---

عنوان الرواية: "بين الغيرة والظلوع"

في مدينة مضاءة بأضواء النيون، حيث تتشابك العلاقات المعقدة مثل خيوط القدر، كان هناك شاب يدعى ريكي. لم يكن رجلاً سهلاً؛ كان متملكًا، غيورًا إلى حد الجنون، وعيناه لا تحتملان رؤية سونو، تلك الفتاة اللطيفة ذات القلب النقي، مع أي شخص آخر.

سونو، بطبيعتها الرقيقة والمسالمة، لم تفهم يومًا لمَ كان ريكي ينظر إليها بتلك النظرات المليئة بالتملك. كانت تظنه مجرد صديق، لكنه لم يكن يرى الأمور بهذه الطريقة أبدًا. كل شخص يقترب منها كان بمثابة تهديد بالنسبة له.

"أنتِ لي، أتفهمين ذلك؟" قالها ريكي ذات ليلة، وهو يقترب منها بخطوات ثابتة، عينيه تحترقان بشيء أشبه بالغضب المختلط بالرغبة.

سونو، ببراءتها المعتادة، ضحكت بخفة وقالت: "ماذا تعني بذلك، ريكي؟"

لكنها لم تدرك أن ريكي كان يعني كل حرف قاله. بالنسبة له، لم يكن هناك مجال للعبث.

.....

في الأيام التالية، لاحظت سونو أن ريكي أصبح أكثر تحكمًا بها. لم يكن يسمح لها بالخروج مع أصدقائها كثيرًا، وكان يرسل لها الرسائل باستمرار ليسألها عن مكانها ومع من تكون.

في أحد الأيام، بينما كانت سونو جالسة في المقهى مع صديقتها، ظهر ريكي فجأة وجلس بجانبها دون دعوة، نظراته الثاقبة تراقب كل تحركاتها.

"لمَ لم تخبريني أنكِ ستخرجين؟" قال بصوت هادئ لكنه يحمل نبرة تملك.

نظرت إليه سونو باستغراب، ثم ابتسمت بلطف، "لأنني مع صديقتي، وليس هناك شيء يستدعي إخبارك."

لكن ريكي لم يكن مقتنعًا، نظر إلى صديقتها نظرة جعلتها تشعر بعدم الارتياح، ثم أمسك بيد سونو وسحبها بعيدًا عن الطاولة.

"ريكي! ماذا تفعل؟" هتفت بدهشة وهي تحاول التملص من قبضته، لكنه كان أقوى منها بكثير.

"أنا فقط أذكّركِ بأنكِ لي وحدي، لا يعجبني أن تكوني مع أي أحد غيري."

شعرت سونو برجفة خفيفة تسري في جسدها. لم تكن تعرف ما إذا كان عليها أن تخاف أم أن تشعر بشيء آخر… شيء لم تستطع تفسيره.

في الليالي التالية، بدأ ريكي يزداد غرابة. كان يظهر فجأة في الأماكن التي تذهب إليها، يراقبها من بعيد، ثم يقترب ويهمس لها بكلمات تجعلها تشعر بالارتباك.

"سونو، عندما تبتسمين لشخص آخر، أشعر برغبة في تحطيم كل شيء من حولي."

كانت تضحك بخجل، لكنها في أعماقها بدأت تدرك أن ريكي ليس مجرد شخص غيور… بل كان شخصًا يمتلكها بروحه وجسده، ولا ينوي السماح لها بالابتعاد عنه.

في إحدى الليالي، بينما كانت تمشي وحدها في الشارع، شعرت بشخص يسير خلفها. تسارعت خطواتها، لكن قبل أن تتمكن من الالتفات، شعرت بيد قوية تمسك بمعصمها.

"إلى أين تذهبين في هذا الوقت؟" جاء صوته العميق بجانب أذنها.

التفتت لتجده أمامها، عينيه الداكنتين تلمعان تحت أضواء الشارع الخافتة.

"ريكي… أنت تخيفني." همست بصوت مرتجف.

اقترب أكثر، حتى شعرت بأنفاسه الدافئة تلامس بشرتها، ثم ابتسم ابتسامة جانبية وقال: "لا تخافي، أنتِ لي فقط… ولن أسمح لأحد بأخذكِ مني."

لكن السؤال هو… هل كان هذا الحب الذي كانت تبحث عنه؟ أم أنه شيء آخر تمامًا؟

مرت الأيام، وسونو بدأت تشعر بأنها تتلاشى تدريجياً داخل هذا العالم الذي فرضه عليها ريكي. كان يتصرف وكأنها ملك له، يراقبها من بعيد، يحدد لها أوقات الخروج، وأحيانًا يغلق هاتفها المحمول عندما يكون غاضبًا.

كانت في البداية تخشى من فقدانه، فهي لم تعرف يومًا الحب بهذه الطريقة الغريبة، الحب الذي يُشعرها بأنها محاصرة، لكنها أيضًا كانت تشعر بشيء ما يجذبها إليه. تلك الغيرة التي كانت تنبعث من عينيه، لم تكن مجرد مشاعر حب، بل كانت غريزة تملك، تدفعه لفرض سيطرته عليها.

في أحد الأيام، جاء ريكي ليطلب منها مقابلة خاصة في مكان هادئ، بعيدًا عن أعين الناس. وصل إليها وهو يبدو أكثر هدوءًا من المعتاد، لكن عيناه كانت تحملان نبرة قلق واضحة.

"سونو، يجب أن أتحدث معكِ بخصوص شيء مهم." قال وهو يراقب رد فعلها بعناية.

أشاحت بوجهها بعيدًا، لأن قلبها كان مليئًا بالقلق. لم تكن تعرف إذا كان هذا الحديث سيحمل معها أخبارًا جيدة أم سيزيد من تعقيد الأمور.

"ماذا هناك؟" سألت بصوت هادئ، لكن كانت نبرة قلبها مشدودة.

"أنا… أنا لا أستطيع أن أراكِ تبتسمين مع أحد غيري، لا أستطيع أن أرى أي شخص آخر يلمسكِ، حتى لو كان فقط صديقًا." قال، وعيناه تشبعت بالغيرة والقلق.

"لكن ريكي، أنا لا أفهم. أنا فقط أعيش حياتي مثل أي شخص آخر. لماذا كل هذه الغيرة؟"

وقف ريكي أمامها، تنفس بعمق، ثم قال بصوت متهدج: "لأنني أخاف أن أفقدكِ، سونو. أخاف أن يأتي شخص آخر ويأخذكِ مني، ولا أستطيع تحمله."

كان صوته يحمل ألمًا حقيقيًا، وعينيه مليئتين بالانكسار. كانت هذه اللحظة التي أدركت فيها سونو أن ريكي لا يملك القوة التي يظهرها دائمًا. كان يخشى فقدانها بشكل لا يستطيع تحمله.

"لكن، ريكي، أنا لست ملكك، ولا يمكنك أن تملك شخصًا بهذه الطريقة." قالت سونو، شعورها بالألم كان واضحًا في كلماتها.

ابتعد ريكي خطوة إلى الوراء، وأغلق عينيه وكأن الكلمات التي قالتها أصابته في قلبه. "أنا أعلم ذلك. لكن هذا لا يعني أنني سأقبل بأي شخص آخر في حياتك."

سكتت سونو للحظة، ثم قالت بصوت متردد: "ربما يجب أن نفكر في هذا... في علاقتنا. هل يمكن أن يكون الحب هكذا؟ هل يمكن أن يكون التملك جزءًا منه؟"

لم يجيب ريكي على السؤال مباشرة، بل اقترب منها ببطء وأمسك بيدها، وكأن تلك اللمسة وحدها قد تجلب له الراحة. "لا أريد أن أخسر معك، سونو. لا أستطيع العيش بدونك."

كان هذا الاعتراف أقوى من أي كلمات أخرى. شعرت سونو بأن قلبها يتمزق بين مشاعرها تجاهه ورغبتها في الاستقلال عن هذا التملك.

هل ستكون سونو قادرة على كسر قيود هذه العلاقة؟ أم ستظل أسيرة حب ريكي المتملك؟

---

يتبعع،،،،،،،،،،،