NovelToon NovelToon

زوكزوكا: النور الأخير

الفصل 1: آرك البداية و ولادة الأسطورة

زوكزوكا: النور الأخير

في عالم حيث السحر يسري في العروق ويحدد المصير، تولد عائلات عظيمة تمتلك قوى خارقة، تتوارث الأجيال تقاليد وقوى سحرية تتحكم بمقدرات العالم. وبينما تنقسم العائلات بين الملاك والظلام، هناك قصة واحدة ستغير كل شيء: قصة زوكزوكا.

الفصل الأول: عيون النار والماء

كان زوكزوكا طفلاً عاديًا في نظر الكثيرين، رغم أنه وُلد في أسرة ذات تاريخ طويل من القوة السحرية. شعره الأسود وعيناه البنيّتان كانا مميزين، ولكنه كان يُنظر إليه في العائلة كأضعف أفرادها. في الوقت الذي كان فيه إخوته يتطورون سريعًا، ويتقنون ألوانًا مختلفة من السحر — النار، الأرض، الماء، والرياح — كان زوكزوكا عاجزًا عن إظهار أي قوة حقيقية.

معركة داخلية

لكن كان هناك شيء غريب في زوكزوكا، شيء لا يعرفه سوى عدد قليل. كانت عيناه تحملان سرًا غامضًا. العيون اليمنى حمراء متوهجة كالنار، والعيون اليسرى زرقاء كالماء، وكلما حاول أن يستخدم قواه، كانت تتفجر طاقة من داخله، وتتركه في حالة من الارتباك، وهو ما جعله يبتعد عن محاولة السيطرة على سحره.

ولكن في قلبه، كان زوكزوكا يعلم أن هناك شيئًا عظيمًا مخفيًا فيه. في البداية، لم يكن يدرك ما الذي يجعل عيناه تشتعل هكذا. هل كان مجرد تأثير سحري؟ أم أن هناك شيء أكبر في انتظاره؟ لطالما شعر بأن العائلة لا تراعيه، وبأن كل ما يسعى إليه هو أن يصبح قويًا مثل إخوته الذين كانوا يتفوقون عليه في كل شيء. كانت جينوا، أخته الكبرى، تبهر الجميع بقدرتها على التحكم في عناصر الطبيعة. بينما كان نراكوا، أخوه الأكبر، يمارس سحر الرياح والموارد الطبيعية بكفاءة لا مثيل لها.

عائلة سيرانوا

ووسط كل هذه الفوضى، كانت والدته نويل، التي تشتهر بقوتها المدهشة وحدسها المذهل، هي القائدة الوحيدة لـ حراس النور. كانت امرأة تحمل إرثًا ثقافيًا وسحريًا ضخمًا من عائلة سيرانوا. عائلة سيرانوا كانت معروفة بتقاليدها الصارمة، حيث يقومون بترتيب زيجات بين الأقارب لضمان الحفاظ على صفاتهم الوراثية.

لكن نويل تزوجت ديكار، الذي جاء من خارج العائلة. لم يوافق البعض على هذا الزواج، لكن نويل كانت مصممة على أن تتبع قلبها. وكان هذا هو السبب الرئيسي في أن أولادها، رغم أنهم ولدوا في عائلة سيرانوا، لم يرثوا سوى القليل من قدرات هذه العائلة العريقة. كان من المفترض أن يتركوا شعرهم الأشقر، وعينهم الذهبية، ولكنهم اكتسبوا صفات أخرى غير تقليدية.

لكن هذا الزواج كان قد جلب لهما العديد من الأعداء، وفتح الباب لعلاقة مشحونة بالتنافس بين شخصيات مختلفة. إذ كان سيراجوا، ابن عم نويل، أحد هؤلاء الأعداء.

سيراجوا: الحب والانتقام

سيراجوا كان يعتقد أنه الأحق بالزواج من نويل. هو كان من أبناء عائلة سيرانوا، وكان يحمل القوة التي كانت عائلته تطمح في الحفاظ عليها. لكن نويل رفضت طلبه، وتزوجت ديكار، مما دفع سيراجوا إلى مغادرة العائلة باحثًا عن طرق جديدة لتحقيق أهدافه. بعد أن فقد ما كان يعتبره حقًا له، قرر سيراجوا أن يزرع في قلب زوكزوكا الحقد، ليجعله منافسًا له في المستقبل.

نظرت سيراجوا إلى زوكزوكا بعين الكراهية، لأنه كان رمزًا لفشل الخطط التي كان يسعى إليها. كان يعلم أن زوكزوكا هو الأمل الأخير لعائلة سيرانوا، والأمل في العثور على القوة التي سيغير بها مجرى التاريخ. ولكن سيراجوا كان يعتقد أن ذلك يجب أن يكون من نصيبه.

نيرو: القائد الغامض

لكن القوة لا تقتصر فقط على عائلة سيرانوا. في الزمان نفسه، ولد نيرو، ابن سيراجوا، في محاولة من العائلة لاستعادة قوتها المفقودة. كان نيرو يحمل الدماء الذهبية لعائلة سيرانوا، وكان يُتوقع منه أن يحقق ما فشل فيه والده. كان نيرو قويًا للغاية، وورث من والده سحرًا أسطوريًا، لكنه كان يحمل حقدًا داخليًا على هذا الصراع الشخصي بينه وبين زوكزوكا سيشكل بداية لعلاقة معقدة بين العائلتين.

القدر المظلم: زعيم الظلام

وفي الزمان البعيد، كان هناك زعيم الظلام، الذي كان يسعى للسيطرة على العالم. كان يملك طاقة غير محدودة، وكان يسعى لتوحيد العالم تحت سحره. لكن تلك القوة العظيمة لم تدم طويلاً، فقد تمكن الأبطال من سجنه باستخدام تعويذة سحرية غامضة.

لكن كايرو، أحد أتباعه المخلصين، كان قد قرر أن يجد طريقة لتحريره. كان كايرو يمتلك قوة غير عادية، ولديه العديد من الأنصار الذين يطيعونه بلا سؤال. أسس منظمة الغراديس، وهي مجموعة سرية مكونة من 1000 عضو، وكان هدفهم الوحيد هو تحرير زعيم الظلام وإعادة توازنه إلى العالم.

زوكزوكا: النهاية أم البداية؟

لكن قصة زوكزوكا لم تكن قصة سحر فقط، بل كانت قصة نضوج داخلي. في كل تحدي كان يواجهه، كان يكتشف أكثر عن قوته الداخلية وعن قدرته على التحكم بعينيه المشتعلتين. كان هناك جزء منه يعشق القوة، ولكنه كان يعلم أن القوة لا تأتي دون ثمن. من خلال رحلته، سيكتشف أن عائلته قد تكون ماضية في طريقها الخاص، ولكن قدره ليس محكومًا بها.

كان زوكزوكا في النهاية أمام خيارين: إما أن يظل يعيش في ظل العائلة ويحاول مجاراة إخوته الأقوياء، أو أن يكشف عن قوته الحقيقية ويصبح الشخص الذي سيغير موازين القوى في هذا العالم.

النهاية... أو بداية النهاية؟

وكانت النهاية في أفقه، نهاية قريبة. ولكن هل هي نهاية الحقيقة؟ أم أن بداية جديدة ستفتح أبوابها؟ في عالم مليء بالمعارك السحرية، والمؤامرات، والنزاعات العائلية، فإن القصة الحقيقية هي تلك التي لم تُكتب بعد. زوكزوكا سيكتشف في النهاية أن التحدي الأعظم ليس في مواجهة القوى العظمى فقط، بل في فهم ذاته.

بينما يقترب من اكتشاف قوته الحقيقية، يتعين عليه اتخاذ قرارات مصيرية تقوده إلى صراع مع نيرو، وتحقيق المصير الذي قد يكون في يده. لكن هل هو مستعد لذلك؟ وهل ستكون قوته كافية لوقف الظلام؟ أم أن النهاية ستكون أكثر مرارة من أي وقت النهاية؟

أشكر القرّاء الأعزاء الذين منحوْني من وقتهم لقراءة فصول هذه الرواية، والذين تفاعلوا معي بتعليقاتهم وآرائهم المشجعة والمُلهمة. إن دعمكم المستمر، سواء بكلمة طيبة أو بإعجاب أو حتى بصمت المتابعة، كان دافعاً لي للاستمرار في الكتابة وتطوير القصة بشكل أفضل.

كما أود أن أوجه شكري الخاص لكل شخص شاركني فكرة أو انتقاداً بنّاء، فأنتم من ساعدني على رؤية العمل من زوايا مختلفة، وعلى تحسين جوانبه لتقديم ما يليق بكم. إن مساهماتكم، حتى وإن بدت صغيرة، كانت لها قيمة كبيرة في عيني.

ولا أنسى أن أشكر عائلتي وأصدقائي الذين كانوا أول من آمن بي، ودفعوني للاستمرار عندما شعرت بالضعف أو التردد. دعمهم الهادئ والكلمات التي قالوها لي في الخفاء، كان لها أثر عميق في قلبي.

أخيراً، أشكر كل من منحني الثقة، وكل من آمن بقدرتي على صناعة عوالم جديدة بالكلمات. هذه الرواية ليست مجرد حروف وسطور، بل هي ثمرة حب، وتعب، وأمل.

لكم جميعاً مني كل التقدير والامتنان.

مع خالص الشكر،

Serrano manga

وأتمنى أن تعجبكم الفصول القادمة فهي بداية المتعة

الفصل 2: شروق عائلي

كان الفصل الأول تمهيداً لمواقف الحكاية، أما الآن، تبدأ رحلة بطلنا "زوكزوكا" في السير على طريقٍ طويل نحو القوة.

الصفحة 1

في صباحٍ باكر، أشرقت الشمس بأشعتها الدافئة عبر نافذة غرفة زوكزوكا، لتوقظه بنعومة من نومه.

استيقظ زوكزوكا بابتسامة على وجهه، متحمساً ليومه الأول من الموسم الدراسي الجديد. لقد بلغ من العمر ثماني سنوات، وكان يشعر بأن هذا العام سيكون مختلفاً.

نويل نويل تبلغ من العمر 38 سنة (والدته): "زوكزوكا! استيقظ، لقد حان وقت الذهاب إلى المدرسة!"

زوكزوكا (وهو يرد عليها بحيوية): "أنا قادم يا أمي!"

سارع إلى غسل وجهه وتنظيف أسنانه وارتداء زيه المدرسي. وبينما كان يهرول على الدرج مسرعاً، انزلقت قدمه فجأة!

كاد أن يسقط لولا أن يد خفية أمسكت به في اللحظة الأخيرة. كانت يد أخيه الأكبر "ناراكوا"، البالغ من العمر سبعة عشر عاماً، والذي استخدم سحر "توقيف الحركة" لينقذه.

ناراكوا يبلغ من العمر 17 سنة (بابتسامة هادئة): "كان ذلك وشيكاً... انتبه وأنت تنزل الدرج في المرة القادمة."

هبط زوكزوكا على الأرض بأمان، والتفت نحو أخيه مبتسماً:

زوكزوكا: "شكراً لك يا أخي!"

وفي تلك اللحظة، دوّى صوت والدتهما "نويل" من المطبخ، تنادي عليهما:

نويل: "تعاليا بسرعة لتتناولا فطوركما قبل أن تتأخرا عن واجباتكما!"

الصفحة 2 – "فطور البداية"

مع عبق رائحة الخبز المحمص المتسللة من المطبخ، جلس زوكزوكا إلى طاولة الإفطار بجانب أخيه الأكبر ناراكوا. ثوانٍ قليلة وظهر جينوا، الأخ الأوسط، وهو يتثاءب بتكاسل ويمسح عينيه من أثر النوم.

جينوا يبلغ من العمر 15 سنة (بصوت مبحوح): صباح الخير... أمي، هل أحضرتِ لي كعكة الشوكولا المحشوة بالليمون من المخبز؟

نويل (الأم، وهي تنشغل بتحضير الأطباق): لم أخرج هذا الصباح، ونسيت تمامًا شراءها البارحة بعد العودة من العمل. آسفة يا عزيزي.

توقّف جينوا لحظة، ثم تنهد بإحباط، واضعًا يده على جبهته كمن خسر معركة مصيرية.

جينوا: ماذا...؟ حسنًا، لا بأس، سأشتريها بنفسي بعد المدرسة.

ناراكوا (يضحك وهو يرفع كوب الشاي): يا له من حظ تعيس، تبدأ عامك الجديد في أكاديمية السحر بدون كعكتك المفضلة!

جينوا (يشتعل غضبًا): سحقًا لك يا ناراكوا!

تتبدد أجواء المزاح بلحظة وصول الأب، يفتح الباب ويخطو للداخل بهدوء وابتسامة دافئة على وجهه.

الأب ديكار يبلغ من العمر 38 سنة : صباح الخير يا نويل... صباح الخير أولادي. (ينظر إليهم بنظرة حازمة، ولكنها لطيفة) كفاكم ضجيجًا! إن تأخرتم عن فصولكم الدراسية فستقضون أول أيام العام في تنظيف الممرات.

ضحك الجميع بخفة، وامتلأ البيت بدفء يسبق العاصفة القادمة في حياة زوكزوكا.

الصفحة 3 – مشهد الفطور العائلي

جلس ديكار، والد زوكزوكا، إلى طاولة الإفطار بهدوء، يحمل فنجان قهوته المتصاعد منه البخار. نظر بحنان إلى ابنه الجالس بجانبه، ثم مدّ يده ليعبث بخصلات شعره السوداء.

ديكار (بصوت دافئ): "اليوم تبدأ فصلك الدراسي الثالث، يا بني... عليك أن تجتهد لتتخرج وتصبح شخصًا عظيمًا."

ابتسم زوكزوكا بعينين لامعتين، وأجابه بثقة طفولية:

زوكزوكا: "سأفعل يا أبي! سأجعل الجميع فخورين بي وأحصل على المرتبة الأولى!"

جلست نويل إلى الطاولة، تتابع الحوار بابتسامة أمومة حنونة.

نويل: "أحسنت، صغيري... وأنا سأكون دائمًا إلى جانبك، بدعمي وحبي."

ثم فجأة، التفتت نويل بنظرة صارمة نحو جينوا، الذي كان يحشو فمه بلقمة كبيرة. تجمّد في مكانه ونظر إليها بارتباك.

جينوا (بتوتر): "م... ماذا؟ لماذا تنظرين إلي هكذا؟!"

انفجر ديكار ضاحكًا وهو يلوّح بيده:

ديكار: "ألا تعرف السبب؟ أيها الساذج! أيها المهمل في دروسه، المشاكس في أكاديميته، زعيم المتنمرين!"

تحوّل وجه جينوا إلى مزيج من الإحراج والانفعال، فحاول الدفاع عن نفسه بصوت متردد:

جينوا: "سأ... سأحاول بذل جهدي، أعدكم! لن أقترب من المتنمرين وسأكون صالحًا!"

لكن نويل لم تكن مقتنعة، اقتربت منه بوجه غاضب، تنذر بعاصفة تربوية قادمة.

نويل: "ماذا؟ ستحاول فقط؟ يا لك من أحمق! أظنك بحاجة لضربة تربيك وتُذكّرك بما يعنيه الانضباط!"

الصفحة 4 – ضحك، توصيات، واستعداد للانطلاق

بينما كانت نويل تصرخ بغضب على جينوا، علت أصوات ضحكات زوكزوكا وديكار وحتى ناراكوا، غير قادرين على مقاومة الموقف المضحك. كان جينوا يتلقى التأنيب وكأنه مشهد يتكرر كل صباح.

لكن الأجواء سرعان ما هدأت حين التفتت نويل إلى ابنها الأكبر بنبرة أكثر هدوءًا.

نويل (بلطف): "ناركوا... حاول أن تجتهد أكثر هذا العام."

ابتسم ناراكوا بثقة وهو يرفع حقيبته على كتفه، ثم أجابها بنبرة مطمئنة:

ناركوا: "لا تقلقي يا أمي... سأبذل كل جهدي هذا العام."

انفرجت ملامح نويل بسعادة وهي تنظر إلى ابنها الأكبر.

نويل: "هكذا أريدك دائماً... تعلم منه يا غبي!" قالتها وهي ترمق جينوا بنظرة جانبية، بينما كان يعبس متأففًا.

بعد الانتهاء من وجبة الإفطار، تفرّق الجميع استعدادًا ليومهم الطويل. ارتدى كل من ناراكوا وجينوا زي الأكاديمية الرسمي، وغادرا مسرعين بمجرد وصول الحافلة الطائرة التي أصدرت صوت صفيرها المميز في الهواء.

في هذه الأثناء، وقفت نويل أمام حوض المطبخ، تلوح بيدها اليمنى وهي تتمتم بتعويذتها:

نويل (بهمس): "سيرنجسا!"

فبدأت الصحون تتحرك من تلقاء نفسها، تُغسل وتُرتّب في مكانها بسحر منسّق وانسيابي. بعد ذلك ارتدت زيّها الرسمي الأنيق، المستوحى من دروع خفيفة مزخرفة، تليق بمقامها كـ قائدة حراس النور في المقر الأعلى، ثم نظرت للمرآة الأخيرة بابتسامة خفيفة قبل أن تنطلق هي الأخرى نحو يومها الحافل.

الصفحة 5 – الطريق إلى الأكاديمية، وحديث القلب

في صباح مشرق، خرج الثلاثة: زوكزوكا، ووالدته نويل، ووالده ديكار، من المنزل باتجاه السيارة المتوقفة أمام البيت. جلس زوكزوكا في المقعد الخلفي، بينما جلست نويل في الأمام بجوار ديكار، الذي أخذ مكانه خلف المقود.

ربط الجميع أحزمة الأمان، ثم شغّل ديكار السيارة التي انطلقت بسلاسة عبر الطريق المظلل بأشجار تتمايل بأوراقها في نسيم الصباح.

في هدوء الرحلة، التفتت نويل قليلاً إلى الخلف، تحدث ابنها بنبرة أم حنون مليئة بالتشجيع:

نويل: "زوكزوكا، عليك أن تكون مستعدًا جيدًا هذا العام... حاول أن تكون صداقات، لا تبقَ وحيدًا. والأهم، لا تفقد الأمل... قد لا تكون قواك ظهرت بعد، لكنها قد تظهر في أي وقت. المستقبل مليء بالمفاجآت."

خفض زوكزوكا نظره، وعيناه تلمعان بخيبة دفينة، ثم قال بنبرة حزينة:

زوكزوكا: "لكن... الجميع ظهرت قواهم بعد ولادتهم أو على الأقل خلال السنة الأولى... طاقتهم السحرية، رينجكا، كانت واضحة ويمكن استشعارها. أما أنا... لا شيء."

ساد لحظة صمت قصيرة، ثم كسرها صوت ديكار العميق المليء بالثقة وهو ينظر إلى الطريق أمامه:

ديكار: "يا بني... حتى بدون قوة، يمكنك أن تصبح أعظم من الجميع إن عرفت ما تريد... القوة ليست كل شيء. العزيمة، الهدف، القلب... هي التي تصنع الفرق. فقط لا تيأس."

ارتسمت ملامح تفكير على وجه زوكزوكا، وكأن كلمات والديه بدأت تلامس أعماقه... وبين خفقات قلبه، كان هناك بصيص إيمان صغير يُولد.

الصفحة 6 – أسرار العائلة وعين على الماضي

بينما كانت السيارة تواصل رحلتها نحو الأكاديمية، التفتت نويل مجددًا إلى زوكزوكا وابتسامة دافئة على وجهها، تتحدى الحزن الذي يسكن عينيه.

نويل (برقة): "والدك محق، زوكزوكا... ولهذا أريد منك أن تبتسم، أن تحلم، أن ترى مستقبلك بعين الشغف لا الخوف."

رفع زوكزوكا نظره إليها، بنظرة تمزج البراءة بالفضول العميق، ثم تساءل بهدوء:

زوكزوكا: "أمي... لماذا لم نرث شيئًا منك؟ لا أنا ولا إخوتي... لا شعرك الأشقر، لا عينيك الذهبيتين، ولا حتى قوتك."

ساد صمت خفيف داخل السيارة، قبل أن ينهار خلفه وجه نويل الهادئ إلى ملامح حزينة يملؤها الغموض.

نويل (بصوت منخفض): "ذلك... بسبب سلامتي. العائلة التي أنتمي إليها... سيرانوا. حين تكبر، ستفهم."

تحركت مشاعر زوكزوكا، وازداد الفضول في عينيه، لكنه لم يتوقف:

زوكزوكا: "أنا أعرف القليل... قرأت الكثير من الكتب بحثًا عن إجابة لما يحدث لي. ووجدت أسماء لعائلات عظيمة... بعضها مذكور بجانب سيرانوا."

نظرة الأم أصبحت أكثر حذراً، وكأن شيئاً قديماً بدأ يعود للسطح... لكن الوقت لم يحن للكشف الكامل بعد.

الصفحة 7 – أسرار السلالة والدم المفقود

تبدلت ملامح نويل إلى الدهشة، ونظرت إلى زوكزوكا باهتمام حقيقي:

نويل (بتعجب): "حقًا؟ وما هي العائلات التي قرأت عنها؟ وهل كُتب شيء عن عائلتي؟"

أجاب زوكزوكا بحماس طفل وجد إجابة لطالما سعى خلفها:

زوكزوكا: "نعم! قرأت عن العائلة المالكة، وعائلة كارفسيل... وعن عائلتنا، لكن لم يُذكر الكثير عنها."

نظرات نويل وديكار التقت بدهشة ممزوجة بالقلق، فواصل زوكزوكا كأنه يسترجع نصًا من الذاكرة:

زوكزوكا (بتركيز): "تذكرت... كُتب أن عائلة سيرانوا مشهورة بقوتها السحرية الذهبية، وبمعاركها ضد وحوش شياطين رينجكا. لكن إن تزوج فرد من سيرانوا من خارج العائلة... فلن يرث الأبناء شيئًا من القوة أو المظهر... فقط الحمض النووي."

أكمل بنبرة تحمُّل:

زوكزوكا: "شعركِ الذهبي... عيناكِ... وحتى قوتك السحرية... لا تنتقل إلا إذا كان الزواج من داخل العائلة. أما لو تزوج فرد من عائلتين متشابهتين، مثل سيرانوا وكارفسيل، فحينها يمكن للنسل أن يرث قوى مزدوجة. هل هذا... صحيح؟"

سكتت نويل للحظة، ثم ابتسمت بحنو، بعينين تخفيان ألماً قديماً:

نويل (بهدوء): "نعم... ما قرأته صحيح. قوة الدم في سيرانوا ترتبط بالقوانين الوراثية... ولا تنتقل القوة إلا في حالات خاصة جدًا. والزواج من كارفسيل كان ليمنح قوة هائلة... لكنه مستحيل اليوم."

ثم أكملت بابتسامة مرحة لتُغيّر الأجواء:

نويل: "لكنكم ورثتم أجمل شيء من والدكم... ملامحه الوسيمة."

ضحك زوكزوكا، ونظر إلى أمه بعينين مليئتين بالحب والامتنان، وقد نسيت مؤقتًا أحزانه.

الصفحة 8 – شك الأم

لاحظ ديكار نظرة الحزن التي تسللت إلى وجه زوجته نويل، فقرر أن يبدد الصمت الثقيل.

ديكار (بابتسامة لطيفة): "ها قد وصلنا... استعد، زوكزوكا، هذه هي مدرستك."

هزّ زوكزوكا رأسه بحماس، فتح باب السيارة وودّع والديه بابتسامة متحمسة، ثم اندفع نحو بوابة المدرسة.

ظل الزوجان في السيارة للحظة، يراقبان طفلهما يبتعد.

تنهّدت نويل بصوت خافت، بينما كان الحزن يتسلل إلى نبرتها.

نويل (بهمس): "ماذا لو كان خطأي؟ ماذا لو أن زوكزوكا لم يرث قوى رينجكا بسببي؟... هذا ما يحدث دائمًا، عندما يتزوج فرد من عائلة سيرانوا من خارجها... قد يُولد أحد الأبناء بلا قوة..."

التفت إليها ديكار بنظرة حنونة، لكنه أراد أن يكون حازمًا:

ديكار: "توقفّي عن لوم نفسك... هل تعنين أن قوانين الوراثة في سيرانوا أقوى من حبّنا؟ هذه ليست مشكلتكِ... ولا مشكلته."

أخفضت نويل رأسها، وهي تحاول حبس دمعة من عينها:

نويل (بصوت مكسور): "أنا فقط... لا أريد له أن يتألم في المستقبل... أن يشعر أنه مختلف، أو ناقص..."

ساد صمت ثقيل، وكأن السحب الرمادية تجمّعت في قلبها، قبل أن يتحرك ديكار بالسيارة، وقلق الأم لا يزال يلوح في الأفق.

الصفحة 9 – دماء الحرب وعبء الوراثة

في محاولة منه لتهدئة القلق المتأجج في قلب زوجته، نظر ديكار إلى نويل وقال بصوت دافئ:

ديكار: "هناك حالات كثيرة يا نويل... سحرة يُنجبون أطفالًا بلا طاقة، وأحيانًا العكس تمامًا—آباء بلا سحر يُرزقون بطفل يمتلك طاقة رينجكا قوية... صحيح أنها نادرة، لكنها ليست مستحيلة."

لكن نويل نظرت إليه بعينين مليئتين بالأسى:

نويل: "لكنه يحمل سلالة عائلة إداري... لقبهم فرسان قوة الحرب. كيف له ألّا يحمل شيئاً من هذا الإرث؟"

تنهّد ديكار، وهو يحوّل نظره إلى الطريق أمامه، وكأن الذكريات تثقل كاهله.

ديكار: "ذلك كان في الماضي، نويل... أنا وأبنائي—باستثناء زوكزوكا—نحن فقط من تبقى من نسل عائلة إداري. قوة العائلة تموت إذا حُصرت في التاريخ... لا تحمّلي نفسكِ أكثر من اللازم."

ثم أضاف بنبرة مطمئنة:

ديكار: "فلنترك التفكير الزائد جانباً. لنركز على حياتنا، على حمايتهم الآن، حتى يكبروا ويعتمدوا على أنفسهم."

توقفت السيارة أمام مبنى شاهق تحرسه أعمدة مضيئة، تتوسّطه راية مرسوم عليها شعار "حُرّاس النور".

ديكار: "وصلنا، حظاً سعيداً اليوم، قائدة النور."

ابتسم لها، وفتح لها باب السيارة برفق.

الصفحة 10 – شرارة الظلال

قبل أن تغادر السيارة، انحنت نويل نحو زوجها، وقبّلته برقة.

نويل (بابتسامة دافئة): "شكراً لك، عزيزي... أحبك كثيراً."

ديكار (بابتسامة خفيفة): "وأنا أيضاً، نويل."

ظل يراقبها وهي تبتعد بخطواتها الثابتة، حتى اختفت خلف أبواب مقر "حُراس النور". عندها أدار محرك السيارة من جديد، وتابع طريقه نحو مقر عمله.

لكن رنين هاتفه قطع عليه هدوء اللحظة. التقط الهاتف وردّ بحزم:

ديكار: "من معي؟"

الصوت على الخط: "سيدي! هنا جاكي... لدينا مشكلة، قائد راجا من النقابة... واجه وحش رينجكا، وكانت إصابته خطيرة جداً."

ديكار (بقلق واضح): "أنا قادم فوراً. اتصل بكساموا، إنه الوحيد بقوة الشفاء العالية."

جاكي (بتوتر): "نسيت ذلك يا سيدي! سأتصل به فوراً!"

ديكار: "أسرع... لا وقت لدينا."

وفي جانب آخر من العالم، بعيدًا عن دفء العائلة وصخب المدينة، ينبض الظلام في صمت قاتل...

داخل قاعة ضخمة غارقة في العتمة، اجتمع عشرات من الأشخاص يرتدون عباءات بنفسجية وأقنعة سوداء تغطي ملامحهم. في مركز القاعة، تشتعل طاقة رينجكا كثيفة فوق بوابة سحرية عملاقة، تفتح على عمق مجهول ينبعث منه وهج أسود مخيف... شيء ما يحاول الخروج.

الفصل 3: يوم مؤلم

الصفحة 1 بعد دخول نويل إلى مقر "حُرّاس النور"، تفاجأت بوجود ابن عمها المتوفى سيراجوا واقفًا بجانب باب المصعد.

سيراجوا بابتسامة مغلقة: مرحباً بكِ عزيزتي نويل... لم أركِ منذ مدة.

نويل بسخرية: لا داعي لرؤيتي لك، فأنا لا أحبك. ولا تناديني "عزيزتي"، أنا متزوجة... نادِ زوجتك بذلك.

سيراجوا بوجه جاد: لو لم يتدخل بيننا ذلك الوغد ديكار، لأصبحتِ زوجتي... لكنك الآن ملك له.

نويل بثقة: حتى لو لم يكن ديكار، ما كنتُ لأتزوجك أبداً يا سيراجوا. قم من حلمك... فأنت تحلم.

(تضغط نويل على زر المصعد، ويتبعها سيراجوا. داخل المصعد، تضغط على الرقم سبعة.)

سيراجوا: لماذا يا نويل؟ لماذا لا تحبيني؟

نويل: لأنني أعتبرك فرداً من العائلة. كبرنا كالإخوة، ولن يكون بيننا شيء... لا في الماضي ولا في المستقبل. لذا احترم نفسك، فنحن متزوجان الآن، ولكلٍ منا أسرته الخاصة الأن.

الصفحة 2

وفي صمتٍ دام داخل المصعد، كان سيراجوا يقبض يده بقوة.

بعد لحظات، وصل المصعد إلى الطابق السابع، وفتح الباب.

خرجت نويل من المصعد، وتبعها سيراجوا بسرعة، ثم قال:

سيراجوا: اسمعي يا نويل... لو تزوجتِني، لكنا أنجبنا أبناءً أقوياء يحملون إرث عائلة سيرانوا. بمهارتك وذكائك، وبقوتي... كنا سنكوّن أسرة تتضمنها القوة.

نويل بابتسامة هادئة: لدي أبناء أقوياء... من زوجي ديكار. فلا تقلق.

سيراجوا يضحك بسخرية: أبناء أقوياء؟ لم يرثوا منكِ شيئاً! فقط شعرهم الأسود المجعد الغبي، وعينان عاديتان... من رجل أحمق مثل ديكار. وولد ضعيف، وُلد بسبب اختراق قوانين عائلة سيرانوا.

نويل تغضب وترد بحدة: لا تتحدث عن أبنائي باستخفاف! أتظن أن الشعر الأشقر والعينين الزرقاوين هما كل شيء؟ الحب، العطف، والحنان... هذا ما أقدّمه لهم كأم. وأمثالك... لن يفهموا ذلك أبداً.

سيراجوا بتهكم: يا لكِ من غبية، يا نويل.

وفي تلك اللحظة، وصلا إلى باب مكتب أحد أسياد النقابة... مكتب السيد كارديل، والد نويل.

الصفحة 3

خرج السيد كارديل من مكتبه بعدما سمع أصواتًا مألوفة تشبه صوت ابنته نويل وابن أخيه سيراجوا. وعندما فتح الباب، وجدهم يقفان بجانبه، فتنهد وقال بحدة:

كارديل: يوم واحد فقط... ألا تستطيعان قضاء يومٍ واحد بدون شجار؟! حتى بعد أن بلغتما الثامنة والثلاثين من عمركما، لا زلتما تتصرفان بلا وعي أو عقل راشد. شجار بعد شجار...

نويل، بلهجة منزعجة: تحدث مع ابن أخيك الغبي، يا أبي! هو من يلاحق امرأة متزوجة!

كارديل: ألم تنسَ الأمر بعد، يا سيراجوا؟ إنها متزوجة، دعها وشأنها.

سيراجوا، بعينين يشتعل فيهما الحقد: تزوجتْ من رجل لا تملك عائلته ميزة تميزها... لا أصل، ولا شرف، ولا قدرات نبيلة. ثم أنجبت ابنًا ضعيفًا بلا قدرة! أليس ذلك عارًا على عائلتنا؟! أن تنتمي أمه لعائلة سيرانوا، ثم تلد لنا هذا الضعف؟!

في لحظة غضب، رفعت نويل يدها وصفعته بقوة على وجهه.

 

الصفحة 4

وفي لحظة، رد كارديل بحدة: لماذا صفعته؟ ما قاله صحيح! أتظنين أن العالم سيتقبل ابنًا من أبٍ قوي وأمٍ أقوى، وكان من نخبة النخبة... ثم يُولد لهما ابنٌ ضعيف؟ سيُعتبر نكرة... ظلًّا بلا قيمة!

نويل، بوجهٍ حزين وقلبٍ متقطع، نظرت مباشرة إلى عيني والدها وقالت: أعرف لماذا تتصرف معي بهذه القسوة... لأنني لم أسمع كلامك ولم أتزوج سيراجوا. لم تطردني من العائلة فقط لأجل كرامتها، بل نزعتني من منصب رئيسة العائلة، وأعطيته له... فقط لأنني تزوجت من رجل من خارج العائلات النبيلة، رجل لا يملك "الوراثة". لكن لا أسمح لك بأن تتكلم عن ابني بتلك الطريقة... ابنك الذي لم تره حتى!

كارديل، بنظرة قاسية: وما الداعي لذلك؟ أنا رئيس العائلة... وأنا من يُقرّر.

نويل، بمرارة: كنتَ دائمًا تفضّل سيراجوا عليّ. حتى بعد رفضي الزواج منه، دفعتني للخلف، كأنك لم تعد تراني. بلا شك... أنجبتني، لكنك لم تحبني يومًا. كل ما يهمك هو صُمعة العائلة، كرامتها... حتى لو ماتت ابنتك، لا يهم، المهم أن تبقى العائلة "نظيفة" في عيون الناس. أأنا حقًا أقلّ من كرامة اسمكم؟

(بغضب شديد، رفع كارديل يده ليصفع نويل...)

لكن سيراجوا أمسك يد عمّه بسرعة، وقال بانفعال: عمي، اهدأ! دعنا نحلّ مشاكلنا بالعقل... أرجوك، أنزل يدك...

نويل تنظر إلى والدها بنظرة حزينة، تعيسة، خالية من الأمل...

الصفحة 5

نويل، بعينين تملؤهما الدموع، قالت بصوت مرتجف: إذا أردتَ صَفعي... فافعله. فهذا ما كنتَ تفعله أحيانًا. وكلماتك الجارحة... ونظراتك المحتقرة، لا تزال تؤلمني.

ثم استدارت وغادرت من جانبهما مسرعة. سيراجوا لحق بها بسرعة، وهو يقول بانفعال:

سيراجوا: أنا آسف يا نويل... أرجوكِ، سامحيني على ما قلتُه لكِ...

لكن في داخله، كان قلبه يتقطع لرؤية وجهها الحزين وهي تبكي.

نويل، وهي تبتعد، صرخت: ابتعد عني! أتركني لوحدي، سيراجوا! فقط ابتعد!

عاد كارديل بصمت إلى مكتبه، جلس على كرسيه وأمسك بصورة زوجته سيلينا. نظر إلى عينيها المرسومتين في الصورة، وعيناه مليئتان بالحزن، ثم قال في نفسه:

كارديل (بصوت داخلي): لقد فشلت... فشلت في التعبير عن حبي لابنتي. يا سيلينا... لو كنتِ معي، لما خَسِرتُ أحفادنا... وابنتنا... كل ما أردتُه هو أن تزدهر عائلتنا، كما أردتِها أن تزدهر. لكنني فشلت... لم أستطع فعل ذلك. يا ليتك كنتِ ما تزالين على قيد الحياة... ولم ترحلي في ذلك اليوم، يا عزيزتي سيلينا...

الصفحة 6

جلست نويل وحدها في زاوية هادئة، وأخرجت من جيبها صورة لوالدتها. حدّقت بها طويلًا، وعيناها تدمعان، ثم قالت في نفسها:

نويل (بداخلها): يا ليتك لم تدافعي عني يا أمي... حتى الآن، صرتُ أماً لثلاثة أطفال، ومع ذلك لم أفهم بعد طيبتك... ابتسامتك المشرقة... يا ليتني لا أتذكر ذلك الحادث...

ثم تمتمت بصوت خافت:

نويل (بهمس): أنا السبب في موتك، أمي... سامحيني...

وبكت بحرقة، بينما قلبها مكسور تمامًا.

 

في مكانٍ بعيد عن عائلة سيرانوا، كان ديكار قد وصل إلى مبنى النقابة، فوجد جاكي بانتظاره عند الباب.

جاكي: أخيرًا، سيدي... وصلت!

ديكار بسرعة وقلق: كيف حال رجا؟ هل حالته سيئة؟

جاكي: نعم، حالته متدهورة. لكن بعد أن تواصلت مع كيساموا، أعطى تعليمات عاجلة للفرقة الطبية بالنقابة للحفاظ على استقراره حتى يصل بنفسه.

وفي تلك اللحظة، وصل كيساموا، ووقف أمام ديكار وجاكي.

كيساموا: مرحبًا بكما... لحسن الحظ، كنت قريبًا من هنا. هيا، أرشداني إليه.

جاكي: تفضل معي، سيد كيساموا، سأقودك لغرفة المريض.

دخل كيساموا غرفة المريض، حيث كان رجا مستلقيًا. لكن ما إن اقترب، حتى صُدم من الهالة المظلمة المنبعثة منه.

كيساموا (في نفسه): ما هذا...؟ سحر شرير من نوع رينجكا... وجروحه؟... كلها تنشر سُمًا يضعف طاقته السحرية باستمرار! يجب أن أبدأ فورًا!

بدأ بإعطاء التعليمات للفريق الطبي، ثم باشر العلاج بنفسه...

 

بعد ثلاث ساعات...

جاكي (بقلق): سيدي، مرّت ثلاث ساعات ولم يخرج بعد...

ديكار: اصمت يا جاكي! كيساموا يعرف ما يفعل... إنه من عائلة كارفسيل، العائلة النبيلة التي تتميز بقدراتها الوراثية النادرة... شعرهم القرمزي، عيونهم الحمراء المتوهجة... وسحرهم المذهل في تعاويذ الشفاء.

جاكي: آسف، سيدي... تسرّعت في حكمي.

وبعد لحظات، خرج كيساموا من الغرفة، وقال لهما:

كيساموا: حالته الآن مستقرة، لكنه بحاجة إلى راحة تامة لمدة شهر كامل. يُمنع عليه أي مجهود أو نشاط سحري. والآن... تعالوا معي، سأشرح لكما تفاصيل أخرى مهمة.

الصفحة 7

قال ديكار: – دعنا نتجه إلى مكتبي، ما رأيك؟

كيساموا: – حسنًا، هيا بنا.

دخل الثلاثة المكتب، وجلس كل من كيساموا، جاكي، وديكار.

ديكار، وهو ينظر إلى صديقه بنظرة متفحصة: – ما بك يا كيساموا؟ ماذا رأيت في الغرفة؟ أنا أعرفك جيدًا... درسنا سويًا في فصل النخبة، وكنا ضمن فريق سحر صيادي الوحوش الشياطين. أنت دائمًا مبتهج، فما الذي جعلك بهذا الوجه الجدي؟

ابتسم كيساموا قليلًا، وقال: – نعم، معك حق...

كان جاكي يستمع إليهما بانتباه، ثم تدخل قائلاً بقلق: – أرجوك، سيد كيساموا، ما الذي حدث بالضبط؟

كيساموا (بصوت جاد): – جروح رجا لم تكن بسبب وحش رينجكا أو شيطان عادي... بل من عفريت شيطان المحارب. تلك الجروح تحمل سمًا يبدد الطاقة السحرية... وهذه إحدى مهاراتهم المعروفة. تمكنت من تثبيت حالته مؤقتًا، لكن عليّ زيارته بانتظام للاطمئنان على تطور وضعه.

ديكار (بجدية): – أخبرني، ما الشيء الذي حيّرك أكثر؟

كيساموا: – طاقة رينجكا التي عالجت آثارها... كانت قوية بشكل مخيف. إذا وُجد أكثر من واحد كهذا، ويتجولون بحرية في العالم... فهذا خطر كبير، ليس فقط على المدنيين، بل حتى على رجال النقابة أنفسهم.

ديكار: – تقصد أننا، نحن السادة، يجب أن نتدخل؟ لأن الأمر قد يكون فوق قدرات الفرق العادية؟

كيساموا: – بصراحة، لم أقصد أن يتدخل السادة مباشرة... لكن المهمة هذه تتطلب مقاتلين من الرتبة B إلى A على الأقل. أما سادة النخبة... ففي حال تفاقم الوضع فقط.

ديكار: – معك حق... لكنني لن أترك الأمور تتفاقم، سأتدخل بنفسي.

كيساموا بابتسامة حماسية: – كعادتك تمامًا! إذًا... دعني أرافقك، ما رأيك؟

ديكار (بثقة): – موافق... لكن علينا أن نتحرك بسرعة.

الصفحة 8

ومع مرور الوقت، ننتقل إلى بطلنا زوكزوكا، الذي كان في المدرسة.

كانت الساعة تشير إلى 11:30، والأطفال يلعبون ويمرحون في ساحة المدرسة، يستعرضون قدراتهم ويتباهون بها. لكن زوكزوكا، على عكسهم، كان جالسًا في زاوية، مستندًا إلى ظل شجرة، لا يتحرك.

كان يحتضن ركبتيه، ويضع يده فوقهما، ثم يسند رأسه على يديه، غارقًا في الذكريات، متذكرًا بداية يومه الدراسي.

في ذلك الصباح، عند دخوله للمدرسة، استقبله الجميع بنظرات خشنة وسخرية، تجاهلوه تمامًا وتجنبوه كأنه غير موجود.

لكن... في أعماق قلبه، ترددت كلمات والدته التي منحته العزيمة. قال في نفسه بإصرار: "بلا شك، سأجد أصدقاء... لن أيأس أبدًا. فأنا زوكزوكا من عائلة إداري!"

دخل زوكزوكا فصله، فوجد الجميع يتجاهله، بل حتى من كان بجانبه وضع حقيبته على المقعد ليمنعه من الجلوس بقربه.

لكن زوكزوكا لم يستسلم، لمح مقعدًا شاغرًا في الخلف، فتوجه إليه وجلس وحيدًا.

بعد لحظات، دخلت المعلمة وقالت بصوت لطيف: – مرحبًا بكم جميعًا!

وردّ التلاميذ بصوت واحد: – مرحبًا بكِ يا معلمتنا!

ثم ابتسمت المعلمة وقالت: – أول شيء سنفعله اليوم هو أن نتعرف على بعضنا البعض... هل أنتم مستعدون...

الصفحة 9

كان التلاميذ في غاية الفرح، وكل واحد منهم كان ينهض حسب ترتيبه في الصف ليقدم نفسه، يعرّف باسمه، قدراته، ونوع السحر الذي يتحكم فيه، بل وحتى ما علمه إياه والديه.

أما زوكزوكا، فكان مرتبكًا، متوترًا، لا يعرف كيف يتصرف، وكأنه لا ينتمي لهذا العالم. شخص وحيد... بلا قوة... بلا "سحر رينجكا". وعندما وصل دوره، شعر بالخوف والضياع، كأن الأرض ضاقت به.

طلبت المعلمة منه الوقوف والتقدم ليُعرّف عن نفسه بجانبها. نهض زوكزوكا بعدما جمع كل شجاعته، ونظر إلى زملائه الذين كانوا يرمقونه بنظرات غريبة، باردة، غير مبالية.

زوكزوكا قال بثبات: – اسمي زوكزوكا إداري، أبلغ من العمر ثماني سنوات، وليس لدي أي قدرات. لكن أبي قال لي: "حتى ولو لم تكن تملك قوة، يمكنك أن تصنع فرقًا في هذا العالم، أن تصبح شخصًا يعرفه الجميع ويعترفون به".

ساد الصمت في الفصل، ثم كسره تلميذ يُدعى برونو بسخرية: – ماذا؟ والدك قال لك هذا؟ بلا شك أزعجته لدرجة أنه حاول مواساتك بالكذب! في هذا العالم، الرتب والقوة هي كل شيء، كل فئة لها معلم حسب مستواها، أليس كذلك يا معلمتي؟

ظنّ زوكزوكا أن المعلمة ستقف إلى جانبه... ستدافع عنه باعتبارها بالغة راشدة. لكنه تلقى صدمة جديدة، حين قالت المعلمة، محطمًة آماله:

– نعم، برونو معه حق... الأشخاص الذين لا تنتمي عائلاتهم لسلالات تمتلك "سحر رينجكا" هم عامة. بينما نحن من العائلات القوية، نُدرّس من قبل أساتذة يمتلكون نفس السحر. القوة هي كل شيء... حتى أنا، مع أني من رتبة F، لدي مكانتي بسبب امتلاكي لقوة. أما أنت... فأنت سيعدك المجتمع نكرة وذلك لأن والديك يملكون قدرات وطاقة سحر رينجكا "نكرة" في هذا العالم.

تردد صدى الكلمة في رأس زوكزوكا... "نكرة"...

كأنها سكين في قلبه، نظره انكسر، وعمق حزنه و كرهة كل شيء حوله. شعر كأنه يريد فقط أن يختفي من هذا العالم

الصفحة 10

بعد انتهاء اليوم الدراسي، خرج زوكزوكا من المدرسة حيث كانت والدته نويل تنتظره، لكنه لم ينطق بكلمة. حاولت أن تبادره بالكلام، لكنه بقي صامتاً طيلة الطريق، وصمتها زاد من ألم قلبها.

عندما وصلا إلى المنزل، رمى زوكزوكا محفظته أرضًا وصعد مسرعًا إلى غرفته. لحقته نويل، لكنه أغلق الباب في وجهها.

قالت له من خلف الباب بصوت حنون: "عزيزي... صغيري، افتح الباب وكلم أمك."

لكنه لم يجب. طرقت الباب مرة أخرى وقالت برجاء: "أرجوك، ردّ علي... لا تقلقني."

وهنا، انفجر زوكزوكا بغضب مكبوت: "أزعجتني! غادري! لا تطرقي بابي مجددًا!"

تألمت نويل من كلماته، وبدأت تبكي وهي تتوسل له: "أرجوك يا صغيري، افتح الباب... أمك فقط تريد الاطمئنان عليك."

اقترب زوكزوكا من الباب وهمس بصوت مكسور: "سامحيني... لأني صرخت في وجهك. يمكنك فتح الباب يا أمي... استخدمي قوتك."

ردت نويل بحزن: "لا بأس... سافتحه."

وبتعويذة بسيطة، فتحت الباب ودخلت، فرأته ينظر نحوها بعيون حزينة.

سألته برقة: "لماذا لم تفتحه لي بنفسك؟"

قال وهو يخفض نظره: "لأنني... نكرة."

تجمدت نويل لوهلة ثم سألته بهدوء: "ومن قال هذا؟"

أجابها: "معلمتي... قالت إن من لا يملك طاقة سحر رينجكا وعائلته تملكها، فهو نكرة... وضحك الجميع."

انفجر زوكزوكا بالبكاء، فأسرعت نويل إليه وضمته بحنان بالغ، وقالت وهي تمسح دموعه:

"أنت لست نكرة يا صغيري... أنت ابني، وهذا يكفي."

بقيت معه حتى غفا بين ذراعيها.

بعد قليل، صعد ناراكوا وجينوا ووجدا أمهما في غرفة زوكزوكا.

سألها ناراكوا: "مابه يا أمي؟ هل هو بخير؟"

أشارت إليهما بالخروج وقالت: "تعالا... سأخبركما في الخارج."

تركوا زوكزوكا نائمًا، لكنه بدأ يرى حلمًا غريبًا... صوت غامض يهمس له: "تعال إلي... احصل على القوة... اجعل العالم يختفي... كن الأفضل، الأول، الأعظم..."

يتبع...

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon