره الخسارة، لذلك سأتدرب بجد حتى لا أُهزم.

رين: الفتيان حقًا تنافسيون، حسنًا، إذًا قابلني بعد المدرسة، سأساعدك.

كايتو: أنتِ؟ لن تستطيعي الفوز علي، فكيف ستساعدينني؟

رين: رجاءً، أعد ما قلت، هل قلت إنك أسرع مني؟ إذًا لنتراهن، رهان بسيط، الخاسر يشتري للفائز معكرونة من عند المحل المجاور، حسنًا؟

كايتو: مع أني أضيع وقتي، حسنًا...

نعم، أذكر ذلك، تسابقنا أنا وهي، ولكن كانت تسبقني بمسافة كبيرة، لم أستطع الوصول لها. حينها أدركت أني راهنت رهانًا لم أكن أستطيع أن أفوز به.

اشتريت لها النودل، وفوجئت أنها اشترت لي طبقًا أيضًا، قالت إن الطعام اللذيذ يساعد على تجديد المزاج ويجعلك مركزًا في القدم، لذلك ركز على تطوير نفسك.

وبعد أن أكلنا، وجدتها تركض وتطلب مني أن ألحق بها. حاولت، وحاولت، لكن كنت منهكًا، إلى أن وجدتها تقول إن عليّ محاولة لمس يدها حتى أفوز.

ثم وجدت نفسي في ظلام، ومصباح أمامي، أحاول الإمساك به، أحاول، وأحاول، حتى كدت أن أتوقف.

لكن حينما توقفت ونظرت أمامي، وجدت نفسي على مقربة من يدها، لو كنت تحركت قليلاً، لكنت قد لمست يدها.

لكن استسلمت، وفي لحظة يأس وجدتها تمسك يدي وتركض، وأنا وراءها...

رين: لن تتركني أبدًا، صحيح؟ بعد كل ما فعلت...

استيقظت من القطار، وأنا أفكر في ذلك الحلم. ماذا كانت تقصد بـ"بعد كل ما فعلته"؟

لكن بالعودة للواقع، لا أعرف أين منزل ميساكي. آه، ذهبت من دون أن أعلم.

لكن مهلاً، أليست في جامعة Hanyang للهندسة؟ حسنًا، يبدو أني سأذهب إلى هناك إذًا.

وبعد قليل من الوقت وصلت.

كايتو: آه، من فضلك، هل هناك طالبة هنا تُدعى ميساكي يوجيرو؟

حارس الأمن: ميساكي يوجيرو؟ مهلاً، هل هي في السنة الأولى؟

كايتو: نعم، نعم، تلك هي.

حارس الأمن: غير موجودة.

كايتو: ماذا؟! لكنك ذكرت أنها هنا في السنة الأولى!

حارس الأمن: هيا، ابتعد، أَلَم يكفِكم الإزعاج الذي سببتموه لها ولي؟ هيا، ارحل يا ولد، فهي لم تواعد أحدًا.

كايتو: ومن قال إنني هنا لأواعدها؟ أنا صديقها من الثانوية.

حارس الأمن: نعم، نعم، وأنا صديقها من أيام الطفولة. هيّا، اذهب.

(كايتو يتكلم بصوت عالٍ)

أحد الطلاب: هيه، جميعًا، هل سمعتم؟ هناك طالب يبحث عن ميساكي، يقول إنه صديقها من الثانوية.

الطلاب: حقًا؟ أَلَم يتعبوا من المحاولة؟ ملكة الجليد لن ترتبط بأحد أبدًا.

(هناك طالبة كانت تستمع وهي تجلس جانبهم، أغلقت الكتاب وصعدت الدرج)

الطالبة: هيه، ميساكي، أظن أن أحد الحمقى يحاول مجددًا.

ميساكي: هففف، دعيهم، فهم سيذهبون ككل مرة.

الطالبة: نعم، واسمعي إلى اختلاقهم هذه المرة. يقول إنه من مدرستك الثانوية، وكان اسمه كاتو... كارتر... كايتو! آه نعم، كايتو! أليس اسمًا مضحكًا؟ آه، ميساكي، أين تذهبين؟

(بالرجوع إلى حارس الأمن)

حارس الأمن: آه، كم مرة أخبرتك أن تذهب لكي لا أضطر لاستخدام العنف؟

كايتو: حسنًا، حسنًا، سأنتظرها هنا.

حارس الأمن: ومن قال لك إن البوابة ساحة انتظار؟ هيّا، غادر واذهب لمكان آخر.

كايتو: اسمع، أنا أريد أن أخبرها شيئًا هامًا.

حارس الأمن: ومن يهتم؟ هيا، اذهب.

كايتو: قلت لك...

ميساكي: كايتو، ماذا تفعل هنا؟

كايتو (في خياله): آه، تغيّرت ميساكي كثيرًا... حسنًا، لم تتغير كثيرًا، لا زالت تلك الفتاة المتفوقة، والتي تحظى بشكل جميل، بشعرها الأسود الحريري، وعينيها الزرق مثل مياه الجليد المتجمدة.

حارس الأمن: هل تعرفين هذا الأبله؟

كايتو: من تقصد بـ"الأبله"؟

ميساكي: نعم، أعرفه، إنه صديقي من الثانوية.

كايتو: ألم أقل لك؟

حارس الأمن: نعم، نعم، الجمال يحتاج أن يكون حوله بعض القبيحين ليروا الجمال.

كايتو: أتقصد أني قبيح؟

ميساكي: اهدأ، كايتو، أنا آسفة يا حارس الأمن لما حصل الآن.

حارس الأمن: آه، لا داعي للاعتذار.

كايتو: لم أتعامَل كأني ارتكبت خطأً!

ميساكي: حسنًا، انتظرني مع حارس الأمن إلى أن أنهي محاضراتي وآتي.

كايتو: ماذا؟

ميساكي: تعرف، يجب أن أحافظ على سجلي.

كايتو: حسنًا...

(بعد انتهاء المحاضرات، ذهبنا إلى مقهى قريب وتحدثنا هناك)

ميساكي: سعيدة برؤيتك، لكن ما الذي جاء بك إلى سيول؟ وأين هي رين؟

كايتو: حسنًا، جئت بخصوص هذا. إن رين قد توفيت منذ يومين...

(بعد ما شرحت ما حدث، ظلت صامتة لبعض الوقت، تنظر إلى قهوتها، وبدأ عليها الحزن الشديد، ثم بعدها قالت إنها يجب أن تذهب لتودعها، واتفقنا أن غدًا سنذهب لقبر رين)

مكثتُ في بيت ميساكي تلك الليلة، وكان الليل هادئًا.

أشرق الصباح وذهبنا لقبر رين، احتضنت ميساكي قبر رين وهي تصرخ من الألم، وظلت تذرف الدموع، إلى أن وضعت يدها في حقيبتها، وأحضرت زهرة وزرعناها جانب قبر رين.

ميساكي: ربما أمامك حديقة من الزهور الآن، لكن أرجو أن تقبلي زهرة العنكبوت الأحمر.

سلام يا رين.

(بتلك الكلمات ودعتها، وذهبنا مباشرة إلى عائلة رين، جلسنا معهم ثم بعدها ذهبنا إلى شقتي، لأن ميساكي قالت إنها ستبيت الليلة ثم تذهب لسيول غدًا)

كايتو: أنا آسف، الغرفة ليست مرتبة مؤخرًا، ولكن لا بأس في المبيت عندي؟

ميساكي: لا بأس، فإن حاولت فعل أي شيء، ربما قد أكسر ذراعك أو ساقك.

كايتو: مممم، من الجيد أنني لا أفعل.

(حاولت النوم كثيرًا، لكن لم أستطع حتى منتصف الليل، بعدها استيقظت، فوجدت ميساكي مستيقظة أيضًا)

ميساكي: هل لا زال لديك ذلك المنزل؟

كايتو: أي بيت؟

ميساكي: ذلك البيت الذي بنيناه سويًا.

كايتو: نعم، لا زال لدي.

(أخرجنا البيت الذي صنعناه أنا ورين وميساكي في أيام الثانوية)

ميساكي: ذلك البيت... أتتذكره؟

كايتو: نعم، هذا في الصف الأول من الثانوية، بنيناه، وبعدها وضعت رين علمًا على المنزل، وحاولت تنصيب نفسها الملكة.

ميساكي: نعم، وقد أعطتني دور مساعدة الملكة ويدها اليمنى، أما أنت فكنت التابع.

كايتو: نعم، كان ذلك مذلًا، وعندما اعترضت، قمتِ أنتِ بضربي.

ميساكي: ما باليد حيلة، فأنا ذراعها اليمنى.

كايتو: لا، أنتِ أردتِ أن تضربيني، أليس كذلك؟ حينها قالت رين إنها ستعاقبني...

رين: بما أنك تمردت على ملكتك، عقابك سيكون إحضار ثلاث فطائر لذيذة.

كايتو: حقًا؟

رين: وهل هناك مشكلة؟ إذًا ميساكي؟

كايتو: حسنًا، حسنًا، سأحضرها.

رين: تأخرت أيها الخادم، خذي ميساكي، لنأكل.

كايتو: أعطني قطعتي.

رين: أليس من الأدب أن تأكل الملكة ومساعدتها أولًا، ثم الخدم؟

كايتو: أنا لست خادمكما!

رين: نعم، أنت خادمي لوحدي.

كايتو: خادمك لوحدك؟ ماذا يعني هذا؟

رين: أُنتينا، خُذ.

كايتو: انتظري، دعيني أستفسر عما قلتِه...

ميساكي: كانت أيامًا جميلة...

كايتو: نعم، أوه، انظري، هذا مكان القفلة الكهربائية، أتتذكرين؟

ميساكي: نعم، عندما حاولت إضاءة البيت، فحدث ذلك في المنزل.

كايتو: بحق، تألمت كثيرًا حينها.

ميساكي: كانت أيامًا جميلة، لا أستطيع السيطرة على مشاعري، فهل يمكنني إمساك المنزل والنوم؟

كايتو: حسنًا...

(نمنا حينها حتى الصباح، وأوصلت ميساكي إلى القطار)

ميساكي: حسنًا، هذا وداع، أتمنى أن نلتقي مجددًا، كايتو.

كايتو: نعم، لكن عليكِ أن تركزي على دراستك.

ميساكي: سأفعل، لستَ الشخص الذي يجب أن يقلق.

كايتو: آه، أنا أصبحت من الأوائل الآن.

ميساكي: حقًا؟ جيد، أرجو أن تستمر على هذا.

(ودعت ميساكي، وذهبت لقبر رين قليلًا، ثم عدت للنوم، ومن ذلك اليوم، تغير كل شيء)

شخص ما: استيقظ، استيقظ! أنت! هيه! آه، أخيرًا استيقظت!

كايتو: آه، ماذا؟ من يتكلم؟ آه... آه... ررين؟! أهذا أنتِ؟ آه، رين! جئتِ في حلمي مجددًا!

رين (بعد أن صفعتْه): ما الذي تفعله؟ أنا لا أعرفك! أنا فقط أحاول إيقاظك بعد أن ارتطمت بالعمود!

كايتو: عمود؟ مهلاً، أهذه ثانوية إيما؟ ما الذي...

رين: أنت كنت شارد الذهن، ثم ارتطمت بالعمود وسقطت!

كايتو: رين، هل يمكنكِ صفعـ...

رين: ماذا؟

كايتو: فقط افعلي!

رين: حسنًا... (تصفعه بقوة)

كايتو: رين، أنا آسف، ولكن هل يمكنك حملي للمشفى؟ إني أشعر بتعب...

رين: ماذا؟ إنه يوم حفل استقبال الطلاب الجدد!

كايتو: أرجوك، لا أشعر أني بخير.

رين: همم، حسنًا...

(بعد أن أخذتني رين للممرضة، وجلست على السرير، أخبرتُ رين أن تذهب، ثم بعدها بلحظات انهمرت بالبكاء الشديد، لحظة علمي أني رجعت بالماضي، أستطيع تغيير المستقبل...)

أنهيت يومي وذهبت للبيت، ثم نمت...

(صوت أنين المنبه)

كايتو: آه، كم الساعة الآن؟ للذهاب للمدرسة... آه، ال... 8:30! تأخرت! تأخرت! تأخرت! آه، مهلاً، لحظة! أنا كبير! هذه غرفتي!

لكن أنا... بالأمس... قد رجعت بالماضي؟ أكان لفترة قصيرة...؟

.

حين لا يكفي الحلم نلتقي في الواقع

بعد أن استوعبت أنه كان حلمًا، أمسكت قلبي، فقد شعرت بألم يكاد يمزقني. تمنيت لو أن ذلك لم يكن مجرد حلم.

ذهبت إلى الجامعة، وهناك التقيت بصديقي "سونغ" الذي كان صديقي أنا ورين في أول يوم، وكان بجانبه "مايا".

سونغ: كيف الحال؟

كايتو: آه، بخير.

مايا: لكنك لا تبدو بخير، هل حدث شيء؟

كايتو: لا، لا... فقط موت رين لا يزال صعبًا علي.

سونغ: أعلم، لا يزال صعبًا علينا أيضًا.

مايا: نعم، لكن علينا ألّا ندع هذا يؤثر علينا، لدينا مشروع يجب إنهاؤه.

كايتو: بخصوص هذا... لن أشارك فيه.

مايا: لماذا؟

سونغ: قالت مايا ألا ندع الحزن يؤثر علينا، لذا لا تختلق الأعذار.

مايا: أنت ورين من بدأ هذا المشروع، وسهرتم الليالي لتصميم المخطط، لذا عليك أن تنهيه من أجلها.

كايتو: يمكنكم الاستمرار بدوني.

مايا: إذًا، أهذا قرارك النهائي؟

كايتو: نعم.

سونغ: لكن...

مايا (مقاطعة): لا، لن يستمع مهما قلنا.

سونغ: إذًا، ماذا نفعل؟

مايا: ربما "وانج" يستطيع إقناعه.

...

بعد انتهاء المحاضرات، وجدت صديقي وانج ينتظرني.

وانج: مرحبًا، كايتو.

كايتو: أهلًا.

وانج: سمعت أنك قررت الانسحاب من المشروع؟

كايتو: نعم، لا أستطيع العمل فيه.

وانج: لأنه يذكّرك بها، أليس كذلك؟ لكن هذا يعتبر نوعًا من الجُبن.

كايتو: كلما رأيت شيئًا يذكّرني بها، أشعر بضيق في صدري.

وانج: إن كانت الذكريات تؤلمك، فلماذا لا تهرب منها؟

كايتو: لو كان الهروب سهلًا... كيف؟

وانج: اترك هذه الكلية وانتقل إلى سيول، تخلّص من كل هذه الذكريات.

كايتو: أنا...

وانج: على الأقل تفكر، وهذا جيد. لو كنت مكانك، لأنهيت المشروع ثم انتقلت إلى جامعة في سيول.

كايتو: تبدو متحمسًا.

وانج: طبعًا! سأترك هذه المدينة، وأرى الفتيات الجميلات والمشاهير، وقد أحصل على توقيعاتهم أو أرقامهم!

(صوت غاضب من الخلف)

مايا: ونسيت أنك تواعد فتاة بالفعل؟ أحضرتك لتقنعه، وأنت تتحدث عن الفتيات؟!

وانج (مرتبكًا): مايا! كنت فقط أحاول أن أبهجه... كيف أنظر للفتيات وأنا لدي أجملهن؟

سونغ: فات الأوان يا صديقي!

(بعد ضرب مبرّح)

كايتو: لترقد روحك بسلام، يا أخ وانج... لكن لا تعُد بسرعة.

مايا: إذًا، ما رأيك يا كايتو؟

كايتو: موافق... لكن سأكون مساعدًا فقط، ولن أذهب لسيول.

وانج: هكذا الروح الرياضية! حسنًا، لنبدأ المشروع!

مايا: ومن قال إننا ضممناك؟ من سمح لك بكتابة اسمك؟!

سونغ: جيد، وانج معنا. أنا ومايا موافقان، لكن إن غيّرت رأيك، أخبرنا.

كايتو: حسنًا، لنذهب.

مايا: كيف يعقل؟

سونغ: كما قلت، لن نستطيع إقناعه الآن، لكن مع الوقت ربما...

مايا: حسنًا، لنذهب.

...

رجعت إلى البيت، استحممت، ذاكرت قليلاً، مارست الرياضة، ثم نمت.

ولم أحلم برين لليوم الثاني...

كايتو: لم أحلم بها اليوم أيضًا... هل كان ذلك الحلم وداعًا؟ ما هو جدولي لليوم؟ أوه، المشروع!

...

(مرّ شهران من العمل الجاد)

احتفلنا في بيت وانج بعد الانتهاء من المشروع.

وانج: أخيرًا انتهينا! بعد شهرين من العمل، حان وقت الاحتفال!

الجميع: لنحتفل!

كايتو: أخيرًا أستطيع العودة إلى حياتي الطبيعية.

سونغ: نعم، حياة لا شيء فيها غير روتين الدرجات!

مايا: على الأقل هو ليس في المراتب الأخيرة.

وانج: أنا في المرتبة الثامنة!

سونغ: وأنا التاسعة!

مايا: وأنا الرابعة، وكايتو في الثانية. نعتبركما أقل شأناً.

كايتو: نعم، ربما عليكم الاجتهاد أكثر.

وانج: انظروا من يتكلم! صاحب الدرجات السيئة في الثانوية!

كايتو: لكن في السنة الثانية والثالثة تحسّنت!

وانج: نعم، المركز العاشر! تطور واضح!

سونغ: أحسنت يا وانج، لقد أخبرته تواً كيف تطوّر من "ماشية" إلى مستوى أعلى!

مايا: هههه، نعم!

كايتو: تضحكين الآن؟

مايا: لم أستطع التماسك...

كايتو: كيف كنتِ في الثانوية؟

مايا: من المرتبة الثانية إلى الثالثة دائمًا.

وانج: أجل، هذه هي حبيبتي!

مايا: شكرًا، شكرًا.

قضينا الليل نضحك ونمزح، وأرسلنا المشروع إلى الكليات الخاصة لمعرفة إن كان سينجح أم لا...

(بعد 3 أشهر...)

الدكتور: حسنًا، سأعلن أسماء من تم قبول مشاريعهم: مايا، وانج، سونغ، تشي، كوتو، وأخيرًا كايتو.

كايتو (متفاجئًا): ماذا؟

الدكتور: أنتم آخر من قدم المشروع، لكنه لاقى طلبًا من عدة كليات، وتم اختياره. أحسنتم!

الجميع: رائع!

كايتو (بعدما غادروا): لماذا أنا أيضًا؟

مايا: لأنك تستحق.

كايتو: لكن هذا لم يكن اتفاقنا...

وانج: لم نشأ أن يضيع جهدك. أنت ورين صمّمتم هذا المشروع وسهرتم عليه أسبوعين فقط لرسم المخطط!

سونغ: وذلك يكفي.

وانج: إن أردت نسيانها، فلا بأس. لكن هذا المشروع يجب أن يحقق ثمرته، وهو أن تذهبا معًا إلى سيول كما أرادت. هذا من حقها عليك.

مايا: ولهذا السبب... أنا أحبك.

وانج: كنت رائعًا! هييي!

مايا: توقفت عن الإعجاب فورًا!

كايتو: اعذروني، لدي محاضرات.

...

(في نهاية الفصل الدراسي الأول)

وانج ومايا ذهبا لزيارة الأقارب، وسونغ لرحلة، أما أنا فكنت أزور قبر رين من حين لآخر.

كايتو: حان وقت النوم... أشتاق لكِ، رين. ومع غيابك، يزداد اشتياقي. وعدتك ألا أسألكِ عن سبب الغياب. فقط عاهدي أن حين نلتقي، كأن الفراق لم يكن.

...

(في الحلم)

رأيت رين تمسك بيدي، وتأخذني إلى مكان فيه قمر ينقص تدريجياً... حتى اختفى.

ذهبت إلى قبرها:

كايتو: ما معنى هذا، يا رين؟ لم أعد أفهمك إطلاقًا...

...

(نهاية السنة)

مايا: أخيرًا انتهت السنة!

وانج: نعم، وأخيرًا سأنام مرتاح البال!

كايتو: انظروا من يتحدث! من سيحصل على المركز الأخير ككل سنة!

وانج: بل سأكون الرابع هذه المرة!

سونغ: واثق جدًا، ما شاء الله.

كايتو: سنرى...

مايا: علينا الاستعداد لاختبار جامعة سيول.

سونغ: ما اسمها؟

مايا: Hanyoung.

كايتو (في نفسه): أليست هذه جامعة ميساكي؟!

...

(بعد الانتقال إلى سيول)

مايا: فيو، أخيرًا وصلنا إلى منزلنا في سيول!

وانج: نعم، وسأسكن بجوارك يا عزيزتي.

مايا: لا! ستسكن مع كايتو وسونغ، نحن فقط قريبون.

وانج: من المؤسف أن أبتعد عنكِ...

مايا: قلت لك توقف!

...

(أول يوم في الجامعة)

وانج: الجامعة رائعة!

مايا: نعم، آمل أن نكوّن صداقات كثيرة.

؟؟؟: كايتو؟ أهذا أنت؟

وانج: من هذه الفتاة الجميلة؟

مايا: هل تريد أن تموت؟

وانج: ويلي، أخطأت!

كايتو (في نفسه): نعم، إنها ميساكي...

كايتو: نعم، مر وقت طويل.

ميساكي: مرّت فقط نصف سنة! إذًا، أنتم الطلاب الجدد؟

كايتو: نعم، هؤلاء أصدقائي: مايا، سونغ، وانج.

ميساكي: تشرفت بلقائكم.

كايتو: وهذه ميساكي.

ميساكي: أنت تدرس هنا؟ من لديه أمل فيك أصلًا، يا راسب الرياضيات؟

كايتو: كانت اختبارات صعبة، أنت ورين وضعتموها، وكنت لا أزال ضعيفًا فيها.

ميساكي: ربما لأنك كنت أحمقًا؟

كايتو: الآن أنا الأول في الترتيب.

ميساكي: إذًا ستنخفض درجتي، لأنك ستأخذ المركز الثاني.

وانج: لديك منافس!

ميساكي: منافس؟ أنا لا أعتبره كذلك. كنت أغلبه دائمًا بفارق كبير.

مايا: آه، إذًا أنت صديقة كايتو ورين من الثانوية؟ رين حدثتنا عنك كثيرًا.

ميساكي: نعم، أهلًا بكم. الفصول ستبدأ، فلنذهب.

...

(في الحلم مجددًا)

استيقظت على أنني نائم في فصلي من الثانوية...

كايتو: حلم آخر؟! سأفعل شيئًا أردت فعله دائمًا...

(يصرخ من النافذة): أكره هذه المدرسة!

(يستعد للقفز)

لكن أحدهم يمسكني من الخلف:

؟؟؟: بحق الجحيم، ماذا تفعل أيها الأحمق؟!

.

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon