NovelToon NovelToon

Our Child From The Future_shadows Of The Future

الفصل الأول

الفصل الأول: الاصطدام بالمجهول

تألقت أنوار المدينة في الليل، تعكس ألوانها على زجاج السيارات اللامع. كان الهواء باردًا لكنه منعش، وشارع الأعمال الفاخر ينبض بالحياة مع حركة الناس والسيارات الفارهة.

في وسط هذه الأجواء، جلست كارلا خلف مقود سيارتها، أصابعها تنقر على عجلة القيادة بتوتر خفيف. كانت ليلة طويلة، ولم تشعر برغبة في العودة إلى المنزل بعد. غدًا سيكون يومها الأول في مدرستها الجديدة، وهو قرار أقنعت والديها به بعد إصرار طويل. أرادت أن تبدأ من جديد، أن تخوض تجربة مختلفة بعيدًا عن الصورة المثالية التي يفرضها والداها عليها.

ارتدت نظارتها الشمسية على عينيها رغم الظلام، ثم ضغطت على دواسة الوقود. ارتفع صوت محرك السيارة الرياضي، وانطلقت بسرعة في الشارع شبه الفارغ.

على بعد عدة كيلومترات، كان جوني يقود سيارته بسرعة مماثلة. على الرغم من أنه بدا متهورًا، إلا أن يديه كانت ثابتتين على عجلة القيادة، وعيناه مركزتان على الطريق أمامه. كان يقود بدون وجهة محددة، فقط يحاول الهروب من أفكاره.

جوني جونيور مونتغمري، الوريث الوحيد لعائلة مونتغمري الثرية، والشاب الذي يخشاه الجميع في المدرسة، ليس بسبب العنف أو القوة، بل بسبب النفوذ الذي يتمتع به. لم يكن يطلب شيئًا، لكنه كان يحصل دائمًا على كل شيء. ومع ذلك، هذه الليلة لم يكن يشعر بأنه يملك أي شيء على الإطلاق.

ضغط على دواسة الوقود أكثر، في اللحظة نفسها التي دخلت فيها كارلا إلى تقاطع الشارع بسرعة مماثلة.

اصطدامٌ عنيف!

دوى صوت المعدن المحطم في المكان، وتناثرت قطع الزجاج على الإسفلت. توقف الزمن للحظات. توقفت السيارتان بعد أن انزلقتا على الطريق، وتصاعد الدخان من مقدمة كل منهما.

خرج جوني من سيارته أولًا، وقبل أن يفحص الأضرار، رأى الفتاة التي خرجت من السيارة الأخرى.

كانت كارلا غاضبة، عيناها الزرقاوان تتوهجان بانفعال، وشعرها الأشقر، رغم فوضويته، لا يزال يعكس أناقتها المعتادة.

– “أنتِ مجنونة؟! كدتِ تقتلينني!” صرخ وهو يقترب منها.

رفعت حاجبها بسخرية، ونفضت الغبار عن سترتها قبل أن ترد بنفس الحدة:

– “وهل أبدو لكِ كمن كان مخطئًا؟ أنت الذي ظهرت أمامي فجأة! تعلم كيف تقود، أيها المتعجرف!”

اشتعلت شرارة تحدٍّ بينهما، لكن فجأة، انقطع توترهما بصوت صغير خافت…

“أمي… أبي؟”

تجمد كل شيء. تلاشى صوتهما، ولم يبقَ سوى وقع هذه الكلمات التي زلزلت كيانهما.

كارلا أدارت رأسها ببطء، وعيناها تتسعان من الصدمة. جوني توقف عن التنفس لثوانٍ، وهو يحدق في مصدر الصوت.

هناك، بين السيارتين المحطمتين، وقف طفل صغير لم يتجاوز الثالثة من عمره. شعره كان مزيجًا غريبًا بين اللونين الأشقر والأحمر، وعيناه كانتا مزيجًا واضحًا بين الأزرق الفاتح والأخضر العميق.

طفل يحمل ملامحهما معًا.

ارتعشت كارلا وهي تخطو للخلف، بينما استند جوني إلى سيارته، عاجزًا عن استيعاب ما يراه.

لكن الصدمة الحقيقية جاءت عندما تحدث الطفل مرة أخرى، بنبرة بريئة لكنها تحمل يقينًا غريبًا:

“أنا ابنكما… من المستقبل.”

توقف الزمن مرة أخرى. لم تعد ضوضاء الشارع تُسمع، لم يعد صوت الهواء يُشعر به. فقط العيون الثلاثة المتفاجئة، والنظرات المتبادلة بينهما.

كارلا شعرت فجأة بأن رأسها يدور، وأن قدميها أصبحتا ثقيلتين، وكأنها تقف على أرض غير ثابتة.

– “مـ… ماذا؟” تمتمت بصوت بالكاد يُسمع.

لكن لم يكن هناك وقت للتفكير. قبل أن تستوعب الأمر، انهارت وسقطت فاقدة الوعي، وسط نظرات الطفل الحائرة وصدمة جوني التي لم يعرف كيف يتعامل معها.

( يتبع )

الفصل التالي ش

الفصل الثاني والثالث

الفصل الثاني: بين الصدمة والواقع

كان كل شيء ضبابيًا عندما فتحت كارلا عينيها ببطء. شعرت بثقل في رأسها، وكأن عقلها يرفض تصديق ما حدث قبل لحظات. أين هي؟ هل كانت تحلم؟

لكن عندما حدقت في السقف الأبيض، وسمعت صوتًا مألوفًا يتذمر بجانبها، أدركت أن ما حدث لم يكن حلمًا.

“رائع… فتاة مدللة تتسبب في حادث ثم تفقد الوعي؟ هذا آخر ما كنت بحاجة إليه الليلة.”

جاء الصوت من المقعد المجاور، حيث جلس جوني، ذراعيه متشابكتان، وعيناه الخضراوان تحملان مزيجًا من الانزعاج والارتباك.

نهضت كارلا بسرعة وهي تتذكر… الحادث… الصدام… والطفل.

الطفل!

نظرت حولها بذعر، لكن لم يكن هناك أحد غيرهما في الغرفة الصغيرة. بدا أنها غرفة خاصة داخل مستشفى أو عيادة فاخرة.

“أين هو؟!” سألت بصوت متوتر، وهي تحاول النهوض رغم الدوخة التي اجتاحتها.

“إذا كنتِ تقصدين الطفل الغريب الذي ظهر من العدم وادعى أنه ابننا، فهو في الغرفة المجاورة. الأطباء يعتقدون أنه تائه، لكنه لم يتوقف عن مناداتنا ‘أمي وأبي’.”

ارتعش جسدها للحظة، ونظرت إليه بصدمة، وكأنها تنتظر منه تفسيرًا أكثر من مجرد كلمات ساخرة.

جوني كان يبدو هادئًا، لكن خلف هذا الهدوء كان يحاول يائسًا استيعاب الأمر. طفل صغير… يشبههما… يدّعي أنه ابنهما من المستقبل؟

“هل… هل هذا ممكن؟” تمتمت كارلا، أكثر مخاطبةً نفسها من مخاطبته.

جوني مرر يده في شعره، متنهداً بعمق. “من بين كل الأشياء التي توقعت حدوثها الليلة، لم يكن هذا أحدها.”

وقبل أن يتمكن أي منهما من التفكير أكثر، فتح الباب ببطء، ودخل الطفل.

بملامحه البريئة وعيناه الكبيرتان، كان يبدو وكأنه خارج من قصة خيالية، لكن الحقيقة كانت أكثر غرابة من أي خيال.

ابتسم إيفان بخجل، وكأنه لم يلاحظ التوتر الذي يملأ الغرفة، ثم رفع يديه الصغيرتين بحماس وقال ببراءة:

“وأخيراً استيقظتما! لدينا الكثير لنتحدث عنه، أمي، أبي!”

مرة أخرى، ساد الصمت، لكن هذه المرة لم يكن هناك مجال للهرب.

لقد بدأ كل شيء الآن.

(يتبع…)

———

الفصل الثالث: حقيقة لا يمكن إنكارها

سرت قشعريرة باردة في جسد كارلا وهي تنظر إلى الطفل الصغير الذي وقف أمامها، يبتسم ببراءة وكأنه لم يفجّر قنبلة قبل لحظات. لم تكن قادرة على النطق، بينما عقلها يصرخ بأسئلة لا نهائية.

أما جوني، فرغم مظهره الهادئ، كان يشعر وكأن الهواء أصبح ثقيلاً حوله. لم يكن يعرف ما إذا كان يجب أن ينفجر ضحكًا على سخافة الموقف أم يصرخ بوجه هذا الطفل الذي زلزل عالمه في لحظة.

لكن إيفان لم يكن ينتظر منهما أي رد فعل. اقترب بخطوات صغيرة حتى وقف أمام السرير حيث جلست كارلا، ثم رفع يديه نحوها بإلحاح:

“أريد حضناً، ماما!”

كارلا شهقت، وكأن الكلمة صفعتها بقوة. نظرت إلى جوني الذي كان يحدق في الطفل بصدمة مماثلة، ثم عادت بنظرها إلى المخلوق الصغير الذي يتصرف وكأنه يعرفها منذ سنوات.

“مـ… ماذا قلت؟” تمتمت بصوت ضعيف، بالكاد تصدق ما سمعته.

إيفان أمال رأسه ببراءة، وكأن سؤالها غريب بالنسبة له. “قلت إنني أريد حضناً، ماما! أنتِ تفعلين هذا دائمًا عندما أكون خائفًا!”

“أنا؟!” شهقت مجددًا، مشيرة إلى نفسها، وكأنها تتأكد أنه يتحدث عنها وليس عن شخص آخر.

“نعم!” أومأ إيفان بحماس، ثم استدار نحو جوني وابتسم: “وأنتَ أيضاً، أبي، تحتضنني عندما أكون حزينًا… رغم أنك تتظاهر بأنك لا تحب ذلك.”

جوني، الذي كان حتى الآن يحاول الحفاظ على هدوئه، شعر أخيرًا أن صبره بدأ ينفد. نهض من كرسيه بسرعة، واضعًا يديه على خصره، ثم حدق في الطفل الصغير الذي يحدق به بعينين فضوليتين.

“اسمع أيها الصغير، أنا لا أعرف من أنت أو من أين أتيت، لكن دعنا نوضح شيئًا واحدًا—أنا لست والدك، وهي ليست والدتك! هذا غير ممكن، هل تفهم؟”

إيفان لم يتأثر بكلامه، بل أمال رأسه مجددًا بتفكير، ثم قال بجدية غير متوقعة:

“أعلم أنكما لا تصدقانني الآن، لكن هذا لا يغير الحقيقة.”

كارلا وضعت يديها على رأسها، تشعر وكأنها في كابوس غريب لا تستطيع الاستيقاظ منه. كيف يمكن أن يكون هذا حقيقيًا؟ طفل يشبههما بطريقة غير طبيعية… يناديهما بـ”أمي” و”أبي” وكأنه يعرفهما… بل يتحدث عن تصرفاتهما وكأنه عاش معهما لسنوات!

لا، هذا جنون…

لا بد أن هناك تفسيرًا منطقيًا لهذا.

حاولت أن تستجمع أفكارها، ثم نظرت إلى إيفان وقالت بصوت مهتز: “حسنًا… لنفترض للحظة أن ما تقوله صحيح. كيف وصلت إلى هنا؟ ولماذا… لماذا تبدو مثلنا؟”

إيفان ابتسم ابتسامة مشرقة، كما لو كان ينتظر هذا السؤال طوال الوقت. قفز بحماس وجلس على السرير بجانبها، ثم قال وكأنه يحكي قصة مشوقة:

“لقد جئت من المستقبل، من زمنكما بعد عدة سنوات. كان هناك حادث… شيء سيء كاد أن يحدث لكما، ولم أستطع الجلوس والمشاهدة، لذلك… قمتُ بالقفز عبر الزمن!”

كارلا لم تعرف كيف ترد. حادث؟ شيء سيء؟ قفز عبر الزمن؟ كل هذا كان أشبه بفيلم خيال علمي وليس حقيقة تحدث أمامها الآن.

لكن جوني لم يكن مقتنعًا بسهولة. ضحك بسخرية، ثم عبر ذراعيه وقال: “قفزت عبر الزمن؟ طفل عمره ثلاث سنوات يخترق الزمن فقط لإنقاذنا؟ حقًا؟”

إيفان لم يغضب، بل هز كتفيه وقال ببساطة: “لم أفعل ذلك وحدي… لقد ساعدني شخص ما.”

كارلا شعرت بأن عقلها بدأ ينهار. وضعت يدها على جبهتها وأغمضت عينيها للحظة، محاولة استيعاب ما تسمعه.

“من الذي ساعدك؟” سألت أخيرًا، رغم أنها لم تكن متأكدة مما إذا كانت مستعدة لسماع الإجابة.

إيفان ابتسم، وكأنه يحمل سرًا كبيرًا. “لا أستطيع إخباركما بعد… لكن عليكما أن تثقا بي!”

جوني كان على وشك الرد، لكن قبل أن يتمكن من ذلك، انفتح الباب فجأة، ودخل الطبيب ومعه إحدى الممرضات.

“أوه، استيقظتِ أخيرًا!” قال الطبيب بابتسامة. “لقد أغمي عليكِ بسبب الصدمة، لكن لا تقلقي، كل فحوصاتك طبيعية.”

كارلا ابتسمت ابتسامة متوترة، لكنها لم تقل شيئًا. الطبيب لم يكن يعلم أن الصدمة الحقيقية لم تكن بسبب الحادث… بل بسبب هذا الطفل الذي جلس بجانبها وكأنه ينتمي إلى حياتها.

“وماذا عن الطفل؟ هل عثرتم على عائلته؟” سأل جوني، محاولًا أن يبدو غير مكترث.

الممرضة تنهدت وقالت: “هذا هو الأمر الغريب… لا يوجد أي سجل له. لم يبلغ أحد عن طفل مفقود في المنطقة، وليس لدينا أي معلومات عن والديه. كل ما نعرفه أنه لا يريد الابتعاد عنكما، ويصرّ على أنكما والداه.”

كارلا شعرت بقلبها يتوقف للحظة، بينما نظر إليها جوني بحدة.

لم يكن لديهما مخرج.

هذا الطفل لم يكن ينوي المغادرة… وكان مصممًا على أن يبقى معهما.

وهكذا، بدأ كل شيء…

———

(يتبع…)

الفصل الرابع

الفصل الرابع: قرار لا رجعة فيه

ساد صمت ثقيل في الغرفة بعد كلمات الممرضة. كانت كارلا تشعر وكأن عقلها يحاول معالجة آلاف المعلومات في وقت واحد، لكنها لم تستطع التوصل إلى أي تفسير منطقي.

أما جوني، فكان يحدق في الممرضة وكأنه ينتظر منها أن تضيف شيئًا، أي شيء، قد يجعل الأمور أكثر وضوحًا. لكن لا شيء.

“لا يوجد أي سجل له؟” كرر بصوت منخفض، محاولًا التأكد من أنه لم يسمع خطأ.

الممرضة أومأت برأسها بجدية. “نعم، بحثنا في قاعدة البيانات ولم نجد أي تطابق. حتى الشرطة لم تتلقَ أي بلاغ عن طفل مفقود بهذه المواصفات. وكما قلتُ، إنه يرفض الابتعاد عنكما. كلما حاولنا إبعاده عن الغرفة، بدأ في البكاء والصراخ قائلاً إنكما والديه.”

كارلا ابتلعت ريقها بصعوبة. نظرت إلى الطفل الذي كان يجلس بهدوء على السرير، يتأملهم ببراءة وكأنه غير مدرك لحجم الفوضى التي تسبب فيها.

لكنها كانت ترى في عينيه وعيًا أعمق من عمره. كان ينظر إليها وإلى جوني وكأنه يعرف كل شيء عنهما… أكثر مما يعرفانه عن نفسيهما.

جوني زفر بحدة، ثم أدار وجهه ناحية النافذة، يحاول استيعاب الوضع. لم يكن يعرف كيف يتعامل مع الأطفال، وبالتأكيد لم يكن مستعدًا للتعامل مع طفل يدّعي أنه ابنه من المستقبل.

لكن قبل أن يتمكن أي منهما من قول شيء آخر، تحرك إيفان من مكانه، وقفز عن السرير الصغير الذي كان يجلس عليه. هرع نحو كارلا، ثم رفع يديه نحوها، يطلب منها أن تحمله.

كارلا ترددت للحظة. جزء منها أراد أن تتراجع، أن تبتعد عن كل هذا، لكن هناك شيء غريب في نظراته جعلها تشعر بضعف مفاجئ.

ببطء، مدّت يديها وحملته، لتجده يلف ذراعيه الصغيرتين حول عنقها ويضمها بقوة.

“اشتقت لكِ، ماما.”

شعرت بقلبها يتوقف للحظة.

كيف لطفل لم تره من قبل أن يقول هذا وكأنه يعرفها منذ سنوات؟ كيف يعانقها بهذه الطريقة وكأنها عالمه كله؟

رفعت عينيها ببطء لتنظر إلى جوني، الذي كان لا يزال واقفًا متصلبًا. عينيه الخضراوان كانتا تحملان خليطًا غريبًا من الصدمة، الإنكار… والخوف.

الممرضة ابتسمت بخفة، وكأن المشهد أمامها طبيعي تمامًا. “حسنًا، يبدو أنه لن يترككما بسهولة.”

ثم التفتت إلى الطبيب وقالت: “سأتصل بخدمات الرعاية الاجتماعية لنرى إن كان هناك أي حل لهذا الوضع.”

لكن قبل أن تتمكن من الخروج، أمسك إيفان بقميص كارلا الصوفي بقوة، ثم هتف بصوت مرتجف:

“لا! لا أريد الذهاب إلى أي مكان! أريد أن أبقى مع ماما وأبي!”

بدأ صوته يهتز، وعيناه امتلأتا بالدموع. رغم أنه كان يبدو شجاعًا في البداية، إلا أن الخوف بدأ يتسلل إلى ملامحه، وكأن فكرة الانفصال عنهما كانت أكبر من قدرته على التحمل.

كارلا شعرت بشيء يشد قلبها عندما رأته على وشك البكاء. لا تعرف لماذا، لكن فكرة رؤيته يبكي جعلت داخلها يتألم بطريقة لم تفهمها.

نظرت إلى الطبيب بسرعة، ثم قالت بتردد: “هل… هل يمكنه البقاء معنا حتى نجد والديه الحقيقيين؟”

الطبيب بدا متفاجئًا، لكنه أومأ بعد تفكير. “حسنًا، بما أنه لا يوجد أي سجل له، والشرطة لم تتلقَ بلاغًا عنه، يمكننا السماح بذلك بشكل مؤقت. لكن يجب أن تتواصلا مع الجهات المختصة قريبًا.”

كارلا أومأت بسرعة، ثم نظرت إلى جوني، الذي لم يقل كلمة واحدة منذ دقائق. كان واضحًا أنه لا يوافق على هذا القرار، لكنها لم تهتم.

الشيء الوحيد الذي كان يهمها الآن هو أن الطفل بين يديها لم يعد يرتجف خوفًا.

بعد دقائق، خرج الطبيب والممرضة، تاركين الغرفة في صمت غريب.

كارلا تنهدت بعمق، ثم نظرت إلى إيفان الذي كان لا يزال متشبثًا بها. “هل أنت بخير الآن؟”

إيفان أومأ برأسه بسرعة، ثم نظر إلى جوني وقال بنبرة مرحة: “لكن أبي يبدو غاضبًا.”

كارلا التفتت إلى جوني، الذي كان يحدق في الطفل وكأنه لم يقرر بعد إن كان يريد الصراخ أم المغادرة ببساطة.

لكن بدلًا من الانفجار، زفر جوني بحدة، ثم مرر يده في شعره بإحباط وقال بصوت منخفض:

“يا إلهي… في أي ورطة وضعنا أنفسنا؟”

———

(يتبع…)

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon