صوت ركض سريع يتباطئ ...وبكاء يتزايد وشهقات ترتفع بين سواد الليل تحت ضوء القمر ...في شوارع فارغة...
تجري بسرعة باكية وشعرها الاحمر يتطاير بفعل الرياح ....وهاهي ذا السماء تسطف باكية الى جانبها بحبات مطر صافية ....
"مالذي فعلته في حياتي اللعنة ..لماذا يريدون تزويجي منه ....
" أنه يطرقُ البابَ دونَ إذن،يدخلُ القلبَ دونَ وعد...انه الالم ...."
فجأة..شعرتْ بقبضة قوية على معصمها ..
"لماذا تهربين من المنزل ...."
"انا اهرب من قدري الملعون يا ابي "
...
صوت صفعة ...تليها اخرى ..
"ستتقبلين الزواج منه ...انها حياتك الجديدة....و اششششش دون بكاء ...لنعد للمنزل ...غدا سنذهب للندن ..لنقيم زفافك بعد غد ...
تجهم وجهها ...
"ماذا بهذه السرعة ابي ارجوك لا ارجوك "
"بدون كلمة" ختم حديثم الصغير واعادها للمنزل ....
...----------------...
"وصلنا للندن ".
.قال أبي ناظرا لي نظرة حادة ..."إياك أن تهربي من الزفاف"
"ليس عدلا أن أتزوج غصبا "
ناظرني والدي بغضب
"لا تبدأي من جديد في نباحك يا فتاة "
"
......وقفت أمام المرآة بوجه بارد كئيب..وعيناي تحدقان في الفتاة التي ترتدي الفستان الأبيض .،لم أكن أراها ... أنا كنت أرى غريبة ترتجف داخل قماش الحرير الذي إختارته أمي بعناية ...كانت كل التفاصيل مثالية...حتى الفستان مطرز بخيوط فضية....
لكن...
خلف كل هذا الجمال كان هناك روح منهكة ...ذاهبة لسجن بلا قضبان ...مجبرة على الزواج ...
دخلت أمي للغرفة .ولمحت الدموع التي بلكاد أسيطر عليها
"أبي اكرهه ...لما يجبرني على شيء لا أطيقه"
إقتربت مني أكثر... وضعت يديها على كتفي لتفرق شفتاها بهمس .."كاترين ...يكفي هذا قدرك .عليك تقبله "
نبرتي أصبحت غاضبة ..
"قدري هاه؟ أي قدر هذا يجبر فتاة في السابعة عشر على تسليم نفسها لرجل لا تريده؟ أي قدر يجبر القلب على نبض لا يعرفه ...؟"
لم أملك خيارا كان والدي قد قرر أن أكون زوجة لرجل لم أره سوى مرتين ...رجل يكبرني بعشر سنوات .....رجل لم أسمع عن لطفه بل عن صلابته وصرامته وساديته"ليام"
لم يكن فارس أحلام ....ولم يكن حتى كابوسا بل كان حكما مؤبدا
توالت الأحداث كأنني مجرد متفرجة في حياتي ..خرجت ويدي فيد أبي ...ثم سلمني له ...أصبحت ملكا لرجل لا أعرفه ..
الزفة...الضحكات....التصفيق...كل شيء صخبا بلا معنى ...أشعر أنني أنسحب نحو هاوية مجهولة ....
دخلت لقاعة الزفاف ..دون إبتسامة لأنني أعرف أنني سأعيش في سادية من الان وصاعدا ....وجهي يملأه تجاعيد الحزن
"كاترين وقت الزفاف لاتضيعي الفرصة "
كلمات أمي تتردد في أذني لكنني لم أستطع تصديقها ...
كيف يمكن أن يكون هذا مصيري ...
كنت أحلم بمستقبل مختلف ...دراسة وإستمتاع....لكن أمي وأبي قررا تزويجي من ذاك اللعين الذي لم أره سوى مرتيت ...ولماذا ؟.....لمصالحهما ..
أغمضت عيني انتظر تشارلز يقبلني ...إنها مراسم غبية...مقرفة...
.....في منتصف الزفاف لمحت ليام يراقبني بعيون جادة وشعره الداكن يعكس الضوء الخافت...
مر الزفاف بسلام واخيرا وصلنا لقصره ...كان كل شيء مجهز بعناية ودقة ...لكن مع ان كل شيء مثالي الا ان الجو بيننا بعيد...كان ليام يبتعد عني كأنني غير موجودة..فوقفت امامه بصمت ..ثم همس :
"اعلم انكي لا تريدين هذا الزواج "....
لم استطع الايجابة فورا ...كنت في صراع داخلي ..
"وانت هل اردت هذا"...قلتها بصوت متقطع ....
اجابني على حسب سؤالي"لم يكن لدي خيار ....والان لنناقش القواعد هنا ...."
"اولا....سنقوم بعقد انا اكتب شروطي وانتي شروطك..."
اومأت بلإيجاب كنت اظن انها خطة رائعة هاه شروطي ....
بعد دقيقتين انهيا جميعنا كتابة شروطنا بسرعة.....وعرضنا القوائم....
بدا ليام بقراءة شروطه:
1غرف منفصلة
2لاتتكلمي معي بدون سبب واضح
3لاتتدخلي في أي شيء افعله...او اي شيء ترينه داخل المنزل
شرعت في قراءة شروطي ؛
1لاتلمسني
2لاتمنعني من الدراسة
3لاتتحكم في لباسي ...
كلانا كان رافضا لشروط الاخر لكن لايوجد مفر إما نوافق ...او نضيع...
امضينا على الشروط ...وكل منا توجه لغرفته.....
بعد أن وقّعنا على الاتفاق، توجهت إلى غرفتي، أغلقت الباب خلفي وأخذت نفسًا عميقًا. كنت أشعر بالإرهاق، ليس بسبب حفل الزفاف، بل بسبب ما ينتظرني. هذا المنزل لم يكن منزلي، وهذا الرجل لم يكن زوجي، فقط غريب فرضه القدر عليّ.
ألقيت بجسدي على السرير الكبير، لكن راحتي لم تدم طويلًا. كانت الغرفة فخمة، بديكورات أنيقة، لكنها باردة وخالية من أي لمسة تدل على حياة. لا صور، لا ذكريات، فقط جدران صامتة وسرير يبدو وكأنه لم يُستخدم من قبل.
بينما كنت أتأمل السقف، سمعت طرقًا على الباب، لم يكن خفيفًا ولا مهذبًا، بل صارمًا. جلست بسرعة، وقبل أن أستطيع حتى الرد، فُتح الباب ووقف ليام عند العتبة.
كان يرتدي قميصًا أبيض بأزرار مفتوحة عند العنق، وسروالًا رسميًا، لكن رغم مظهره الأنيق، كانت نظراته أكثر برودًا من الجليد.
"هناك قواعد أخرى يجب أن تعرفيها." قال بصوت خالٍ من أي مشاعر.
عقدت ذراعيّ ورفعت حاجبي بسخرية. "أليس لدينا ما يكفي من القواعد؟"
ضيّق عينيه قليلاً، وكأن ردي أزعجه، لكنه لم يُظهر أي انفعال. دخل إلى الغرفة دون دعوة، مشى ببطء حتى أصبح أمام النافذة، ثم استدار ليواجهني.
"أولاً، لا تقتربي من غرفتي تحت أي ظرف. ثانيًا، لا تتحدثي معي إلا إذا كان ذلك ضروريًا. ثالثًا، لا تلمسي أي شيء يخصني."
ضحكت بسخرية. "هل هناك رابعًا؟ ربما ممنوع التنفس أيضًا؟"
تقدمت خطوة للأمام وأنا أحدق فيه بتحدٍّ، لكن نظرته بقيت باردة، لا غضب، لا اهتمام، مجرد ازدراء.
"لا يهمني ما تفعلينه، طالما أنك لا تتدخلين في حياتي." قال ذلك ببرود، ثم استدار ليغادر.
لكنني لم أستطع أن أبقى صامتة.
"حسنًا، أليس من المفترض أن نتصرف كزوجين على الأقل أمام الناس؟"
توقف عند الباب، التفت إليّ بنظرة ساخرة. "لا أحد يهتم حقًا، هذا زواج مصالح، وليس قصة حب مراهقة."
شعرت بإهانة في كلماته، لكنني رفضت أن أظهر ضعفي أمامه. "أنت تكرهني، أليس كذلك؟"
ابتسم ببرود، لكن عينيه لم تضحكا أبدًا. "أنا لا أكرهك، كاترين، أنا فقط لا أبالي بك."
ثم خرج، مغلقًا الباب خلفه بقوة، وكأنه يريد التأكيد على أنني غير مرحب بي في عالمه.
---
مرّ أسبوع على زواجنا، لكنه كان أشبه بسجن بلا قضبان.
لم نتحدث سوى عند الضرورة، وكان ليام يتجنبني وكأنني مجرد قطعة أثاث زائدة في المنزل. كان يغيب طوال اليوم، وأحيانًا لا يعود إلا في وقت متأخر من الليل. لم أكن أعرف أين يذهب، ولم أكن أملك الجرأة على السؤال، فهو لم يفتح لي أي مجال لذلك.
أما في المنزل، فكان يتعامل معي كما لو كنت هواءً. لا كلمة، لا نظرة، لا حتى اهتمام بوجودي. عندما نتقابل بالصدفة، كان يمر بجانبي دون أن يلقي عليّ حتى نظرة خاطفة.
لكن الأسوأ من ذلك هو الصمت.
لم أكن أتوقع منه أن يكون لطيفًا، لكنني لم أتوقع أيضًا أن يعاملني كأنني غير موجودة.
في إحدى الليالي، وبينما كنت أتناول العشاء وحدي في غرفة الطعام، دخل ليام، متأخرًا كالعادة. تجاهلني تمامًا وتوجه نحو المطبخ ليصب لنفسه كوبًا من القهوة.
شعرت بالغضب يتصاعد في داخلي. "أنت تعلم أننا نعيش في نفس المنزل، صحيح؟"
لم يرد. وكأنني لم أتكلم حتى.
شدّدت قبضتي على الشوكة، ثم رميتها على الطاولة بقوة. "هل ستظل تتجاهلني إلى متى؟!"
أخيرًا، رفع عينيه ونظر إليّ، لكن نظرته لم تحمل أي مشاعر. "ألا يعجبك الوضع؟ توقعت أن يكون هذا ما تريدينه أيضًا."
"أنا لم أطلب أن أتزوج بهذه الطريقة! على الأقل حاول أن تكون محترمًا!"
ضحك، لكنها كانت ضحكة ساخرة باردة. "محترم؟ أنتِ تتحدثين عن الاحترام بعد أن وافقتِ على هذا الزواج لمجرد أن والديكِ أرادا ذلك؟"
تجمدت مكاني. كلماته أصابتني بقوة، لكنه لم يمنحني فرصة للرد.
"لستِ الضحية هنا، كاترين. نحن الاثنان عالقان في هذا الوضع، لذا لا تتوقعي مني أن أكون الزوج الذي تحلمين به."
تقدم بخطوات واثقة محسوبة.....
ذلك الرجل... لا يكرهني فقط، بل يحتقرني أيضًا.
لما انا بهذا الضعف امامه....
كان يرتدي قميصًا أسود، أكمامه مطوية حتى مرفقيه، وعيناه مليئتان بالغضب المكتوم. تجاهلني في البداية، توجه نحو البار الصغير وسكب لنفسه كوبًا من الويسكي. شرب القليل، ثم استدار ليحدق بي.
"ماذا الآن؟" قلت ببرود، وأنا أعيد عيني إلى الكتاب.
تقدم نحوي بخطوات ثابتة، لم يرفع صوته، لكن شيئًا في هدوئه كان أكثر تهديدًا من أي صراخ.
"قلت لكِ من قبل، لا تلعبي معي، كاترين."
ابتسمت بسخرية، أغلقت الكتاب ببطء ووضعت قدميّ على الأرض، ثم نظرت إليه مباشرة. "وأنا قلت لك من قبل، لا تملي عليّ الأوامر."
لم أكن أتوقع ردة فعله السريعة. في لحظة، كان واقفًا أمامي، رفع ذقني بأصابعه بقوة جعلتني أرتجف رغمًا عني.
"أنا من يتحكم هنا، لستِ من تملي عليّ الأوامر، لن تأتي فتاة مراهقة وتتصرف وكأنها تستطيع تحديني."
شعرت بالغضب يتصاعد داخلي. دفعته بيدي، لكنه لم يتحرك. قبضته على ذقني ازدادت قوة، ثم فجأة، دفعني للحائط بقوة، جعلت أنفاسي تنقطع لثوانٍ.
حاولت أن أتحرر من قبضته، لكن بلا فائدة. أمسك بشعري بقوة، أصابعه تغلغلت بين خصلاتي، رأسه قريب جدًا مني، لدرجة أنني شعرت بأنفاسه الساخنة على وجهي.
"لا تزعجيني،" قال بصوت منخفض لكنه محمل بالتهديد، "أنا لن أربيك من جديد، ليس لدي الوقت لتربية الأطفال. إلى غرفتك، لتدرسي."
شعرت بحرارة الغضب تحرق وجهي. حدقت في عينيه مباشرة، ثم ضحكت... ضحكت بصوت عالٍ، رغم الألم الذي كان ينبض في فروة رأسي.
"أتظن أنك والدي لتملِ عليّ الأوامر؟ وكيف أدرس، هاه؟ هاهاها..."
شد قبضته على شعري، جعل رأسي يميل للخلف بقوة، وكأنه يريد أن يرغمني على الخضوع.
"كاترين، هل تريدين الموت؟"
نبرته كانت خطيرة، لكنها لم تخيفني... بل أثارت شيئًا داخلي، شيئًا يشبه التحدي.
نظرت إليه، رغم الألم، رغم التهديد الذي يملأ عينيه. "على الأقل سيكون الموت أكثر عدلًا من هذه الحياة التي فرضتَها عليّ."
للحظة، ظننت أنه سيضربني، لكن بدلاً من ذلك، ترك شعري فجأة، ابتعد عني ببطء، وكأنه يحاول تهدئة نفسه.
مرر يده في شعره، تنفس بعمق، ثم نظر إليّ بنظرة باردة، فارغة من أي مشاعر.
"لا تكرري هذا أبدًا،" قال بهدوء خطير، ثم استدار وخرج من الغرفة، تاركًا إياي وحدي، يدي ترتجفان، وأفكاري تتداخل في فوضى لم أكن أعرف كيف أرتبها.
لقد فهمت شيئًا واحدًا فقط في تلك الليلة... ليام ليس فقط رجلاً متحكمًا، إنه رجل اعتاد أن يحصل على كل ما يريد،
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon