...“لا تتبعني، يا سموّ دوق. ولا تجثُ على ركبتيكَ أيضًا. لقد سئمتُ هذا الآن.”...
...كان الدوق يسير خلف فانيسا بمسافةٍ ليست قريبةً ولا بعيدةً بعد....
...ليلة القصر كانت هادئة. و في الممر الطويل كان ضوء القمر وحده خافتًا....
...“لا أفهم جيدًا، الآنسة فانيسا. أي جزءٍ مني يجعلكِ تشعرين بهذا الانزعاج؟”...
...ها، من أين أبدأ....
...هل هو أنه يرسل فساتين مفصّلة و لم يأسأل حتى عن مقاسي؟...
...و يدّعي الجهل بينما يسبقني خطوةً في كل مكان؟...
...…..أشعل النار في البيت ولم يخبرني حتى ما السبب؟...
...استدارت فانيسا. ونظرت إلى الرجل الضخم أمامها من أعلى إلى أسفل....
...كانت تعلم أن هذا فعلٌ فظّ، لكنها لم تعد تهتم الآن....
...حتى لو كان من العائلة المالكة، فلا فرق. لأن أسلوب تودده هذا، إن جاز لها وصفه، صار شبه هوسٍ تقريبًا....
...هذا الرجل. الرجل الذي يلفّ رأسه برداءٍ أسود كما العادة ويخفي وجهه....
...الذي يهمس بكل الكلمات الحلوة ولم يكشف عن وجهه مرةً واحدة....
...أشارت فانيسا بيدها نحو رأسه....
...“أولًا، تلك الشعرَة الطويلة المتدلية.”...
...شعر الدوق الأسود كالأبونس مُسدلٌ على كتفيه مسببًا ظلًا على وجهه....
...ومع طبعه المنعزل الذي يُصْفَه بلطفٍ بأنه غير اجتماعي، كان المجتمع يدعوه الدوق الكئيب....
...“ها.”...
...مع ذلك الجواب الغامض، سحب الدوق سيفه فجأة. كان سكين صيدٍ مسنّنًا حادًّا. بينما غطت الغيوم القمر، فأظلم المكان من كل جانب....
...تردّدت فانيسا، وكانت على وشك التراجع....
...صوت قطع- صوت قطع-...
...“……؟”...
...و ما انقطع كان شعره....
...'واو، لقد ارتكبتُ خطأً.'...
...أثناء مشاهدتها لشعره المتساقط على الرخام، توقفت فانيسا عن التفكير....
...“الآنسة فانيسا؟”...
...و عندما رفعت رأسها، تبددت الغيوم التي كانت تغطي القمر. ...
...كان بإمكانها اختلاق عشرات الأسباب لرفضه. لكن لحظة رؤيتها لوجهه تحت ضوء القمر، نسيت كل الأسباب الأخرى....
...عيونٍ كبحيرة متجمدة. جفونٌ تبدو عليها بعض الملل وأنفٌ منحني كما لو رُسم. وأخيرًا شفاه تبتسم بانحناءة طفيفة....
...“…..يا سموّ دوق.”...
...“أرجوكِ نادِني فيلياس.”...
...كان نظره الثابت إليها مُلِحًا. عيونٌ كالجليد لكنها تبدو كأنها مشتعلة. فتراجعت فانيسا دون أن تشعر....
...‘بدا وكأن عينيه مالَتا قليلًا…..هل هذا طبيعي؟’...
...“تذكرتُ للتو شيئًا. لقد عرفنا بعضنا طويلاً، أليس كذلك؟”...
...“لقد مرَّ بالضبط شهران وعشرون يومًا، الآنسة فانيسا. منذ أن التقينا في الحفل الراقص.”...
...“…..حقًا. ربما هذه أول مرة أرى فيها وجهكَ منذ شهرين وعشرين يومًا.”...
...سكت الدوق للحظة. و ارتفع حاجباه الأنيقتان قليلًا....
...حتى مع قص الشعر العشوائي، بدا أنيقًا للغاية....
...“هكذا إذاً.”...
...“الجواب المطلوب ليس "هكذا إذاً“، لماذا ظللتَ تخفي وجهكَ حتى الآن؟”...
...“هل يعجبكِ؟”...
...“ماذا؟”...
...“هل يروق لكِ وجهي، يا آنسة فانيسا؟”...
...“…..لو أجبْتُ على هذا السؤال فسوف أبدوُ فظةً إما من جهةٍ أو أخرى.”...
...“إن كان الرد على سؤالي الأحمق يُعد وقاحةً، فأعتقد أنني أحب وقاحتكِ.”...
...ابتسمت فانيسا ابتسامةً مُرّة....
...أمام هذا الرجل لم تنجح ملامحُ الهدوء. بأي تعبيرٍ تتصنّع، فهو يشتبك دون اكتراث....
...“هذا من أغرب المديح الذي سمعته.”...
...“إذاً سأصحّح القول. أنا أحبكِ، الآنسة فانيسا. ليست وقاحتكِ فحسب.”...
...ابتعدت فانيسا بالنظر في النهاية....
...لقد ماتت مرةً بالفعل بطريقة مروعة. ولتجنّب موتٍ ثانٍ، عليها أن تتوقع ما سيحدث قادمًا....
...وهذا الدوق المجنون بوجوده وحده هو متغيرٌ لا يمكن تجاهله....
...“آسفة يا سموّ دوق، لكن عليكَ أن تحتفظ بهذا الشعور لنفسكَ. أنتَ لستَ الشخص الذي أحتاجه الآن.”...
...“إذاً، أي نوعٍ من الأشخاص تحتاجه الآنسة فانيسا؟”...
...سأل بدون حراكٍ في حاجبه....
...“هل قتلتَ إنسانًا من قبل؟”...
...“نعم، يا آنسة فانيسا.”...
...مع هذا الجواب المباشر، دارت عينا فانيسا....
...“هذا متوقع. الإمبراطورية لا تزال في حالة حرب. لكن ما أقصده هو قتلٌ شخصيٌ بسيط، يا سموّ دوق. هل ارتكبتَ يومًا فعل انتقامٍ شخصي من أجل شخصٍ واحد؟”...
...بدت على الدوق لحظةً من التفكير ثم هزّ رأسه....
...“لو كان عن ذلك…..فلا أظن أنني فعلت.”...
...“أرأيتَ؟”...
...تحركت فانيسا لتدير ظهرها....
...“أليس لديكِ المزيد من الأسئلة؟”...
...توقفت فانيسا عن السير عند سماع الصوت الذي تلا ذلك. و كان الدوق قد اقترب منها حتى صار خلفها مباشرة....
...“لا أفهم ما الذي تعنيه.”...
...“لقد سألتِ إن كنتُ قد قتلتُ أحدًا من قبل. لكنكُ لم تسألي، إن كنتُ سأقتل بعد الآن، أليس كذلك؟”...
...أطبقت فانيسا شفتيها بقوة....
...“إن كان سؤالكِ بهذا المعنى، يا آنسة فانيسا، فسأفعل. من أجل سعادتكِ، أياً كان الهدف. لذا..…”...
...“لذا؟”...
...“ناديني باسمي من الآن فصاعدًا.”...
...ابتسم الدوق بوجهٍ جميلٍ حدّ القشعريرة....
...حسناً، سيكون ليلًا طويلًا....
...***...
...فانيسا كلوديا لانغ كانت زهرة المجتمع الأرستقراطي. ولم يتغير ذلك طوال ثمانية أعوام منذ ظهورها الأول كآنسة شابة....
...لكن لا أحد كان يعلم كم كانت تكافح وتصارع خلف تلك المروحة المزخرفة الباهرة....
...كان والدها، الكونت لانغ، سكيرًا مقامرًا. بدّد ثروته وضرب زوجته حتى أجبرها على الهرب....
...وحين رحلت الأم من المنزل، أصبحت فانيسا هدفه التالي. كان يضربها لأتفه الأسباب، لكنه لم يلمس وجهها أبدًا....
...〈بما أنكِ تشبهين أمكِ، فوجهكِ الجميل هذا هو الشيء الوحيد النافع فيكِ. اذهبي إلى المجتمع، أو أي مكانٍ آخر، واصطادي رجلاً غنيًا. هذا هو نفعكِ الوحيد.〉...
...'هاه، كلامٌ متوقع.'...
...ومع ذلك، لم يكن كلام الكونت السكير خاليًا من المنطق. فلم يكن لديه ما يورثها، بل ربما سيورثها الديون إن لم يحالفها الحظ. ...
...وحتى لو كان له مال، لم يكن يحق لابنته أن ترثه....
...أسرع طريقٍ للهروب من المستنقع الذي تعيش فيه والظفر بحياة لائقة، كان الزواج. زواجٌ من رجلٍ ثريّ أو من طبقةٍ أرستقراطية عالية....
...بالطبع، لم يكن المجتمع الراقي مكانًا يسهل العيش فيه بوجهٍ جميلٍ فقط، لكن فانيسا كانت تعرف كيف تبقى على قيد الحياة. فقد اكتسبت حدة بديهةٍ مذهلة من سنواتٍ طويلةٍ من الضرب والمهانة....
...كانت تقرأ في النظرات ما يريده النبلاء، وتفهم التوترات الخفية بين الناس دون أن تُقال كلمةٌ واحدة....
...وفوق ذلك، حالفها الحظ. بعد أن غادرت السيدة إيفانجلين، ملكة المجتمع الراقي لسنوات، البلاد فجأة، فقد كان الجميع يتطلعون إلى وجهٍ جديد....
...ثم ظهرت الآنسة ابنة الكونت. ابنة كريستال لانغ، المرأة التي كانت قد سحرت العاصمة بجمالها ذات يوم....
...ربما بسبب انخداعها بسهولة النجاح، قبلت فانيسا عرض الزواج من الأمير دون تردد....
...كانت تظنّه شابًا طائشًا لا أكثر، لكنه كان في الحقيقة متعجرفًا يصنع الأعداء بسهولة. ومع ذلك، لم تكن شخصيته مشكلةً في الحياة الزوجية، إلى أن سقط ولي العهد فجأةً من حصانه ومات في حادثٍ غامض....
...لم يكن الأمير كونراد مؤهلاً ليصبح إمبراطورًا، لكن البقاء قريبًا من القصر كان ضروريًا لتجنب محاولات الاغتيال التي أحاطت به....
...حاولت فانيسا إقناعه مرارًا بعدم التنازل عن حق الوراثة لعمه الدوق باستيّان، لكنه لم يصغِ إليها....
...〈الآن أصبح كل أفراد العائلة المالكة يتربصون بي. في الأصل…..في الأصل أنتِ من دفعني لهذا يا فانيسا. لم أُرِد أن أكون وليّ عهدٍ يومًا، ولا أنا أصلح لذلك!〉...
...كانت تلك آخر كلماته لها. وفي النهاية، أثناء رحلتهم لمغادرة العاصمة، اغتيل كلاهما داخل العربة....
...“فانيسا….فانيسا، أنقذيني….إنني أتألم، فانيسا. الطبيب….استدعي الطبيب.…”...
...كان كونراد الملطخ بالدماء يتلوى عند قدميها باكيًا. ومن عنق فانيسا وصدرها كانت الدماء تتدفق بلا توقف....
...زفرت فانيسا زفرةً طويلة. و لسببٍ ما، شعرت بالراحة....
...'أخيرًا، ربما أستطيع أن أرتاح. ربما كنتُ طوال حياتي أتشبث فقط لأبقى حية.'...
...“…..ليس بالأمر الكبير.”...
...حتى الموت....
...وحين فتحت عينيها، وجدت نفسها قد عادت إلى ليلة ظهورها الأول في المجتمع....
...***...
...“هذا….هذا قصر الإمبراطور….هل عدتُ إلى العاصمة؟ أين كونراد؟”...
...مهلًا. مدّت فانيسا يدها تتحسس عنقها. و شعرت بخشونة الدانتيل....
...“هذا الفستان…..لم أرتدِ فستانًا رخيصًا كهذا منذ حفل الخطوبة.”...
...أُغلقت مروحةُ إحدى السيدات بصوتٍ حادّ. و انعكست صورتها في المرآة المزخرفة....
...امرأةٌ بشعرٍ نحاسيّ وابتسامةٍ جامدة كدميةٍ من البورسلين. فستانٌ أسود يلتف بإحكام حول عنقها حتى أسفل الذقن....
...لم يكن هناك شك. إنه الربيع....
...كانت الفتيات النبيلات جميعًا يرتدين ألوان الباستيل المشرقة، بينما هي وحدها بدت وكأنها تحضر جنازة....
...فقد كانت تحاول إخفاء الكدمات على عنقها، لكنها بذلك جذبت الأنظار أكثر....
...“هل أنتِ بخير يا فانيسا؟ تجمدتِ فجأة..…”...
...رفعت رأسها نحو الصوت المألوف....
...“مايسون..…؟”...
...مايسون سوري، صديق طفولتها الذي قُتل قبل خمس سنوات في الجبهة الجنوبية....
...أسرعت فانيسا نحوه تعانقه بشدة. و ارتسمت على وجهه لحظةُ دهشة، ثم ابتسم كما كان يفعل دومًا....
...“كنتِ تتظاهرين بالهدوء، لكنكِ كنتِ متوترةً أيضًا، أليس كذلك؟”...
...فتحت فانيسا عينيها التي كانت قد أغمضتهما بقوة. ...
...لا شكّ في الأمر. لقد عاد بها الزمن إلى ربيعٍ قبل ثمانية أعوام....
...__________________________...
...يوه اشوا صديق طفولتها مب البطل ...
...المهم اتوقع واضح ليه ترجمت ذي عشان البطل 😭😭😭😭😭🤏🏻 والبطله تجنن بعد معليكم ...
...البطل مهووس فيها مره ومدري ليه الصدق 😘...
...ها زي كل مره عن ذي حساباتي عشان اي شي ✨...
...انستا: dan_48i تويتر: Dana_48i تلغرام: dan_xor...
...Dana...
...“……إنه صاحب السموّ فريدريش سايران، وليّ عهد الإمبراطورية الشرعي!”...
...انفجر تصفيقٌ مدوٍّ قبل أن تتمكن فانيسا من ترتيب أفكارها. و فُتحت الأبواب الفخمة العظيمة، ودخل رجلٌ شابٌّ بابتسامةٍ مشرقة، بشرته مسّتْها الشمس بلونٍ برونزيٍّ جميل....
...فريدريش سايران، وليّ العهد التعس الذي سيسقط عن جواده بعد ثماني سنواتٍ من الآن ويموت....
...كان حقًا وريثًا لا غبار عليه. محبوبًا، دبلوماسيًا بالفطرة، يحظى باحترام النبلاء وعامة الشعب على حدٍّ سواء....
...ما من أحدٍ كان ليتخيل أن نهايته ستكون بتلك البساطة والعبثية. ...
...وحين فُتِحت الأبواب مجددًا، ظنّت فانيسا أنها سترى كونراد من جديد....
...‘يا للسخرية، أن أرى الوجه الذي رأيته آخر مرة قبل موتي بهذه السرعة مجددًا.’...
...مهلًا، هل كان حقًا هكذا؟...
...حين تعيد التفكير، في تلك الليلة من حفل ظهورها الأول، كان كونراد هو آخر من دخل القاعة. لكن الرجل الذي تبِع وليّ العهد لم يكن كونراد بل….....
...“ها هو دوق الشرق، سيد السواحل الشرقية وجزر القراصنة، صاحب السموّ الدوق فيلياس سايران!”...
...ما إن ظهرت هيئةٌ سوداء من بين فتحة الباب، حتى ساد الصمت القاعة بأكملها....
...‘صحيح، أتذكر الآن. عندما ظننت أن لا أحد أشدّ كآبةً مني في تلك الليلة، ظهر هذا الرجل.’...
...في الحقيقة، لم يكن معروفًا عن الدوق شيءٌ يُذكر. كل ما يُقال كان مجرد شائعاتٍ وقصصٍ متناقلة....
...“أهو ذاك الذي يتحدثون عنه؟ الأخ غير الشقيق لجلالة الإمبراطور؟”...
...همست فتاةٌ نبيلة بعينين واسعتين لجارتها التي مدّت عنقها تنظر نحوه....
...“لكن حقًا كما يقولون، كم يبدو كئيبًا. ويقال أن قلةً فقط رأوا وجهه.”...
...“ربما هو قبيحٌ جدًّا. أو لديه جرحٌ بشعٌ في وجهه..…”...
...“يا للأسف، وهو لا يزال شابًا.”...
...‘حقًّا، من الطبيعي أن يتهامسوا هكذا.’...
...إذ من ذا الذي يحضر أول حفلةٍ رسمية له مرتديًا عباءةً سوداء مع قلنسوة تغطي رأسه بالكامل؟...
...أبعد الدوق الخدم الذين اندفعوا نحوه بإيماءةٍ متضجرة، ثم مضى واختفى بين الحشد....
...حتى في حياتها السابقة، لم تتحدث معه يومًا على انفراد. ...
...والغريب أنه رغم ذلك، أرسل إلى قصر آل لانغ رسالةَ خطبةٍ مفاجئة. في الليلة السابقة تمامًا لإعلان خطوبتها على كونراد....
...فيها كتب أنه وقع في حبها من النظرة الأولى. وأنه يدرك أن الزيارة الشخصية هي التصرف اللائق، لكن الظروف لا تسمح…..كلامٌ منمّقٌ مكرر....
...ظنّت يومها أنها مزحةٌ ثقيلة، لكن الآن يبدو أنه لم يكن يمتلك حسّ الدعابة أصلًا....
...بعد ذلك، انبعثت ألحان الكمان الناعمة معلنةً بدء رقصة الحفل....
...منذ أن تعلمت الرقص، لم ترفض فانيسا يومًا دعوةً إلى الرقصة الأولى. وفي أول ظهورٍ لها كذلك، رقصت مع كل الوزراء والنبيلين، وبقيت تضحك وتتحدث حتى منتصف الليل، ثم ختمت الليلة برقصةٍ مع الأمير نفسه....
...‘نعم…..ربما كانت تلك الليلة آخر مرةٍ استمتعت فيها حقًا.’...
...“آنستي.”...
...اقترب منها شابٌّ يرتدي زيّ ضابط، وعلى وجهه حمرة الخجل. و تذكرت المشهد تمامًا كما كان....
...مدّ يده المرتجفة دون أن يعرّف بنفسه،...
...“كنت أراقبكِ منذ قليل. هل تسمحين لي بأن تكون الرقصة الأولى لي معكِ؟”...
...حينها، أجابت بابتسامةٍ رشيقة، كما أجابت في المرة السابقة،...
...“لا، لقد رقصتُ ما يكفي بالفعل.”...
...“عذرًا؟ لكن.…”...
...“اذهب بسرعة، هناك الكثير من السيدات الجميلات غيري، أليس كذلك؟”...
...تركت الشاب المذهول خلفها واتجهت عبر الستار إلى ممرٍّ ضيق. و قد شعرت بدوارٍ خفيف. ليس غريبًا بعد كل الدم الذي رأته قبل موتها....
...‘أتذكر أن هناك بابًا يؤدي إلى الشرفة قريبًا من هنا.’...
...وحين فتحت باب الشرفة وخرجت…..هاه، كما توقعت. عودةٌ بالزمن؟ يا للسخف....
...خارت قواها وجلست أرضًا. فقد كان ملك الموت نفسه، واقفًا في ضوء القمر....
...***...
...‘ربما هذا مجرد هذيان ما قبل الموت.’...
...“…..هل أصِبتِ؟”...
...سألها وهو يطلّ عليها من الأعلا. و صوته عميقٌ هادئ، بعيدٌ كل البعد عن صوت ملك الموت....
...‘حقًا، لماذا أسترجع هذا اليوم بالذات؟ لو كان لا بدّ، لفضّلت استعادة أكثر ذكرياتي سعادةً…..إن كان لديّ مثلها أصلًا.’...
...شعرت فانيسا وكأن قلبها سقط في مكانه. لكنها تظاهرت بالهدوء وابتسمت نحوه....
...“آه، سموّ الدوق، أنا بخير. فقط تفاجأتُ قليلًا. ربما لأن ضوء القمر جعلكَ تبدو كملك الموت…..يا لي من حمقاء، كان ذلك مجرد وهم.”...
...فيلياس سايران. الدوق الشاب الذي شاع أنه قبيحٌ أو مشوّه الوجه. كان يقف عكس القمر، فلم تستطع رؤية ملامحه بوضوح....
...وفجأة، تذكرت رسالة الخطوبة التي أرسلها إليها. الرسالة التي جاءتها في حياتها السابقة دون أن تكون بينهما أي معرفة....
...كانت قد ظنّت أنها مزحة. قال فيها أنه أحبها من النظرة الأولى....
...‘لكن هذا الرجل؟ حقًا؟ أهو الذي أحبني؟’...
...حاولت فانيسا أن تنهض وهي تستند إلى الأرض. لكنها لم تستطع التحرك بسبب الكعب العالي وضيق الفستان الذي يلتصق بجسدها....
...“ذاك…..أعذرني، لا أستطيع خلع الحذاء. هل يمكنني استعارة ذراعكَ قليلًا؟”...
...مدّ الدوق يده بصمت. وعندما أمسكت فانيسا بكمّ بدلته السوداء لتنهض، أضاءت أضواء الحديقة كأنها كانت تنتظر تلك اللحظة. و تلألأت الأضواء السحرية وانعكس وهجها على وجه فانيسا....
...شعرت بانقباضٍ في ذراع الدوق، كأن التوتر شدّ عضلاته فجأة. و خفضت بصرها فرأت قبضته المغطاة بالقفاز الأسود مشدودةً بإحكام....
...“……؟”...
...رفعت رأسها من جديد. وقد كان هو أيضًا يحدق فيها من الأعلى. و الضوء كان خلفه....
...كان الدوق طويلًا وضخم البنية إلى حدٍّ جعل ظلّه يحجب رؤيتها تمامًا. و لم ترَ سوى السواد، سوادًا خالصًا فقط....
...في تلك اللحظة، خطر لفانيسا سؤال. إن لم تكن رسالة خطبته مجرد مزحة، وإن كان حقًا قد انجذب إليها من النظرة الأولى، فربما في هذه الحياة أيضًا هو….....
...“سموّ الدوق.”...
...“اسمي فيلياس.”...
...قال ذلك على عجل قليلًا....
...'ما هذا الآن؟ هل يريد أن أناديه باسمه؟'...
...شعرت فانيسا بتوترٍ خفيف يسري في الجو. و لم تستطع مقاومة الفضول وسألته،...
...“هل يُمكن أن تكون…..قد وقعتَ في حبي الآن؟”...
...ظنّت أنه سيضحك أو يغضب. لكنه لم يفعل أيًّا منهما. بل أجاب بصوتٍ عميقٍ هادئ،...
...“كنتُ في الواقع…..أفكر في ذلك الآن بالضبط.”...
...في تلك اللحظة، فُتح باب الشرفة بطرقٍ خفيف. وأطلّ خادمٌ شاب، كان هو نفسه الذي طرده الدوق قبل قليل....
...“آه، سمو الدوق! كم بحثتُ عنكَ! كل الدوائر العليا تطلب مقابلتكَ فورًا…..أُه، سمو الدوق؟”...
...لم يتحرك الدوق قيد أنملة. و لم تستطع فانيسا أن ترى تعابير وجهه بوضوح بسبب الضوء المعاكس، لكنها أحست أنه يحدق فيها بثبات....
...“أخبريني باسمكِ.”...
...شعرت فانيسا بالحرج نيابةً عن الخادم الذي بدا في موقفٍ مربك، فأجابت،...
...“فانيسا لانغ.”...
...“حسناً.”...
...“ذلك…..يمكنكَ أن تتركني الآن، لا بأس.”...
...ارتجف الدوق قليلًا وأصدر صوتًا لا هو ضحكٌ ولا تنهد....
...ىكما توقعت.'...
...يبدو أن رسالة خطبته كانت جادّةً بالفعل. وهذا الرجل بلا شك قد وقع في حب فانيسا مرةً أخرى....
...شعرت فانيسا بشيءٍ أشبه بالذنب الحلو. كأنها تطلّ على أعماق أفكاره من الداخل....
...'لكن متى..…؟ لم نتبادل كلمةً واحدة قبل موتي في الحياة السابقة.'...
...“على فكرة، آنسة فانيسا. قد تجدين هذا مضحكًا.”...
...“نعم؟”...
...“كثيرون يخطئون مثلكِ عندما يرونني. يظنون أن ملك الموت جاء ليأخذهم.”...
...ضحكت فانيسا بخفة، لكنها أدركت أنه لم يكن يمزح....
...“لا عجب. إنه حفل تقديمٍ في الربيع بعد كل شيء. كنتُ أظن أنني الوحيدة التي ترتدي ثوب الحداد الليلة.”...
...“تقولين ثوب حداد؟”...
...“نعم؟”...
...“أعني. الذين يظنون ذلك عادةً هم فقط من يقفون على عتبة الموت.”...
...ثم سعل الخادم بخجل،...
...“سمو الدوق، أظن أنه عليكَ الذهاب الآن فعلًا..…”...
...ومع ذلك، لم يلتفت إليه الدوق، ثم ترك يد فانيسا التي كان يسندها بها....
...“سأرحل إذاً. ما زال الجو باردًا، لذا…..أتمنى ألا تبقي واقفةً طويلاً يا آنسة فانيسا.”...
...“سأفعل، شكرًا لكَ.”...
...وعندما بقيت وحدها في الشرفة الهادئة، أدركت فانيسا أخيرًا الحقيقة. ...
...لقد كانت قبل بضع دقائق فقط ضحية جريمة قتل بشعة. وقد عادت من جديد إلى تلك الليلة الملعونة....
...ربما هذا هو العالم الآخر. ربما حان الوقت لتدفع ثمن حياتها التي قضتها هاربة....
...“دوق فلوريس، صاحب السمو الأمير كونراد سايران!”...
...انفجر التصفيق من داخل القاعة....
...'…..حسنًا، لعلّي أذهب لرؤية وجهه البغيض.'...
...وهي تغادر الشرفة، أقسمت فانيسا في نفسها. على الأقل في هذه الليلة، لن ترقص مع أي أحد....
...__________________________...
...كونراد هو الدلوع الي قاعد يقول يوجع يافانيسا ومدري وش رايحه تشوفين وجهه؟ يارب عشان تكشّين عليه ...
...المهم طلع البطل انهوس عشان حب من اول نظره؟😭😭😭😭😭...
...يجنااااااااااااان ...
...Dana...
...كان كونراد في الثانية والعشرين من عمره، شابًا وسيمًا مشرق الطلعة بحق. بشعره الذهبي البراق، ومعطفه الأبيض الناصع، وعينيه الرماديتين اللامعتين….....
...لم يسبق لفانيسا أن اعتقدت أنها أحبّته يومًا، ومع ذلك فقد قضيا معًا وقتًا سعيدًا في الماضي. لكنها تساءلت، كيف انقلب كل شيءٍ إلى هذا الحال؟...
...وبينما كانت غارقةً في أفكارها، مدّ أحدهم يده نحوها فجأة....
...كان وجهًا مألوفًا، إنه كاليب، الابن الثاني للكونت ماتيني، ذلك العاشق المعروف الذي بدأت سمعته في العلاقات العابرة تنتشر منذ ذلك الوقت بالذات....
...“عذرًا يا سيدي، لكني أرفض.”...
...“لن يكون أمامكِ خيار، آنسة. إن لم ترقصي معي الآن فسأقفز من الشرفة فورًا.”...
...“……وهل يهمني ذلك؟”...
...ظلّ كاليب يلحّ عليها بإصرار، لكنه في النهاية احمرّ وجهه خجلًا وغادر....
...“فانيسا، ألن ترقصي حقًا ولو مرة؟ لقد صدَدتِ بالفعل أربعة أشخاص.”...
...قال مايسون ذلك وهو يناولها كأس شمبانيا....
...“أجل، لا رغبة لي في الرقص الليلة.”...
...“وهل ستُرفض أيضًا دعوة ذلك الرجل هناك؟”...
...و”ذلك الرجل” لم يكن إلا ذاك الذي كان يحدق نحوها طوال الوقت من الجهة المقابلة للقاعة....
...“بصراحة….سمعتُ عنه، لكن….كيف أقولها..…”...
...تردد مايسون قليلًا قبل أن يهمس،...
...“كئيب، أليس كذلك؟”...
...“همم…..”...
...فيلياس سايران. بالنسبة إلى النبلاء الشباب لم يكن سوى موضوعٍ للثرثرة، لكنه في الحقيقة لم يكن شخصًا يمكن الاستهانة به أبدًا....
...بعد وفاة الإمبراطورة الأولى، تزوج الإمبراطور الراحل من نبيلة أجنبية صغيرة السن، تكاد تكون في عمر ابنته....
...كان لديه آنذاك ابنان راشدان بالفعل، أرتور –الإمبراطور الحالي– والدوق باستيَان، لذا كان قراره بالزواج مجددًا صادمًا في البلاط....
...لكن الإمبراطورة الشابة توفيت بعد أن أنجبت ابنًا، فيلياس....
...وبعد أن تقدّم الإمبراطور السابق في العمر واعتلى أرتور العرش قبل ست سنوات، نفى أخاه غير الشقيق فيلياس –الذي كان في الثامنة عشرة حينها– إلى إقليم ناءٍ في أقصى الشمال الشرقي يُدعى “أشكا”....
...أشكا، قلعةٌ قديمة مبنية على منحدر شاهق، تحيط بها تندرا* قاسية تتحول في الصيف إلى مستنقعاتٍ سامة....
... ...
...* منطقة أحيائية قاحلة وشبه قاحلة تتميز بدرجات حرارة شديدة الانخفاض وعدم نمو الأشجار...
...بسبب الجبال الوعرة والغابات الكثيفة، كان من الصعب الوصول إليها من العاصمة أو المدن الأخرى....
...وفوق ذلك كانت هناك “جزر القراصنة”، وهي مجموعةٌ من الجزر القاحلة المتناثرة في البحر الشمالي قرب الإقليم....
...قبل عقدٍ من الزمان، قام زعماء تلك الجزر بانقلاب دموي، قتلوا أسرة البارون الحاكم، ومنذ ذلك الحين اعتبر البلاط الإمبراطوري تلك الأراضي كأنها لم تعد موجودة....
...فهي أرضٌ قاسية لا يرغب أحدٌ فيها على أي حال....
...ومع ذلك، أُرسل إليها ذلك الفتى ابن الثامنة عشرة ليكون حاكمها الجديد....
...'لقد طُرد إلى هناك ليهلك ببساطة…..'...
...لكن حدث أمرٌ لم يتوقعه أحد. إذ أعلن جميع زعماء الجزر ولاءهم له طوعًا....
...ورغم أن شمال الشرق ما زال مكانًا يصعب العيش فيه، فإن خضوع أولئك الحكّام له جعل الإمبراطور نفسه مضطرًا للاعتراف به كعضوٍ من العائلة الإمبراطورية....
...'لا أحد يعلم كيف تمكّن وحده من إخضاعهم جميعًا…..لا بد أن في الأمر قصةً مثيرة. ومع ذلك، أتمنى فقط أن يتوقف عن التحديق بي بهذا الشكل…..'...
...شربت فانيسا من كأسها بتوتر. وبعد لحظات، انتهت الموسيقى، وبدأ الراقصون بالتفرق. عندها نهض الدوق من مقعده....
...كان مشهد عبوره القاعة بمعطفه الأسود المرفرف ملفتًا للأنظار. و اتجهت إليه الأنظار من كل مكان، حتى أن ولي العهد رفع يده محييًا له....
...'يا له من متفائل حتى في مثل هذا الجو…..'...
...ومع ذلك، لم يلتفت فيلياس نحوه، بل سار مباشرةً نحو فانيسا....
...'مستحيل…..'...
...“آه، سمو الدوق…..لا أظن أن ما تفعله مناسب..…”...
...ولم تجد فرصةً لتمنعه، إذ جثا فجأةً على ركبة واحدة أمامها. فضجّت القاعة بالهمهمات والدهشة. أما فيلياس فرفع بصره نحوها وسأل بهدوء،...
...“آنسة فانيسا، أليست آخر رقصة في حفلة الظهور الأول رمزيةً جدًا؟”...
...“همم، نعم…..يمكن قول ذلك.”...
...ففي العادة كانت تلك الرقصة الأخيرة علامةً على بداية علاقة حقيقية، كما حدث لها في حياتها السابقة....
...“إذاً، هل لي أن أطلب منكِ طلبًا واحدًا؟”...
...كما توقعت، كان ينوي دعوتها للرقص. ففكرت بسرعة في طريقة مهذبة للرفض....
...'إنه دوق، لذا عليّ أن أعتذر بلطف دون إحراج…..لكن يبدو من نوعه الذي لا يفهم التلميحات..…'...
...“أعتذر يا سمو الدوق، ولكني اليوم..…”...
...“لا ترقصي.”...
...“ماذا؟”...
...…..ماذا؟...
...“لا ترقصي الرقصة الأخيرة يا آنسة فانيسا. بل الأفضل ألا تنهضي من مكانكِ هذه الليلة كلها.”...
...حتى أثناء حديثه، ظل وجهه مخفيًا تحت الظلال، بالكاد يمكن تمييز ملامح ذقنه فقط. و لا تعلم كيف فعل ذلك، لكن الأمر بات مدهشًا بالفعل....
...“ما الذي…..تعنيه بذلك؟ أعني، صحيحٌ أني لم أكن أنوي الرقص على كل حال، لكن أن تطلب مني ذلك تحديدًا في هذه الليلة؟…..”...
...“نعم، لقد جثوتُ على ركبتيّ لأجل ذلك أيضًا.”...
...'يا للدهشة حقًا.'...
...حاولت فانيسا أن ترد عليه بشيء، لكنها فقدت القدرة على الكلام أمام تصرفه الوقح....
...“حسنًا، لن أرقص، لذا انهض الآن.”...
...نهض الدوق بهدوء، وظل واقفًا يحدّق بها من الأعلى....
...“……؟ ألن تذهب؟”...
...“هل عليّ أن أذهب؟”...
...“أمم……أنتَ الآن تحجب رؤيتي تمامًا.”...
...“هل هناك ما يستحق النظر خلفي؟”...
...“……ولماذا؟ هل تنوي الآن أن تمنعني حتى من النظر إلى الآخرين وهم يرقصون؟”...
...“هل يمكنني فعل ذلك؟”...
...'ما هذا بحق……؟'...
...“لا. عُد من فضلكَ يا دوق.”...
...وحين قالت فانيسا ذلك بحزم، استدار على غير المتوقع وعاد مطيعًا إلى مقعده، وجلس في مكانه السابق يحدق بها بانتباهٍ شديد....
...الآن كانت كل الأنظار من حولها موجهةً نحوها بفضول ظاهر....
...'أشعر وكأني وقعت تمامًا في فخه.'...
...“فانيسا، هل أنتِ بخير؟”...
...سألها مايسون، لكنه ما إن رأى ملامحها حتى ابتسم بخفة....
...“ياله من سؤالٍ غبي طرحته، أليس كذلك؟”...
...فأدركت فانيسا أنها هي الأخرى كانت تبتسم دون أن تشعر....
...***...
...بعد ذلك، لم يجرؤ أحدٌ على دعوة فانيسا للرقص. و التقت عيناها بكونراد بضع مرات، لكنه لم يقترب منها أيضًا....
...'صحيح، في حياتي السابقة بذلت جهدًا كبيرًا كي أجعله هو من يقترب مني.'...
...جميع الفتيات الأخريات رقصن مع شركائهن رقصة الختام، وهكذا انتهى الحفل في النهاية....
...عاد مايسون إلى المنزل أولًا بعدما استدعاه والده، وغادرت فانيسا القصر مبكرًا لتتفادى الزحام....
...كانت آخر عربة متبقية للعائلة تنتظرها، تجرها حصانان. و استقبلتها أغنيس، آخر خادمة باقية في المنزل، بملامح متوترة. ...
...كانت امرأةً مسنّة تجاوزت منتصف عمرها، وفي حياتها السابقة غادرت القصر فور زواج فانيسا....
...“أعتذر لأنكِ ذاهبةٌ وحدكِ يا آنستي. كان عليّ مرافقتكِ، لكنني كنت مشغولةً بتحضير عشاء السيد..…”...
...“لا تقولي مثل هذا الكلام. الجو بارد، فلندخل بسرعة.”...
...عندها شحب وجه أغنيس فجأة....
...“آه، آنستي…..أظن أن وقتي قد حان لمغادرة هذا العالم.”...
...فالتفتت فانيسا بقلق، وبالطبع، كان هو يقف هناك....
...“لا بأس يا أغنيس. ادخلي أولًا.”...
...ثم اقترب الدوق بخطواتٍ صامتة....
...“……قد يبدو الأمر وكأني كنتُ ألاحقكِ.”...
...“ألستَ كذلك؟”...
...“حسنًا……سأفعل ذلك فقط بعد أن أطلب الإذن منكِ.”...
...“إنها مزحة، أليس كذلك؟”...
...ابتسم الدوق بخفة....
...“ربما. على أي حال، أردت فقط أن أتمنى لكِ ليلةً هادئة.”...
...“……ولكَ ذلك أيضًا، يا سموّ الدوق.”...
...وقفت فانيسا تحدّق في الدوق للحظة....
...كانت تعلم أنه شخصٌ غريب الأطوار، لكن طريقته في التعامل معها كانت مبالغًا فيها فعلًا....
...هل من المنطقي أن يتصرف دوق في الإمبراطورية، بل شقيق الإمبراطور نفسه، بهذه اللباقة تجاه ابنة أحد النبلاء العاديين؟...
...“يا سموّ الدوق…..ألا تعتقد أنكَ تعاملني باحترامٍ مفرط بعض الشيء؟”...
...فسألها باستغراب....
...“وأليست الآنسة فانيسا تعاملني بالمثل؟”...
...“لكن الموقف مختلف. أنتَ…..أنت دوقٌ بعد كل شيء.”...
...“وما الذي يعنيه ذلك؟”...
...تلعثمت فانيسا قليلًا، غير قادرة على الرد. ...
...'ما هذا السؤال أصلًا؟'...
...“……ليس لديّ أي فكرةٍ إلى أين سيقودنا هذا الحديث.”...
...“أقصد أنه لا معنى لذلك. كوني دوقًا لا يمنحني أي تأثير عليكِ، أليس كذلك؟”...
...“آه، وهل ترغب في أن يكون لكَ تأثيرٌ عليّ؟”...
...كانت تسأل بخفة، لكن إجابته جاءت مباشرة....
...“أنتِ بالفعل تفعلين ذلك بي الآن.”...
...هذه المرة، كانت فانيسا هي من ارتبكت....
...“يا لكَ من رجل غريب…..تتحدث بأشياء عجيبةٍ فعلًا.”...
...حينها، سمعت صوت الحشود المغادرة من بعيد. و انحنى الدوق قليلًا مودعًا، ثم اختفى في ظلمة الليل....
...________________________...
...ياناس يستأذن عشان يلحقها🤏🏻...
...ويوم جا يقولها لاترقصين؟؟ مجنون😭 اهم شي الثقه ياناس...
...وفانيسا بعد ضحكت🤏🏻 هاااااهاعاهتهتهاها العرس مسألة وقت ...
...Dana...
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon